في موكب جنائزي شيعت محافظة سوهاج، مساء أمس السبت، أربع ضحايا من حادث إطلاق النار على كمين مسطرد، الذي وقع في ساعة مبكرة من صباح أمس. وكان لنجع عويس نصيب الأسد من الحزن، حيث فقد اثنين من شبابه، محمد السيد عرقان، وبسام محمد السيد، وأثناء تشييع جنازة المجندين، تعالت أصوات السيدات بالنحيب حزنا عليهما، وطالب المشيعون بالقصاص، كما قام البعض بتقبيل رؤوس جنود الشرطة والجيش المشاركين في الجنازة، مؤكدين لهم بضرورة التماسك للحفاظ على الوطن. وبعد دفن المجندين، اجتمع أهالي القرية حول والد أحدهما وقد أصابته صدمة، قائلا: « محمد أكبر أولادي وكان يساعدني في إدارة محل الغلال الذي ننفق من خلاله على الأسرة؛ وكان يستعد للسفر للخارج عقب إنهاء فترة التجنيد ليساعدني في إعالة إخوته». ورددت والدة المجند عبارة «حسبي الله ونعم الوكيل». وناشد بعض أهالي القرية المحافظ اللواء محمود عتيق، أن «يطلق اسم أحمد على مدرسة القرية، لم يختلف المشهد كثيرًا في جنازة الضحية الثانية بنفس القرية بسام محمد، والذي لم يصدق والده ما حدث قائلا، إن بسام قد حادثة هاتفيًا منذ ساعات فقط ، فيما فقدت والدة الفقيد الوعي». ولم يختلف المشهد كثيرًا بقرية المساعيد بمركز العسيرات، حيث أقامت القرية سرادق العزاء وانتظروا ابن القرية الضحية الثالثة محمد عبد الحميد عبد الرحمن 22 عاما. وقال شقيق الضحية الثالثة، ويدعى «محمود» عامل، إن «شقيقي كان يتمنى ويحلم بالسفر إلى الخارج لتحسين مستواه المادي، خاصة وأن الوالد متوفى منذ سنوات والوالدة ربة منزل ولنا شقيق آخر والأسرة فقيرة، وكان دائمًا عبد الرحمن يقول هانت الحمد لله فاضل سنة، كما أنه قام بالاتصال بنا ليخبرنا باقتراب موعد إجازته لكن في لحظة فقدناه بسبب الإرهاب الأسود لعنة الله عليه». وبقرية أولاد الشيخ من نجع زاره الضحية الرابعة محمد عبد الرحمن، استنكر أهالي الفقيد عدم مراعاة المسئولين مشاعرهم، فبرغم أن جميع قيادات المحافظة جميعها تعلم بالفاجعة، انقطع التيار الكهربائي عن القرية بالكامل، وهو ما أثار أهالي القرية جميعًا بأن المسؤولين بالمحافظة لم يقدروا مشاعرهم وحولوا حياتهم إلى ظلام، بحسب قولهم. وقام ذوو الفقيد بإحضار الكشافات والكلوبات من منازلهم واقفين على جانبي الطريق بالشموع، ليتمكن أهالي القرى المجاورة من الوصول إلى سرادق العزاء في انتظار جثمان الفقيد لدفنه إلى مثواه الأخير. «خاص الشروق»