فى مشهد غلبت عليه السياسة، وفى ذكرى ميلاد موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، تجدد الاحتفال ب«عيد الفن» بعد انقطاع أكثر من ثلاثة عقود، حيث فوجئ المدعوون بحضور المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، الذى دخل القاعة فى حراسة مشددة قبل لحظات من دخول الرئيس المؤقت عدلى منصور إلى المسرح الكبير بدار الأوبرا، وبمجرد دخوله هتفت جموع الفنانين باسمه وجلس إلى جانبه عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين. واقتصرت كلمة الرسالة الفنية على ليلى علوى ونور الشريف وفاروق الفيشاوى وهانى رمزى وحسين فهمى، بعدما كان مقررا قبل أسبوع مضى، أن يشارك فى إلقاء الرسالة كل من هانى سلامة وعزت العلايلى ويسرا والمطرب الشاب محمد محسن، الذى رفض الحرس الجمهورى دخوله بحسب تصريحات هانى مهنى ل«الشروق». وكان لافتا خروج اسم محسن من «بروشور» الاحتفال الذى تم توزيعه فى ليلة الاحتفال، وكان مدرجا من قبل ضمن من سيلقون رسالة الفن ضمن عدد آخر من الفنانين. وقال أحد المقربين من محمد محسن وكان متواجدا معه فى الأوبرا: محمد لم يتأخر عن الموعد المتفق عليه، وحضر جميع البروفات الخاصة بحفل عيد الفن، وسجل أغنية سيد درويش بصوته وتحدث قبل الحفل مع الشاعر جمال بخيت فيما يخض التفاصيل، وترك ملابسه فى الداخل، ولكنه فوجئ قبل الحفل بدقائق بأمن الرئاسة يطلبونه، وقاموا بإخراجه من مقر الحفل ومنعه من الدخول، وفوجئت الدكتورة إيناس عبدالدايم، ووزير الثقافة محمد صابر عرب بعدم مشاركته فى الغناء وفق ما كان مقررا، فضلا عن مشاركته فى إلقاء رسالة الفنانين، حيث تم الاستعانة بمطرب آخر ليلقى نفس الأغنية وهو المطرب محمود وحيد. وأضاف المصدر: محمد فى انتظار توضيح رسمى من الأوبرا والقائمين على الحفل، لمعرفة سبب استبعاده. إلى ذلك، أصدر عدد من الفنانين والمثقفين بيانا أعلنوا فيه استنكارهم منع محسن من الغناء ومنعه من دخول المسرح، وقالوا فى بيانهم: «نطالب باعتذار لائق عن هذه الواقعة، التى تدل على رِدَّة فى الحريات، وعدم احترام للفنانين والمبدعين شبابا كانوا أو كبارا، فى الوقت الذى نزعم فيه جميعا أننا نجحنا فى القيام بثورتين عظيمتين». وقد غاب عن مشهد الاحتفال الفنان عادل إمام وعدد من نجوم جيل الوسط، أبرزهم أحمد السقا وأحمد عز ومنة شلبى، التى حضرت والدتها الفنانة زيزى مصطفى، ورانيا يوسف وأحمد رزق وزينا وهند صبرى، وأرجع البعض السبب فى ذلك إلى انشغال بعضهم فى تصوير أعمالهم الجديدة. وعبر الفنانون عن سعادتهم بعودة الاحتفال بعيد الفن، واعتبروه نوعا من رد الجميل لهم ولدورهم فى المجتمع، وكانت سعادتهم أكبر بحضور المشير السيسى إلى مقر الاحتفال. وأثناء إلقاء عدلى منصور لكلمته، هتف الفنان أحمد راتب: «انصروا عدلى منصور والفتح قادم على اسم عبدالفتاح السيسى». يذكر ان الأجواء خارج القاعة شهدت تشديدات أمنية مكثفة، حيث لم يسمح بدخول الهواتف المحمولة، وتم تفتيش الحضور ومتعلقاتهم الشخصية.