أتابع بمنتهى الشغف والإعزاز والاحترام والتقدير والتبجيل محاولات الإنسان.. ذلك الكائن الصغير جدا جدا جدا ذو العمر المحدود جدا جدا جدا لاختراق وغزو الفضاء الخارجى ذى المساحة اللامحدودة خالص والشاسعة جدا جدا جدا (ETC) بهدف اكتشافه والتعرف على خباياه وأسراره. ولن يقلل من احترامى لهذا الإنسان الذى يحاول سبر غور الفضاء اكتشاف صدق الشائعة القائلة إن الإنسان لم يطأ القمر منذ 40 عاما كما نعرف جميعا.. وأن الشريط الذى شاهدناه جميعا لنيل أرمسترونج.. أول بشرى يطأ سطح القمر.. كان مصنوعا من الألف إلى الياء فى استوديوهات هوليوود.. ودلل مطلقوا الشائعة على معلوماتهم بأن العلم الأمريكى كان يرفرف.. والمفروض أنه لو كان بالفعل هذا هو سطح ومناخ القمر.. فإن العلم لن يرفرف وينبغى أن يكون ثابتا تماما.. بصرف النظر عن صدق تلك الشائعة من عدمه.. فإن إحترامى للعقل الإنسانى الذى لا تجد طموحه أى حدود فى كلتا الحالتين لن يقل.. فلو كان بالفعل قد استطاع الوصول للقمر.. فهو يستحق الاحترام والتبجيل.. ولو كان لم يصل.. واستطاع اشتغالة العالم والتاريخ والكرة الأرضية بأسرها فى استوديو من استوديوهات هوليوود.. فهو يستحق الاحترام والتبجيل أكثر وأكثر من منطلق أنه «يا نهار أسود ع الذكاء والصياعة»! لهذا.. دعونى فى مثل تلك الذكرى العطرة ألا وهى مرور 40 عاما على أول هبوط بشرى على سطح القمر أن «أهنئنا» جميعا كجنس بشرى على طموح عقلنا الصغير الذى لم يسمح للغلاف الجوى المحيط بقشرة الكرة الأرضية أن يقيد حركتها أو يمنعها من الخيال.. دعونى أهنئنا جميعا كجنس بشرى صايع.. وقادر على محاولة تحقيق ما كنا نراه مستحيلا.. دعكم من هنَّات العقل البشرى المتمثلة فى عبث تجارب الاستنساخ.. فتلك هى الغلطة التى أكيد الجنس البشرى فى المستقبل حيضم صوته لهانى شاكر ويؤكد معه أنه «ندمان عليها».. دعونا نركز مع التجلى الأمثل فى رأيى لطموح العقل البشرى المتمثل فى تلك المحاولات الدائبة والمستمرة لسبر غور الفضاء الخارجى.. منذ أربعين عاما.. كان القمر الذى نشاهده من بلكوناتنا على موعد مع قدم «نيل أرمسترونج» لتطأه.. والآن يحرجم بتوع «ناسا» حرجمة لا تعرف كلمة مستحيل للوصول إلى «المريخ».. الكوكب الأحمر الذى ينبغى عليه أن يستعد خلال ال20 عاما القادمة لأول هبوط بشرى عليه.. وهذا طبعا إذا كانت تلك هى إرادة الله.. على أساس أن هناك الكثير والكثير من الأسرار المجهولة لنا تماما.. وهى على كوكبنا نفسه وأمام أعيننا طوال الوقت.. ولكن لحكمة يعلمها الله.. لا ينبغى علينا أن نعرفها سوى فى وقت معين.. وهذا لضمان المزيد والمزيد من الإثارة فى التجربة البشرية.. هذا على كوكبنا الذى نعيش عليه.. فما بالكم بكل هذا المجهول وكل تلك الأسرار القابعة فى ظلام الفضاء الخارجى.. من المؤكد أن هناك حكمة ما لجعل بعض تلك الأسرار مخفيا عنا كجنس بشرى يقطن كوكبا لا يعد أكثر من مجرد «أوضه صغنتوتة جدا جدا جدا فى فندق «الكون سيزونز» الضخم.. ومن المؤكد أن هناك حكمة ما لإظهار وكشف بعضها الآخر أمامنا.. الآن.. وبينما بتوع «ناسا» وكالة الفضاء الأمريكية منهمكون فى الإعداد لرحلة المريخ هل يكون «المريخ» هو أحد الأسرار التى يريد الله للبشر أن يكتشفوها ويتعرفوا عليها ويسبروا غور عمق أعماقها العميق؟! بكره نعرف.. ولكن.. وفى حالة ما إذا أراد الله تكليل مجهودات البشر فى الوصول إلى المريخ بالنجاح.. ما الثمن الذى ينبغى على البشر الذين سوف يقومون بتلك المخاطرة أن يدفعوه؟! وما المحاولات التى يبذلها علماء «ناسا» لمحاولة تقليل ذلك الثمن؟! هذا هو السؤال الذى أجاب عنه الفيلم الوثائقى «المريخ.. رحلة البقاء على قيد الحياة».. والذى يوضح أن الحياة فى الفضاء ليست كما نراها فى الأفلام.. وأن هناك الكثير والكثير من الأخطار التى تواجه رواد الفضاء فى المطلق.. ويزداد عدد هذه الأخطار أكثر وأكثر فى رحلة المريخ التى يصارع العلماء الزمن من أجل سد جميع الثغرات التى قد تواجه طاقم المكوك الفضائى.. تتركز المجهودات فى أساسها على كيفية ضمان عودة الطاقم على قيد الحياة.. مجرد عودتهم على قيد الحياة يعد نجاحا فى حد ذاته.. ولكن ما شكل الحياة التى سوف يظلون على قيدها بعد عودتهم؟! ينبغى لكى نعرف أن نعرف أولا شكل المخاطر التى قد تواجههم فى رحلتهم الطويلة مبدئيا.. هم يواجهون خطر فقدان العظام والعضلات لقوتها.. وقد يصل بهم الأمر إلى فقدان القدرة على الوقوف أو حتى الجلوس. ففى رحلة القمر (6 شهور رايح و6 شهور جاى) خسر رواد الفضاء 50٪ من قوة عضلاتهم بسبب البقاء فى المكوك الفضائى لمدة طويلة بدون جاذبية أرضية.. تخيلوا أنكم طايرين لمدة سنة.. وسوف تستوعبون الوضع أكثر.. هذا عن رحلة القمر.. أما بقى بالنسبة لرحلة المريخ (سنتان ونصف رايح وزيهم جاى) فمن المحتمل أن تفقد العضلات 70٪ فما فوق من قوتها.. بينما سوف تفقد العظام الكالسيوم لتصبح هشة.. ومجرد الإمساك بأكرة باب عادية جدا ومحاولة فتحها وإدارتها قد يتسب فى كسر يدك وتهشمها تماما.. إذن.. كان ينبغى على العلماء حل تلك المشكلة الخاصة بالجاذبية الأرضية.. ليصبح مطلوبا خلق جاذبية صناعية على المركبة الفضائية.. وهناك وسيلة وحيدة لخلق تلك الجاذبية الصناعية.. لابد المركبة الفضائية تفضل تدور حوالين نفسها طوال مدة الرحلة.. وبالتالى بدأ تدريب طاقم الرواد على الجلوس على ماكينة أشبه بالمروحة تظل تدور بهم لمدة ساعتين يوميا.. (متخيلين) وتلك هى الوسيلة الوحيدة المتاحة أمامهم للوصول إلى المريخ والرجوع بعظامهم وعضلاتهم سليمة (إلى حد ما).. ولكن.. هل تنتهى الأمور عند هذا؟! لأ.. طبعا.. فسوف يترتب على ذلك الدوران المستمر للمركبة الفضائية حول نفسها ارتباكا فى الدماغ قد يتسبب فى فقدان بعض الخلايا الأساسية فى الدماغ لاتزانها وتعطيلها عن العمل! وفى حالة نجاحهم فى خلق جاذبية صناعية.. سوف تواجههم مشكلة أخرى أنكى وأخطر وأصعب.. فأثناء الرحلة فى الفضاء الخارجى الممتلئ بأجسام وإشعاعات خطيرة.. سوف يبدأ قصف المركبة بقوى خفية وخطيرة وغير مرئية وقادرة على اختراق جسم المركبة.. الكثير والكثير من إشعاعات الكربون والحديد واليورانيوم والأشعة الكونية الأخرى التى نشأت عبر انفجار النجوم الميتة فى الفضاء والتى قد تكون قاتلة عبر إتلاف الحمض النووى فى خلايا المخ.. والتسبب فى الإصابة بالسرطان.. وسيعلم رائد الفضاء مسبقا وقبل صعوده على متن المركبة الفضائية أن احتمالات عودته من الرحلة مصابا بالسرطان أكبر بكثير من احتمالات عودته سليما! «جيرى ليننجون» من محطة «مير» الفضائية يؤكد أن الدماغ البشرية لن تصمد طويلا أمام تلك الأشعة المميتة التى تعبر بمنتهى السهولة جسم المركبة الصلد لدرجة أن الرواد سوف يكونون قادرين على رؤية تلك الأشعة وهى تخترق المركبة ثم تخترق خلايا مخهم سوف يشعرون بذلك.. ومع الوقت سوف يبدأ اضطراب الذاكرة وسوف يدخل رواد الفضاء فى شبه حالة من الجنون والهذيان وفقدان القدرة على التفكير المنطقى.. والحل؟! ينبغى البحث عن مواد جديدة وخفيفة فى نفس الوقت لتغليف جسم المركبة.. وهناك عالمة فى «ناسا» يتركز كل عملها منذ 16 عاما وحتى الآن فى التفكير فى تلك المادة القادرة على أن تكون بمثابة درع للمركبة أمام هجمات الأشعة الكونية الضارة.. طب تعالوا نفترض أن تلك العالمة نجحت فى الوصول إلى المادة.. هل تنتهى الأخطار والعقبات عند ذلك؟! برضه لأ.. ففى الطريق إلى المريخ سوف ينبغى عليهم المرور بجانب الشمس.. ولكى تتخيلوا الخطورة.. ليس عليكم سوى أن تعرفوا أن الجسيمات المشحونة الخارجة من الشمس تعادل قيمتها ما يوازى 40 مليار ضعف قنبلة هيروشيما.. طب ما هى المسافة التى سوف ينبغى على المركبة أن تسيرها وسط حقول الشمس المغناطيسية؟! 225 مليون كيلومتر.. وهى المسافة من الشمس للمريخ؟! طب هل تنتهى أخطار الشمس عند هذا الحد؟! لأ برضه.. فهناك أيضا العواصف الشمسية التى ينبغى عليهم لكى يواجهوها صنع غلاف مغناطيسى حول المركبة موازيا للغلاف المغناطيسى حول كوكب الأرض! تعالوا نفترض أنهم ذللوا كل تلك الصعاب.. هل تنتهى الأمور عند هذا الحد؟! برضه لأ.. فماذا يحدث لو أصيب أحد رواد الفضاء أثناء الرحلة الطويلة بإلتهاب فى المرارة مثلا؟! وماذا يحدث لو اضطر أحدهم إلى إجراء عملية جراحية عاجلة؟ وهكذا بدأ التفكير فى ضرورة تواجد طبيب يستطيع إجراء عملية جراحية ضمن طاقم الفضاء.. وفى هذا الصدد.. يفكر العلماء جديا فى إجراء فحص جينى كامل لطاقم المكوك للوصول إلى الشفرات الجينية لهم وتغييرها لتصبح أكثر مقاومة للإصابة بالأمراض!! كل هذا الصراع بين الإنسان وبين قوى كونية أكبر وأقوى منه بكثير لا يمكن أن يثير فى نفس البنى آدم مِنَّا سوى كل احترام وتقدير واجلال لتلك العقول التى يتركز مجال عملها الرئيسى فى التعامل مع «المستحيل» لتحويله إلى «ممكن»! ومع كامل احترامى وتقديرى لكل ما فكر فيه هؤلاء العلماء الأجلاء القافشين على ضرورة الوصول للمريخ.. إلا أنى أعتقد أن هناك تفصيلة صغنتوتة خالص فاتتهم.. وينبغى عليهم أن يفكروا فيها قليلا.. وهذه التفصيلة تفترض نجاتهم من كل تلك الأخطار المحدقة التى سوف يقابلونها فى طريق رحلتهم الطويلة عبر الكواكب والنجوم وذلك الفضاء الشاسع اللامحدود.. ووصولهم بالفعل إلى كوكب المريخ وهبوطهم على سطحه.. تلك التفصيلة هى.. ما هو نوع الكائنات التى قد يقابلونها هناك؟! تُرى.. هل تكون تلك بداية معرفتنا بأننا لسنا وحدنا فى هذا الكون الشاسع؟! بكره نعرف.