وجه محمد سلطان، مصري يحمل الجنسية الأمريكية، المحتجز داخل سجن طرة منذ فض اعتصامي «رابعة والنهضة» في أغسطس الماضي، خطابًا إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، متحدثًا عن الأوضاع السيئة التي يعيشها داخل الزنزانة، ومعربًا عن شعوره بفقدان الأمل في أوباما. قال سلطان لأوباما في الرسالة التي نشرتها مدونة The lede»» على صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إنه خضع لعملية إزالة مسمارين معدنيين وضعا في ذراعه الأيسر استخدما لعلاج إصابة نتجت عن طلق ناري، وأوضح «عانيت منه على أيدي قوات الأمن المصري، ودُفع ثمن الرصاصة التي ثقبت ذراعي عن طريق دولارات ضرائبنا». تحدث سلطان، في الرسالة التي نشرتها أسرته، عن المعاناة التي عاشها أثناء العملية، فيقول إنه أُجبر على الخضوع لهذه العملية دون أي تخدير أو تعقيم؛ لأن السلطات المصرية رفضت تحويله إلى مستشفى للحصول على الرعاية الصحية المناسبة. وبعد ذكر التفاصيل الأليمة، يوضح سلطان في الرسالة التي كتبها نوفمبر الماضي، أنه يذكرها لأنه استعاد في ذهنه عقب العملية الحملة الرئاسية الأولى لأوباما في 2007، ويقول «كنت متحمسًا للغاية لما تمثله، وكنت أراك مثل العديد من الأمريكيين موظفًا مدنيًا حقيقيًا يضع المحرومين في المرتبة الأولى، ويبتكر نموذجًا جديدًا للحكم». يضيف سلطان، الذي ينتمي والده لجماعة الإخوان المسلمين، «الآن وأنا أجلس في هذه الزنزانة المزدحمة، لا أستطيع أن أتوقف عن التفكير فيما إذا كنت ساذجًا للاعتقاد أنك كنت خارجًا عن القاعدة؟». يقول سلطان: إنه بعد مرور أشهر على احتجازه «بدون سبب» في سجون مصر «سيئة السمعة»، والمراعاة القليلة للغاية لكونه أمريكيًا، والبعد عن الإنسانية «بدأت أعتقد أنني كنت طفلًا جامعيًا ساذجًا ومثاليًا آمن أن العالم يمكن أن يبدو مختلفًا مع وجود قائد مثلك على رأسه». يقول سلطان: إنه غالبًا ما يسأله القضاة والضباط والسجناء بسخرية «أين تلك الدولة الأولى في العالم التي تتفاخر بكونها تدافع عن حقوق الإنسان والحريات؟ أين هم الآن لتقديم المساعدة لك؟»، يضيف سلطان «بالطبع، أقف عاجزًا عن الكلام في كل مرة». يضيف سلطان، أن الاستنتاج الوحيد المعقول ولكن غير المقبول أن «حماية الحكومات الأمريكية للمصالح السياسية أكثر أهمية ولها أولوية لديها على حماية حقوق وحريات وسلامة مواطنيها في الخارج». ويؤكد سلطان أنه لا ينبغي على أي أمريكي أن يخرج بهذا الاستنتاج «وينبغي ألا يواجه أي إنسان الظروف غير الإنسانية التي أعيشها أنا و15 ألف معتقل سياسي آخر» على حد قوله. يختتم سلطان بقوله «اليوم، في عيد ميلادي السادس والعشرين، لم أعد هذا الطفل الساذج الذي آمن يومًا بهذه الوعود والآمال أنك ستكون بجواري عندما أكون في أمس الحاجة لذلك».