يحتفل العالمان العربي والإسلامي بمولد خير البرية رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، الذي يحل اليوم الاثنين، الموافق 12 من شهر ربيع الأول من كل عام هجري. ويحي المسلمون في بعض الدول الإسلامية بذكرى مولد خير الخلق، ليس باعتباره عيدًا، بل فرحًا بولادة نبيهم رسول الإسلام محمد بن عبد الله، فتبدأ مظاهر الاحتفالات شعبيًا منذ مطلع شهر ربيع الأول حتى آخره، عبر إقامة مجالس ينشد فيها قصائد المدح والذكر، ومجالس أخرى تتناول دروسًا من سيرته، ومن المتعارف عليه في هذه المجالس تقديم الطعام والحلوى، مثل حلاوة المولد. وتعتبر حلوى المولد من مظاهر الاحتفال بمولد الرسول التي تتميز بها مصر؛ وتختلف الحلوى ما بين «السمسمية، الحمصية، الفولية، الجوزية، البسيمة، والملبن المحشو بالمكسرات». وكان ل«بوابة الشروق»، جولة في شوادر بيع حلوى المولد النبوي الشريف، المنتشرة حول مسجد السيدة زينب، للتعرف على أسعار الحلوى لهذا العام والفارق بينها وبين العام الماضي، والأصناف الجديدة التي ظهرت في سوق الحلوى لهذا العام. «الإقبال السنة دي على شراء حلوى المولد، بدأ يزداد من هذا الأسبوع، على عكس السنة اللي فاتت»، هكذا قالت الحاجة أم أيمن، صاحبة إحدى شوادر حلوى المولد في ميدان السيدة زينب. وأضافت قائلة، إن "زيادة الإقبال هذا الأسبوع يرجع للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد"، موضحة، أن "الأسعار مثلها مثل السنة الماضية دون تغيير". من جانبه، قال الحاج علي محمد، صاحب شادر آخر، إن "الإقبال هذا العام على شراء حلويات المولد النبوي كان ضعيفا في بداية الموسم على عكس السنة الماضية، ولكنه بدأ في التعافي والتزايد، وأن الأسعار هذا العام مرتفعة قليلا عن العام الماضي، ولكنها في متناول المواطن المصري". ومن أشهر حلوى المولد، التي تنتشر بين الأطفال العرائس التي تصنع وتؤكل عقب انتهاء المولد، وهي عروس المولد للبنات والحصان للأولاد، والتي تترك صدى طيبًا لدى الأطفال، والفاطميين هم أول من بدأ في صنع العرائس من الحلوى في المولد. وتصنع عروس المولد من السكر على هيئة حلوى تزين بالأصباغ، ويكون شكلها التقليدي عروسة ترتدي فستانًا منفوشًا وتضع يداها في خصرها وتزين بالأوراق الملونة، كما تصنع حلوى أخرى بجانب عروسة المولد على شكل حيوانات ومنها «الحصان، الجمل»، وهي مخصصة للأولاد، كما تدخل عروسة المولد ضمن الهدايا التي يقدمها الخطيب لخطيبته، مع اختلاف الأحجام والأشكال، ولكن يحرص معظم الرجال على تقديم العروسة ذات الحجم الكبير لمن تربطهم علاقات عاطفية وزوجية من النساء. وحديثًا، حلت العروسة المصنوعة من البلاستيك واردة الصين، بدلاً من العروسة التقليدية، وتُزين بالأقمشة الملونة بأشكال وأحجام متعددة، إلا أنها لا تؤكل ولكنها لا تتعرض للكسر، كما انتشرت العرائس البلاستيكية على شكل ميداليات، وأخرى في عربات كعربات الأطفال الرُضَع. وكان للحصان أيضًا نصيب من التغيير الذي طرأ على سوق حلوى المولد، فظهر الحصان القماش والخشب بأحجام وأشكال مختلفة، والذي حلَّ أيضًا مكان نظيره التقليدي الذي كان يُصنع من السكر.