لم يتسرب من كواليس مفاوضات كامب ديفيد سوى القليل، وانشغل العالم بنتائجها التي تمثلت باتفاقية سلام أنهت الحرب بين مصر و اسرئيل،غير أن راعي كامب ديفيد الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر وثق كل ما دار في اروقة المنتجع الرئاسي ليحوله الكاتب الأمريكي لورانس رايت إلى مسرحية تحت عنوان "كامب ديفيد" انطلقت عروضها من العاصمة واشنطن. وتسرد المسرحية تفاصيل وردت في مذكرات كارتر وزوجته حول ما جرى بين الزعماء الثلاثة كارتر والرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغين في كامب ديفيد وما عايشوه من تعقيدات وانفراجات على مدى ثلاثة عشر يوما من المفاوضات. لا يريد الكاتب من مسرحيته سرد وقائع تاريخية فقط إنما اظهار أن تحقيق السلام ممكن كما يقول لبي بي سي، "هؤلاء الأشخاص حققوا السلام في وقت صعب جدا . والدرس الذي يجب تعلمه من كامب ديفيد، هو أنه ليس هناك وقت مثالي أو اشخاص مثاليون، بل إن السلام موجود و متوفر اذا اردته فعلا". و يضيف رايت انه من خلال مسرحية "كامب ديفيد" يحاول تقريب التاريخ إلى المستوى الإنساني ليفهم الناس ماذا حدث بالفعل ،"كثيرون لا يدركون أهمية كامب ديفيد التي حققت سلاما صعبا أثبت صوابه على مدى عقود، كما لا يعترفون بإنجاز يكاد يكون الوحيد لكارتر" يقول رايت. و لا يربط الكاتب لورانس رايت بين توقيت عرض "كامب ديفيد" وأحداث العالم العربي و مع هذا لا ينفي رغبته بأن تلهم المسرحية القادة الحاليين لتحقيق السلام. في المسرحية لا يحاكم الكاتب أي طرف ولا ينحاز إلى أي جهة كما يقول الفنان المصري خالد النبوي الذي يؤدي دور السادات، "المسرحية مكتوبة بذكاء شديد و بشكل محايد وتسرد الوقائع كما هي ". و يضيف النبوي أن هدف المسرحية الأساسي هو تعريف الأجيال الجديدة بالحدث التاريخي مؤكدا أن الأفلام والمسرحيات لا تقرر مصير الشعوب لكن الاعمال الفنية تستطيع تجسيد التاريخ لتعاد قراءته و الاستفادة منه. ويعتبر النبوي أن المسرحية فرصة لإظهار الوجه الحقيقي لمصر لاسيما في هذه المرحلة السياسية والأمنية الدقيقة،" من خلال المسرحية ستظهر مصر دولة داعمة للسلام ،أن ترى الاجيال الجديدة ممثلا مصريا تعلم في مصر يقف على مسرح أمريكي يعطي دلالة إلى أننا نحب السلام ويبعد عن المصريين تهمة الارهاب". ولا ينفي النبوي الصعوبة و التحدي في تجسيد دور السادات خصوصا ان الشبه بينهما بعيد جدا ما استلزم التقرب من الشخصية و التعرف على ادق تفاصيلها. واستبعد أن تتم مقارنة أدائه بأداء الممثل الراحل احمد زكي في فيلم "السادات"، "الفيلم عربي مصري يسرد مراحل كاملة من حياة السادات لكن "كامب ديفيد" هي مسرحية أمريكية و تتناول السادات فقط في الأيام الثلاثة عشر التي سبقت التوصل الى الاتفاق". عروض "كامب ديفيد"بدأت الجمعة في واشنطن الا ان الافتتاح الرسمي سيتم في الثالث من نيسان/ ابريل المقبل و من المقرر ان يحضره الرئيس كارتر و زوجته.