استخدمت الشرطة التركية مدافع المياه لارغام آلاف المحتجين على التقهقر قرب ميدان تقسيم بوسط اسطنبول بعد تحول تجمع الآلاف لتشييع جنازة صبي توفي متأثرا باصابته في اشتباكات شوارع الصيف الماضي. كان الاف المعارضين للحكومة التركية تجمعوا في منطقة اوك ميداني في اسطنبول لتشييع جنازة الصبي بركين علواني البالغ من العمر خمسة عشر عاما. وكان علواني قد توفي امس بعد اصابته في احتجاجات متنزه غيزي الصيف الماضي. ونظم المشيعون مسيرة احتجاجية نحو منطقة ششللي بميدان تقسيم ومن هناك سيتم نقل النعش الى المقبرة. وقال مراسلون إن مدة بقاء علواني في غيبوبة التي استمرت لنحو 269 يوما جعلت منه رمزا للممارسات ثقيلة الوطأة التي تستخدمها الشرطة ضد المتظاهرين الذين وجهوا غضبهم إلى حكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان. وهتف المشيعون بعبارات تدعو رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان الى الاستقالة و حملته مسؤولية مقتل الصبي و سبعة محتجين اخرين و الذين سقطوا اثناء احتجاجات متنزه جيزي. نظم المشيعون مسيرة احتجاجية نحو منطقة ششللي بميدان تقسيم وكانت بعض نقابات العمال قد دعت الى اضراب عن العمل و انضمت الى الاحتجاجات. "استقيلوا" ومنذ الاعلان عن وفاة بركين انطلقت مسيرات في عدة مدن تركية، وفي العاصمة أنقرة استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 2000 متظاهر هتفوا "حكومة أردوغان، الحكومة الفاسدة، استقيلوا". وتتبعت عناصر الشرطة المتظاهرين في الشوارع الجانبية التي شهدت بعض الاشتباكات. وسلكت قوات الشرطة نفس المسلك مع المتظاهرين في مناطق مختلفة في الجانبين الأسيوي والأوروبي من مدينة اسطنبول وفي مدن أخرى من بينها مرسين وأضنة وانطاليا وأزمير اضافة إلى العاصمة أنقرة التي أضرب فيها الطلبة عن حضور الدروس. وأرسل عبدالله غول الرئيس التركي برسالة تعزيه لأسرة بركين قال فيها إن "البلاد تمر بظروف صعبة جعلت العقول ممتلئة بالغضب والكراهية". وأضاف الصغير بركين كان آخر ضحايا أجواء الكراهية تلك". وأحاط المشيعون بوالدة بركين التي ظهرت خارج مستشفى اوكميداني التي توفى بها الصبي التركي وانتشرت قوات مكافحة الشغب في المنطقة. ويقول رينغين ارسلان مراسل بي بي سي في تركيا إن معظم المتظاهرين يعتقدون أن الشرطة لم تأت لتأمين الموقع لكنها جاءت لزيادة الوضع سوءا".