حل الروائى الكبير بهاء طاهر ضيفا على اللقاء المفتوح بمعرض القاهرة للكتاب.. وبدأ اللقاء د. محمد بدوى بتوجيه التحية والشكر للحضور، معربا عن سعادته بإدارة هذا اللقاء الفكرى مع الكاتب والروائى الكبير بهاء طاهر. وقال: يُعد بهاء طاهر واحدا من كتاب العربية الكبار، الذين خاضوا تجربة كبيرة فى مجال الكتابة والإبداع، تتمحور كتابته حول مجموعة من المعانى التى لا يمكن أن تنفصل فى نهاية الأمر عن الواقع المصرى، ولد فى محافظة الجيزة فى 13 يناير سنة 1935. وتنبأ بصعود تيارات الإسلام السياسى وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، جاء كل هذا فى كتابه «أبناء رفاعة الثقافة والحرية». وفى بداية كلمته وبابتسامته المعهودة، وبتواضع شديد، شكر طاهر الحضور، وأضاف: لقد قدمنى بدوى ومدحنى بما لا أستحق، وتعقيبا على ما قاله فيما يتعلق بثورة يناير ويونيو، أحب أن أقول إن الشعب المصرى الذى خرج فى ثورة 25 يناير، وأسقط الاستبداد، وخرج فى 30 يونيو، وأسقط التجارة بالدين، وضحى بخيرة أبنائه وجنوده من أجل أن يحقق أحلامه البسيطة التى انتفض من أجلها، هو شعب قادر على أن يُكمل المسيرة وخارطة الطريق التى رسمها لمستقبله. لقد لعبت الثقافة الوطنية المصرية الضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ، دورا مهما ومؤثرا فى مواجهة ثقافة التطرف والإرهاب أو ثقافة النحلة، كما قال بدوى. لقد كانت الثقافة المصرية بروافدها المتعددة، عاملا مهما ساعد محمد على مؤسس مصر الحديثة، ورفاعة الطهطاوى، فى تأسيس نهضة مصر فى العصر الحديث، ولعل هذا هو ما دفعنى لأطلق على أحد كتبى اسم أبناء رفاعة. نحن الآن فى هذه الظروف العصيبة التى تمر بها مصر، والتى تُعد الأصعب فى تاريخها الحديث والمعاصر، مطالبين بالتكاتف والوقوف صفا واحدا، للحفاظ على هذا التراث الذى تركه لنا أجدادنا، وبناء مصر الجديدة، التى يتفاخر بها أبناؤنا وأحفادنا من بعدنا، وعلينا أن ندرك جيدا أن طريق الحرية والديمقراطية مفروش بالأشواك، وكذلك علينا أن نقدم الكثير من أجل هذا الوطن، وليبدأ كل منا بنفسه أولا. وأرى أنه علينا الآن أن نفتح باب الحوار والأسئلة لنطرح سويا تصورات حول كيفية الخروج من الوضع الراهن. وقال: «وبحكم معاشرتى للغرب أكاد أجزم، ولو تطلب الأمر أن أقسم بأن ما يحدث هو مؤامرة دولية تصل لحد حرب عالمية جديدة هدفها تقسيم المنطقة العربية وإسقاط مصر، وشراء عملاء لهم من الداخل من خلال أموال التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، أو أموال دويلة قطر، وأرى أنه علينا ألا نبالى كثيرا بالنظر لموقف الدول الخارجية، وعلينا أن ننظر لواقعنا الداخلى ونعمل على حل مشاكله والنهوض بمصر، وما ننفقه من أموال لتحسين صورتنا لدى الغرب، لو أنفقناها على الشأن الداخلى لكان أفضل». وعن رأيه فيمن يرون أن مصر فى طريقها من جديد لأحضان العسكر أضاف طاهر، أنه من أكثر المؤيدين للحكم العسكرى، مؤكدا أنه شديد الحماس والإيمان بالعسكرية المصرية، مشيدا بوطنيتها منذ عصر أحمد عرابى حتى يومنا هذا، قائلا: لا أنكر وجود أخطاء وقعت فيها، ولكن هذا لا ينفى وطنيتها وإخلاصها لمصر أولا وأخيرا، وكلما ذكر الجيش المصرى تذكرت هذا البطل «محمد عبيد»، والذى شارك مع عرابى فى معركة كفر الدوار والتل الكبير ضد قوات الاحتلال الإنجليزى، ويقول المؤرخون إن عبيد ظل صامدا على مدفعه يدافع عن وطنه، حتى انصهر جسده من شدة حرارة المدفع.