شهد الصالون الثقافى الشهرى باتحاد الأطباء العرب، الذى خصص موضوعه هذا الشهر للاحتفال بالذكرى الأولى لرحيل الدكتور عبدالوهاب المسيرى، اختلافا حول تصور كل من المفكر الإسلامى الكبير الدكتور محمد عمارة والكاتب الصحفى والمعارض السياسى عبدالحليم قنديل حول ما كان يمكن أن يكون موقف الدكتور عبدالوهاب المسيرى من العلمانية الجزئية إذا كان لايزال على قيد الحياة. قال الدكتور عمارة إن من أبرز ما ميّز مشروع المسيرى هو حيويته الفكرية، وقدرته على نقد المشروع الغربى من داخل الغرب نفسه، بحسبه كان متبحرا وملما بالمنظومة الغربية، وتحدث عن التطور الفكرى الذى مر به المسيرى واحتفائه بالإسلام الحضارى، وتطوره من الإيمان بالعلمانية الشاملة إلى العلمانية الجزئية، وأضاف «لو قدر الله له مزيدا من العمر لربما كان رفض العلمانية الجزئية كما رفض قبلها العلمانية الثورية والشاملة». وهو الأمر الذى اختلف معه عبدالحليم قنديل الذى قال إن كتاب المسيرى «العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة» لا يقل أهمية عن موسوعته الأشهر «اليهود واليهودية والصهيونية»، ولفت إلى أن وضع «موديل إسلامى» كالذى يطرحه الدكتور عمارة حول رفض المسيرى لمواقفه بشأن العلمانية الجزئية إذا امتد عمره أمر قد لا يكون واردا. فى هذا الصدد، قال الدكتور عمار على حسن الكاتب والباحث إن من أعظم ما قدم المسيرى هو قيامه بحل معضلة العلمانية الجزئية والعلمانية الكلية فى كتابه، وقال إن المسيرى لم يكن ساذجا ليدافع عن فصل الإسلام عن السياسة، ولكن كان يدعو إلى فصل الدين عن السلطة، وعدم تحويل الدين إلى أيديولوجيا.