قامت صلات وثيقة بين شاكر وأكابر عصره، ومنهم الأستاذ العقاد الذى كان الشيخ شاكر يرى ظلالا من الجفوة فى أسارير وجهه، أرجعها شاكر لما كان العقاد يعرفه من علاقة شاكر بالرافعى خصم العقاد اللدود. ولكن تلك الجفوة زالت وحلت البشاشة محلها، فعندما أخرج شاكر كتابه «المتنبى» ناداه الأستاذ العقاد وكنا معا فى «المترو» متجهين لمصر الجديدة. وانطلق العقاد فى حديث يصفه شاكر قائلا: حديث ملؤه النوادر والفكاهات التى يحبها العقاد ويحسن سردها، فأيقنت أنه قرأ كتابى وأن تلك الحفاوة التى لم آلفها، كانت أثرا من أثار قراءته للكتاب. يحكى شيخ مشايخ الرواية العربية الراحل الكريم الأستاذ نجيب محفوظ عن علاقته بشاكر فيقول: جاء شاكر إلى مصلحة الفنون التى كنت أعمل بها لزيارة رئيسها صديقنا يحيى حقى، وعندما رأنى قال لى: «اسمع يا نجيب بقى لك خطوتين وتكتب الفصحى، تعالالى أعلمك» يكمل الأستاذ نجيب القصة قائلا: خفت على فنى من بلاغة شاكر فلم أذهب إليه. أما يحيى حقى فقد وقع فى غرام «العلم الشاكرى» حتى إنه قال أكثر من مرة وفى أكثر من مناسبة: «كتابتى قبل معرفتى بشاكر شىء وكتابتى بعد معرفته شىء آخر، لقد قرأت على يديه أمهات الأدب العربى. الوضع ذاته ينطبق على الشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل الذى قال: «لقد طوح بى شاكر فى بحور الشعر العربى». ولم تكن علاقة الشيخ مقصورة على الأدباء فقط بل كانت له علاقات وثيقة بكبار السياسيين، وعلى رأسهم السياسى الكاتب الأستاذ فتحى رضوان وغيره من السياسيين الذين كانوا يجتمعون على مائدة الجمعة. وكان شاكر محبا لصوت أم كلثوم ويراها اختصارا للغناء العربى، وقد قال لى ابنه الدكتور فهر: «عقد أبى العزم على كتابة مقال مطول عن أم كلثوم التى كان يعجب بها أشد الإعجاب ويشيد بمتانة علاقتها بالشعر العربى وحرصها على دقة مخارج حروفها، إلا أنه مات قبل أن يتم كتابة المقال. وبعد، فقد توفى الشيخ محمود محمد شاكر عن 88 عاما قضاها مدافعا عن أمته ولسانها العربى المبين، وكانت وفاته يوم الخميس 7 أغسطس 1989، رحمه الله ونفعنا بعلمه.