• «شركة مياه الشرب»: لسنا معنيين أو لنا رقابة على الآبار أو مياه حفارات «السندة» فى ظل ندرة المياه النقية لجأ سكان محافظة مطروح إلى استخدام ما يعرف بمياه «السندة»، التى تستخرج من باطن الأرض عبر معدات «السندة» أو «حفارة المياه الارتوازية»، القادمة من الصحراء الليبية للتنقيب عن المياه، حيث شاع استخدام «مياه السندة» خلال السنوات الأخيرة فى العديد الأنشطة بالمحافظة، مثل الأفران الدوارة لتصنيع الخبز والمطاعم وحتى المساجد التى تستخدمها كمياه للوضوء، رغم خطورتها على الصحة العامة. «الشروق» حاورت عددا من المسئولين بالمحافظة حول هذه المياه ومدى سلامتها، فتقول وفاء محمد، مديرة العلاقات العامة بشركة مياه الشرب والصرف الصحى، إنه تلاحظ منذ ما يقرب من عام ونصف العام فقدان المصطافين الثقة بمياه مطروح، نظرا لقيام أصحاب الفنادق السياحية بخلط المياه من الخط الرئيسى مع مياه السندة داخل الخزانات، ومحاولة إقناعهم لأن هذه المياه السيئة هى مياه المحافظة، وذلك بغرض التربح من بيع المياه المعدنية من جانب، ومن جانب آخر خفض تكاليف شراء المياه التى تحاسب عليها بسعر سياحى طبقا للقانون. كذلك هو الحال بالنسبة للمطاعم التى تستخدم مياه السندة فى غسل الخضراوات والأوانى وخلطها بالمياه العذبة، واستخدام بعض المساجد لتلك المياه فى أحواض الوضوء، مما يؤدى إلى أمراض الكلى والامراض الجلدية على المدى البعيد مع تكرار استخدامها. وتشير إلى أنه من المفترض أن يتم إرسال حملات تفتيش بالتعاون مع جهات رقابية كالصحة ومجلس المدينة والمحافظة لضبط المخالفات وتوقيع العقاب على المخالفين، موضحة أن الشركة تنتهى مسئوليتها عند خزانات المواطن، وأنها ليست معنية أو لها أية رقابة على الآبار أو مياه السندة. فيما أوضح محمد يوسف، أحد المسئولين عن اللجنة التى شكلت بأمر اللواء بدر الطنطاوى الغندور، محافظ مطروح، للكشف على آبار المياه، أن موعد بداية أعمال اللجنة تصادف مع بداية فض اعتصامى رابعة والنهضة منتصف أغسطس الماضى، الأمر الذى استدعى توقفها نظرا لتردى الوضع الأمنى، مبينا أنه سوف يتم عقد اللجنة لدراسة خطة العمل وبداية التنفيذ عقب الاستقرار الآمنى، مشيرا إلى أن المسئول الرئيسى عن مصادر المياه بجميع أنواعها هى شركة مياه الشرب والصرف الصحى. أحد أصحاب شركة التنقيب عن المياه المعروفة بالسندة، رفض ذكر اسمه، عدد أنواع الحفارات المستخدمة فى التنقيب عن المياه، موضحا أن هناك النوع الرحوى الروتارى للتنقيب عن المياه، والآخر بريمة عبر معدات ضخمة تستخدم للتنقيب عن البترول، موضحا أن الأعماق التى تتواجد بها المياه تتراوح ما بين 200 و350 مترا. من جانبها، أوضحت مديرية الصحة فى مطروح أن المحافظة تشهد ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض الكلى والحصوات، وأن المعدل المسموح به من المعادن الذائبة بالمياه 1800 وحدة إلى 3000 وحدة، ولا تستطيع «الفلاتر» العادية معالجة مياه «السندة» بما تحتويه من معادن ذائبة، فمن المفترض دخول تلك المياه إلى المكثفات مرورا بعدة مراحل، منها مرحلة الرمال المعالجة والزلط لإزالة الشوائب، ثم يتم فصل الأملاح عن طريق تعريض المياه للضغط بدرجات متفاوتة لفصل كل نوع من الأملاح المعدنية تحت ضغط معين، وتتم إضافة الكلور بنسب مدروسة للقضاء على الطفيليات العالقة بالمياه. كما تتسم تلك المياه بتفاوت نسب المعادن كالرصاص، الذى تؤدى زيادة نسبته على المسموح به إلى انخفاض مناعة الجسم، مما يحدث طفرات جينية بالجسم، تؤدى إلى الإصابة بالأورام السرطانية فى نهاية الأمر.