دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أمس الاثنين، إلى ترجيح "قيم التسامح و الوئام والحوار" بعد الصدامات التي شهدتها منطقة غرداية الأسبوع الماضي، وأسفرت عن سقوط عشرات الجرحى. وقال مجلس الوزراء في بيان نشر بعد اجتماع له، إن الرئيس بوتفليقة "أكد ضرورة ترجيح قيم التسامح والوئام والحوار التي يحث عليها ديننا الحنيف وفضائل التضامن والوحدة العريقة في بنية مجتمعنا". ودعا الرئيس بوتفليقة "كل جزائرية و كل جزائري إلى تغليب أيا كانت الظروف مبدأ الإيثار واحترام الغير". وتابع البيان، أن الرئيس الجزائري "وعد أن تواصل المسعى الجاري من أجل إيجاد ما يتطلع إليه مواطنو هذه الولاية من حلول مواتية قصد إعادة الدعة والسكينة بما يصون انسجام تنميتها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا". وكانت غرداية التي تبعد حوالى 600 كلم جنوب العاصمة الجزائرية شهدت الأسبوع الماضي مواجهات قبلية، أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى بينهم أربعون شرطيا. وقالت صحيفة الوطن الأسبوعية الجزائرية، إن ثمانية أشخاص أوقفوا بعد هذه الصدامات. واندلعت المواجهات بين مجموعتي شبان من اقلية بني مزاب الاباضية المتحدرة من اصل بربري والتي تضم نحو 200 الف يقيمون خصوصا في غرداية، وشبان عرب من قبيلة الشعانبة. وأوضحت صحيفة "الوطن" الأسبوعية، أن المواجهات كانت عنيفة خصوصا في المدينة القديمة قرب الجامع الأباضي العتيق الذي يطل على ساحة السوق وفي حي حاج مسعد الشعبي استخدمت قوات مكافحة الشغب الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي. وتحدثت الصحيفة وكذلك الشهود عن إرسال تعزيزات كبيرة من قوات الأمن وسقوط العديد من الجرحى من الطرفين بعضهم أصيب بجروح خطيرة. وأضافت الصحيفة، أن أربعين شرطيًا على الأقل جرحوا واعتقل ثمانية أشخاص خلال أعمال العنف. وقد نهبت وأحرقت خمسة محلات تجارية يملكها مزابيون بينما ظلت بقية المحلات مغلقة الخميس خشية أعمال عنف جديدة. وفي نهاية الأسبوع ساد المنطقة هدوء هش. لكن رئيس الحكومة عبد المالك سلال يفترض أن يعلن عن مبادرة لتهدئة التوتر.