تمكن المتظاهرون المعارضون في أوكرانيا من دخول القصر الرئاسي فيما أكدت مصادر أمنية مغادرة الرئيس فيكتور يانكوفيتش للعاصمة كييف. وقالت هانا هيرمان مساعدة يانكوفيتش إنه غادر متوجها إلى مدينة خركيف شرقي البلاد القريبة من الحدود مع روسيا حيث سيلقي من هناك خطاب متلفز.
وقال كيفن بيشوف مراسل بي بي سي في أوكرانيا إنه لا وجود لقوات الأمن داخل القصر الرئاسي الذي بدا خاليا وتحت سيطرة المتظاهرين.
وطالبت المعارضة بإجراء انتخابات جديدة بحلول مايو/ ايار مع تراجع إحكام الرئيس الحليف لروسيا قبضته على السلطة في أعقاب اشتباكات دامية في كييف.
وما زال الآلاف من المتظاهرين المعارضين يعتصمون في ميدان الاستقلال وسط العاصمة رغم الاعلان عن اتفاق بين الرئيس فيكتور يانوكوفيتش والمعارضة من شأنه انهاء الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد.
وبموجب الاتفاق الجديد، سيتم تشكيل حكومة وحدة وطنية واجراء انتخابات رئاسية مبكرة اواخر هذا العام.
كما ينص الاتفاق، الذي توسط في التوصل اليه وزراء خارجية اوروبيون، على اجراء اصلاحات في نظام الانتخابات وتعديلات في الدستور. نص الاتفاق إعادة العمل بدستور 2004 في غضون 48 ساعة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال عشرة ايام. العمل فورا على ادخال اصلاحات دستورية من شأنها موازنة صلاحيات رئيس الجمهورية والبرلمان والحكومة، على ان تكون هذه الاصلاحات جاهزة قبل حلول شهر سبتمبر / ايلول المقبل. اجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد اعتماد دستور جديد على ان لا تتأخر عن ديسمبر / كانون الاول 2014، كما سيصار الى اصدار قانون جديد للانتخابات. اجراء تحقيق في اعمال العنف التي شهدتها البلاد مؤخرا تحت اشراف مشترك من قبل الحكومة الاوكرانية والمعارضة ومجلس اوروبا. لن تفرض السلطات نظام الطوارئ، وتمتنع الحكومة والمعارضة عن اللجوء الى العنف. تسليم الاسلحة غير القانونية الى الجهات المرتبطة بوزارة الداخلية.
ولكن العديد من المحتجين الذين ما زالوا معتصمين في ميدان الاستقلال في كييف استقبلوا نبأ التوصل الى اتفاق بالشكوك قائلين إنهم لا يثقون بالرئيس يانوكوفيتش. العدوة اللدودة ينبغي على أي اتفاق يعقد بين الرئيس فيكتور يانوكوفيتش والمعارضة ان يجتاز امتحان القبول في لفيف.
فلفيف مدينة كانت على الخط الامامي في الاحتجاجات التي شهدتها البلاد مؤخرا، إذ كانت ترسل المتظاهرين ليليا بالحافلات الى كييف التي تبعد بمسافة 500 كيلومترا الى الشرق.
وحقيقة الامر ان لفيف كانت دائما تتطلع الى الغرب وليس الى الشرق، فقد حكمها النمساويون والبولنديون لقرون قبل ان تسقط بأيدي الجيش الاحمر في الحرب العالمية الثانية. ومنذ ذلك الحين، واهل لفيف يفخرون بانتمائهم الأوكراني.
سلطة حكومة كييف لا تسري في لفيف، إذ تخضع كل المباني الحكومية فيها لسيطرة المعارضين. قمت بزيارة مقر الشرطة الذي استولى عليه ونهبه المتظاهرون ليلة الثلاثاء.
وفي مقر جهاز الأمن، رأيت العديد من السيارات المحترقة في باحة المبنى.
إن المزاج الطاغي في لفيف هو التحدي، إذ يطالب الجميع بتنحي الرئيس يانوكوفيتش.
وانتخب أعضاء البرلمان الأوكراني يوم السبت الكسندر تورتشينوف الحليف الوثيق لزعيمة المعارضة المسجونة يوليا تيموشينكو ليشغل منصب رئيس البرلمان.
وتورتشينوف عضو كبير في حزب كل الاوكرانيين الذي تتزعمه تيموشينكو.
وكان النواب النواب صوتوا ايضا لمصلحة تعديل في القانون قد يكون من شأنه اطلاق سراح عدوة الرئيس يانوكوفيتش اللدودة، رئيسة الحكومة السابقة يوليا تيموشينكو.
وكانت تيموشينكو حكم عليها بالسجن سبع سنوات في 2011 بتهمة استغلال السلطة. ويقول مؤيدوها إن الحكم باطل وانه كان عبارة عن انتقام من جانب يانوكوفيتش.
وقد صوت العشرات من نواب حزب المناطق الذي يتزعمه الرئيس يانوكوفيتش لمصلحة التعديلات الجديدة، مما يعتبر هزيمة مذلة للرئيس.
في غضون ذلك، انتخب البرلمان الأوكراني النائب المعارض أرسين أفاكوف وزيرا للداخلية يوم السبت إلى حين تشكيل حكومة ائتلافية جديدة.
ويتولى أفاكوف مسؤولية المنصب القوي بعدما عزل النواب يوم الجمعة فيتالي زاخاراتشينكو وهو حليف للرئيس يانوكوفيتش.