حوار- محمد الشهاوي ودينا صالح يتميزون بتقديم أغانيهم المعاصرة التي تمس حياتنا بشكل نقدي ساخر، قد لا تعتاد أذنك على سماعه من قبل، موسيقى ممزوجة بجرعة أمل تفاؤلية.. استطاعوا بذلك صعود «السلالم» من بدايتها حتى وصلوا إلى قلب مستمعيهم وجمهورهم .. في ليلة رأس السنة، استضافت بوابة الشروق، فرقة «سلالم» الموسيقية، في آخر حلقات برنامج «لايف تشات» لعام 2013 أمتعونا خلالها بمجموعة من الأغاني التي تعطي أمل في العام الجديد على الهواء مباشرة، وحدثونا عن بداياتهم وأبرز أغنياتهم ومشوارهم الفني صاحب ال 9سنوات... ميلاد فرقة سلالم كان في 2005..نريد التعرف أكثر على كواليس الخطوات الأولى من الفكرة إلى الاحتراف؟ جمع معظم أعضاء الفريق «جامعة عين شمس» وتحديداً المؤسسين، عمرو سيد الشهير ب«عمرو صولو»، و محمد علي «ووكمان»، وأسامة وكنا بنلعب مزيكا داخل الجامعة، بعدها تعرفنا على جيمي وعز وشريف وبدأنا كفريق داخل الجامعة. الانتقال من مرحلة اللعب لمجرد الهواية فقط داخل الجامعة للمرحلة الاحتراف جاء عندما قررنا تكوين «سلالم» الذي يتطلع للخروج بموسيقاه خارج أسوار الجامعة بحفل في ساقية الصاوي عام 2005، وبالفعل انطلقنا منها إلى حفلات ال«SOS» في 2007، ومن بعدها بدأنا في تكوين قاعدة جماهير خارج جامعة عين شمس إلى أن وصلنا إلى «سلالم» أحد الفرق الموسيقية المعروفة ولها جمهورها بين «الباندات». نريد أن يتعرف الجمهور على أجواء أول حلفة لكم، وكيف استقبلكم الجمهور، وما رد فعله بعدها؟ أول حفلة لم يكن لدينا القدرة على الحكم على أنفسنا، فلم يكن جمهور مختلف عن الذي كان يعرفنا قبلها، فكان المعظم من أصدقاء لنا، ومن شباب الجامعة الذي يعرفنا، لكن كان لدينا شعور مختلف لأننا كنا نخرج طاقتنا وما نقدمه للناس. نعتقد أن اول رد فعل ملموس كان بعد علمنا حفلات بسنة، مع الممارسة والخبرة بدأنا نضع أيدينا على نوع المزيكا الذي سيميزنا ويصنع لنا جمهور يرتبط بما نقدمه، كأي شخص أو مجموعة الممارسة والخبرة تكون لديك خلفية وقدرة على الاحتراف وتتعلم منها من الأخطاء والصواب. لكل فريق عمل أو نجم، عقل مدبر يفتح له الطريق، أو يعرفه على منتج أو داعم كي يستمر أو ينجح؟ قصتنا كانت تختلف عن تلك الفكرة، فكنا 6 أفراد ولكل منا أسلوبه وفكرته في المزيكا و الرؤية لتسويق الفريق جماهيرياً، واتفقنا جميعا على أن لا نبدأ بالعكس «أن نبحث عن منتج أولاً قبل أن نبحث عن إثبات الذات»، المنطقي أن تثبت نفسك بما تقدمه وبعدها سيأتي المنتج وحده، ما نقدمه هو من سيجلب لنا الجمهور، وعلينا أن نستمر بالنزول للجمهور في أماكن مختلفة من خلال الحفلات والحمد لله نجحنا في ذلك. لكل فريق من الفرق الغنائية شكل موسيقي تتميز به، ما نوع الموسيقي المقدمة من سلالم؟ لا تستطيع أن تقول إن سلالم لها شكل موسيقى واحد، فنحن نقدم كافة أنواع الموسيقى لا نقف عند شكل معين، يحكمنا اللحن والفكرة التي نتفق عليها جميعا، الاختلاف أيضاً يكون في مضمون ما نقدمه من موسيقى تأخذ الشكل الساخر أو التهكمي. الشكل التهكمي يأخذنا لسؤال من أين تأتي أفكار الأغنيات الخاصة بالفريق، وهل ترتبط بأحداث أم أن لكم رؤية أخرى؟ الفكرة لا نربطها بأحداث، ولا «نسيس أغانينا»، وحتى الأغنيات لا نربطها بحدث، فنحن لا نتبع هذا الأسلوب، فالحدث يأخذ فترته وينتهي ونحن نرغب في صناعة عمل يستمر ويتفاعل معه الناس في حفلاتنا، هذا لا يعني أيضاً انفصالنا عن الواقع فنحن نحاكي الواقع بشكل غير مباشر، فمثلاً أغنية «زحمة» جاءت فكرتها من تأخرنا عن الاستوديو كل يوم، فكانت حالة الأغنية هي ما يحدث يوميا ولا يكون عليه «سبوت» إعلامي أو غيره لكنه ملموس في الشارع. من المسؤول عن التلحين والتوزيع ل«سلالم»؟ في العموم «كلنا» وأحيانا يكون هناك أغنيات صناعة فرد ويتفق عليها الجميع، لكن الأغلبية كانت صناعة الفريق كاملا. كيف يقوم 6 أفراد بتلحين أغنية واحدة؟! ليس لها شكل ولكنها تأتي عن طريق تقديم عضو بالفريق ا«الإنترو» أو مدخل الأغنية، ثم يأخذ عضواً آخر خيط من هذا المدخل إلى أن يضع الجميع رؤيته التي تخرج لنا ما تسمعونه في حفلات سلالم، الفكرة هي فريق عمل متفاهم جدا وذلك يصنع نجاح أي فريق عمل. هل ترون ثقافة الجيل الحالي مقارنة بجيل الثمانينات وأوائل التسعينات متجهة للفرق الغنائية وتناول موضوعات غير تقليدية حياة المواطن أو الأوضاع السياسية، بعكس فكرة المطرب الواحد التي ظلت موجودة إلى ما قبل ثورة يناير؟ فكرة الفرق الغنائية ليست جديدة على الجماهير، ولها معجبيها من زمن، فكان هناك المصريين و الأصدقاء وغيرها، ولكن مؤكد أن النجم الواحد هو الذي سيطر على الساحة الغنائية لسنوات طويلة، الآن بحكم التطور في كل شيء التكنولوجيا وثقافة الشباب، غيرت هذا المفهوم، والحقيقة الآن هي أن «الباندات» تستقطب القطاع الأكبر من الشباب. ثورة يناير جاءت للساحة الفنية المصرية بالعديد من الفرق والمطربين الذين اشتهروا عن طريق ميدان التحرير، لماذا لم نرى «سلالم» في التحرير كفريق غنائي؟ ثورة يناير بدأ الاعتصام بالميدان يوم جمعة الغضب، وكلنا نزلنا وعرض علينا من المسؤولين عن المنصات أن نغني، ولكن من غير المنطقي ونحن طبيعة أغانينا ليست سياسية، أن ننزل ونغني على جثث الشهداء أغنيات غير متوافقة مع الوضع الراهن، فمثلا لن نغني «الزول» أو «زحمة» وغيرها وهناك من قتل بالرصاص ومن دهس بمدرعات، هذا لا علاقة له بالإنسانية في الأساس. الأمر الآخر هو أننا لا نحب السياسة في المطلق فهي لعبة بعيدة عنا، ونعتبره «حاجة غلط»، وعلى جانب آخر لم نكن نتوقع ما سيحدث حتى نجهز أغنيات سياسية تحفز من في الميدان على البقاء والاستمرار في إسقاط النظام. أول البوم ل«سلالم» كان باسم «كلمة قبيحة».. ألا ترون أن الاسم صادم؟ بالعكس هذا الألبوم نزل في 2011، وهذا العام تحديداً كان به الكثير والكثير الذي يستحق أن يقال له «ألف كلمة قبيحة»، ولكن إذا كنتم تتحدثون عن لفظ متجاوز في الكلمات فهذا لم يحدث وبالعكس كان هناك تجاوب قوي من الجمهور مع الألبوم والأغنية. من الذي تبنى إنتاج أول ألبوم ل«سلالم»؟ من ضمن المفارقات أن اسم الألبوم نفسه جعل شركات الإنتاج تمتنع عن دفع مليما في إنتاجه، وبالفعل كان هناك شركة لا أريد ذكر اسمها كانت بالفعل ستنتج الألبوم ولكن الاسم الذي اخترناه منعاها من ذلك. مفارقة أخرى هي أن المصنفات الفنية، والرقابة رفضت توثيق بعض الأغنيات بسبب كلمة مثل «ماشي أنا وفي رجلي جزمة»، هناك اعتراض من الرقابة على كلمة «جزمة» إن هذا الكلام في حد ذاته يستحق كلمة قبيحة. المنتجين على أساس إصرارنا على اسم الألبوم أحجموا عن الانتاج. ومن إذاً الذي تبني العملية الإنتاجية؟ نحن من أنتجنا، «سلالم» لديها «صندوق» نضع فيه رصيد استطعنا من خلاله إنتاج الألبوم في حدود قدراتنا، وطبعنا عدد من النسخ تباع في حفلاتنا. كنتم بطل حملة إحدى شركات الاتصالات الكبرى في 2011، كذلك كنتم أحد أبطال حفل استقبال نسخة كأس العالم، هل هناك مدير أعمال للفريق أم كيف تصلون للشركات أو الحفلات؟ لم يكن لدينا مدير أعمال، ولم يكن لدينا اتصال بشركة المحمول التي قمنا بحملتها الإعلانية، بالعكس هم من اتصلوا بنا، كذلك الأمر في كأس العالم، الفكرة أن المسؤولين عن التسويق والحملات شباب متقارب في السن، له أفكاره المختلفة الغير تقليدية ويبحث عن ما يشبهه ويشبه جيله، وهو الفئة المستهدفة فيصل إلينا لأننا نتشابه مع أفكاره، هذا ما في الأمر. متى موعد طرح الألبوم القادم؟ وهل سيكون باسم «لعله خير» كما أشيع؟ كان من المفترض أن يطرح في يناير ولكن الأوضاع التي تمر بها البلاد لا تتناسب مع طرحه، نعتقد أن الألبوم سيكون في بداية فصل الصيف في 2014، الاسم لم نستقر عليه حتى الآن و«لعله خير» هي إحدى أغنيات الألبوم الذي لم نستقر على اسمه. في نهاية الحوار ماذا تقولون لجمهور سلالم؟ نقول لهم كل عام وأنتم بخير، نتمنى 2014 عام سعيد على كل المصريين، ونختم ب «لعله خير».