تعكف إسرائيل على الترويج لخطة لنقل آلاف من سكانها البدو العرب من تجمعاتهم التقليدية إلى بلدات حديثة رغم تزايد معارضة الناشطين وبعض كبار المسؤولين في الحكومة. ويجيز مشروع قانون اجتاز القراءة الأولى في البرلمان نقل نحو 40 ألف بدوي عربي من عشرات القرى التي لا تعترف بها إسرائيل قسرًا إلى سبع بلدات حديثة. لكن سكان قرية بئر مشاش البدوية المؤلفة من مجموعة أكواخ وحظائر للأغنام ذكروا أنهم لا يقبلون الرحيل. وقال مزارع من سكان القرية يدعى محمد المغلي: "والله احنا ما نريد، الطبيعة اللي برة أحسن لنا يعني ما نريد يعني يحطونا في مطرح اللي ما نعرف نتحرك فيه". وتنتشر تجمعات البدو في جنوب صحراء النقب وتقول إسرائيل: إن خطتها لترحيلهم ستعود عليهم بالفائدة وتعهدت بدفع تعويضات للمستحقين، لكن بدوية تدعى أم محمد ذكرت أن البدو لا يريدون الرحيل ولا يريدون تعويضات. وذكرت: "هذه أرض أجدادنا وأبهاتنا من زمان، ما بدنا نطلع منها خالص، ولا بأي تعويض بس". لكن سميح العصيبي، الذي يتولى إدارة مكتب للتوظيف تموله الحكومة في بلدة رهط القريبة التي أعيد توطين زهاء 80 ألف من البدو العرب فيها ذكر أنه راض عن حياة المدينة. ويسكن زهاء 200 ألف من البدو العرب في جنوب صحراء النقب نصفهم في بلدات أنشأتها الحكومة الإسرائيلية والباقون في 42 تجمعًا غير معارف بها لا تصل إليها أي مرافق. وتشدد الحكومة الإسرائيلية على أن الخطة تتضمن إتاحة الفرصة للبدو العرب للاختيار بين الانتقال إلى تجمعات ريفية زراعية أو إلى مدن، وتواجه الخطة انتقادات متزايدة في الشارع وفي أروقة السلطة، لكن دورون ألموج المسؤول عن ملف بدو النقب بمكتب رئيس الوزراء نفى أن الخطة ستعاد صياغتها مشددًا على أنها ستعود بالفائدة على الأجيال الإسرائيلية القادمة. ويقول مؤيدو الحكومة: إن نقل البدو إلى أماكن أخرى سيحفز التنمية، لكن ذلك قوبل بتحدٍّ من سكان القرى البدوية الصغيرة في صحراء النقب. وتحولت احتجاجات مادرو في الشوارع بأنحاء إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة على هذه القضية الشهر الماضي إلى مصادمات بين القوات الإسرائيلية والشبان المحتجين ومنهم كثير من عرب إسرائيل الذين يتعاطفون مع القضية الفلسطينية. ويقول ناشطون: إن الخطة تهدف إلى تغيير التركيب السكاني لجنوب إسرائيل ومنح اليهود الأولوية في تخطيط وبناء المنازل وهي سياسات يربطون بينها وبين القيود على الإسكان وحرية التنقل في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. وتعتزم إسرائيل بناء مستوطنات يهودية جديدة في منطقة النقب، وتعكف على نقل عدة قواعد عسكرية إليها من مناطق أخرى كثيفة السكان وأسعار الأراضي فيها أعلى كثيرًا. وبدو النقب هم أبناء وأحفاد القبائل العربية التي عاشت تتنقل في أنحاء الصحراء تعيش على الزراعة والرعي.