دعا الزعيم الليبي معمر القذافي في كلمته امام قمة عدم الانحياز الاربعاء الدول الاعضاء في هذه الحركة الى التمرد على النظام الدولي الراهن وطالب بمقعد دائم للاتحاد الافريقي في مجلس الامن الدولي. وطلب القذافي من قادة الحركة الموافقة على اقتراح تقدمت به بلاده لانشاء مجلس امن وسلم للحركة يكون بديلا عن مجلس الامن الدولي وتحال اليه كل القضايا المتعلقة بالدول ال 118 الاعضاء في حركة عدم الانحياز التي تشكل شعوبها "ثلاثة ارباع شعوب العالم". وقال "نحن 118 دولة واي مشكلة تخصنا يجب ان تحول الى هذا المجلس الخاص بالحركة وليس الى مجلس الامن الدولي الذي لا نثق فيه ولا تاثير لنا فيه ولا يهتم بمشاكلنا". وتابع ان "مجلس الامن الان محتكر من قبل مجموعة صغيرة من اصحاب المقاعد الدائمة وهم تحت سيطرة احدى القوى الكبرى وتم اختزاله في دولة واحدة تهيمن عليه وهذا يشكل خطرا على السلم الدولي". واعتبر ان "مجلس الامن اصبح اداة لدولة واحدة وليس دوليا وبالتالي تضررنا كل الضرر منه واصبح سيفا مسلطا على رقابنا (..) مجلس الامن ضدنا نحن فقط وهناك خلل خطير جدا في التوازن الدولي يضر بالسلم العالمي". كما دعا الى انشاء محكمة جنائية لدول حركة عدم الانحياز بديلا عن المحكمة الجنائية الدولية التي اعتبر انها تتبنى معايير مزدوجة فتطالب بمحاكمة الرئيس السوداني عمر البشير "ولا تحاكم من قتل مليون شخص في العراق ولا من يقومون باعدام اسرى الحرب" في اشارة الى الاحتلال الاميركي للعراق والى التقارير حول قيام الجيش الاسرائيلي باعدام اسرى حرب مصريين ابان الحروب العربية-الاسرائيلية. واكد الزعيم الليبي انه بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي سيطلب خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول/سبتمبر "مقعدا دائما للاتحاد الافريقي في مجلس الامن الدولي على ان يكون له حق النقض (الفيتو)" مثله مثل بقية الاعضاء الدائمين في المجلس (الولاياتالمتحدة، فرنسا، بريطانيا،روسيا والصين). وقال "ان الاممالمتحدة اليوم 190 دولة ونحن 118 دولة، اذن نحن الاممالمتحدة ويجب الا نشعر بالنقص". وتابع "اننا غائبون، رغم اننا الاغلبية، عن المؤسسات الدولية المؤثرة مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومجلس الامن الذي يسمى دوليا ولكنه في الواقع ليس دوليا". وشدد القذافي على تاييده ل"حق" ايران في تخصيب اليورانيوم لاستخدامه في الاغراض السلمية. وقال "قامت القيامة بسبب تخصيب ايران لليورانيوم وهذا موقف خاطيء" ، معتبرا انه اذا كان التخصيب لخدمة التنمية "فيجب ان نصفق له ونشجعه" ولكنه اشار في الوقت ذاته الى رفضه انتاج الاسلحة الذرية. وتطرق القذافي الى مكافحة الارهاب معتبرا ان هناك خللا كذلك في التعامل معها. وتساءل مستنكرا هل "الذي يملك قنبلة ذرية ليس ارهابيا والذي يمتلك قنبلة يدوية ارهابي". وقال "انهم يتركون كل انواع الارهاب الاخرى ويمسكون في (اسامة) بن لادن وهو ارهابي ولكن من صنعه وكيف خلقت هذه الظاهرةہ". وطالب بتجفيف منابع الارهاب مؤكدا ان زعيم القاعدة والرجل الثاني فيها ايمن الظواهري "لديهما حسابات سرية في بنوك سويسرا" ولا احد يقترب من هذا الامر.