يسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، خلال زيارته للسعودية يوم الجمعة إلى تهدئة مخاوفها من إهمال الولاياتالمتحدة للمملكة حليفها القديم، وذلك بعد شهور من اعتراض الرياض على ما اعتبرته تقاربا متناميا بين واشنطن وايران. وتفاقمت الخلافات حول السياسة في الشرق الأوسط في العام الماضي عندما عملت الولاياتالمتحدة مع قوى أخرى على تخفيف العقوبات على إيران مقابل تنازلات، فيما يتعلق ببرنامجها النووي، كما تراجعت عن توجيه ضربات جوية لسوريا التي تربطها بطهران علاقات وثيقة. وحذرت شخصيات كبيرة في السعودية في شهري أكتوبر ونوفمبر من احتمال حدوث تحول كبير بعيدا عن واشنطن. وقال مسؤولون إن من المتوقع أن يحاول أوباما الذي زار المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم تنقية الجو بعد هذا الخلاف العلني النادر وإيجاد أرضية مشتركة، فيما يتعلق بالحرب الأهلية السورية وعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية. وقال دينيس روس أكبر مستشاري أوباما سابقا للشرق الأوسط «لم يكن ليذهب للسعودية، ولم يكن ليقابل الملك لو لم يشعر بالحاجة لطمأنتهم». ورغم أن الولاياتالمتحدة لم تعد من كبار مستوردي النفط السعودي فمازالت الرياض حليفا مهما لواشنطن، لتعاونها في محاربة تنظيم القاعدة ولما تتمتع به من نفوذ بين الدول العربية خاصة في ضوء سعي أوباما لمواصلة محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية برعاية أمريكية. وبالنسبة لحكام السعودية تمثل واشنطن على الدوام ضمانا للأمن باستخدام مكانتها العسكرية في احتواء التهديدات الإقليمية. وقال عبد الله العسكر رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشوري السعودي "ثمة خلافات واضحة بين البلدين، لكنها لا تؤثر على عملهما معا لتحقيق السلام والأمن في المنطقة". لكن السعوديين عابوا على أوباما رد فعله على انتفاضات الربيع العربي التي بدأت عام 2011، واتهموه بالتخلي عن حلفائه القدامى الذين أطاحت بهم الانتفاضات، وكذلك عدم وقوفه في وجه الإخوان المسلمين وايران. وفي سوريا يرى السعوديون في الحرب الأهلية معركة محورية في صراع أوسع نطاقا على النفوذ في الشرق الأوسط مع إيران. وتؤيد السعودية مقاتلي المعارضة الذين يسعون لإسقاط الحكومة السورية بينما تؤيد إيران حكم الرئيس السوري الذي ينتمي للطائفة العلوية الشيعية، فيما يعد تكرارا لمواقف كل من البلدين في صراعات إقليمية أخرى ذات صبغة طائفية في العراق ولبنان والبحرين واليمن.