في الجزء الأول من حوار عبد الرحمن يوسف مع الشروق، قال إن الشعب المصري الآن أصبح مفتتا، وأن هناك من يستغل هذا التفتت لصالح بقاء دولة الاستبداد، كذلك أعلن عدم اعترافه بالنظام الحالي، وأنه يرى أننا في انقلاب عسكري. في الجزء الثاني من الحوار يتحدث الشاعر المثير للجدل عبد الرحمن يوسف، عن الحاكم الفعلي للبلاد من وجهة نظره في عهد مرسي، وفي عهد الرئيس المؤقت منصور، كما يعرض موقفه من طرد السفير التركي ومحاكمة محمد مرسي ورأيه في وصف جماعة بالإرهابية، كذلك رأيه في حزب النور والدستور الجديد، و30 يونيو، وعن نزوله مع أنصار الرئيس المعزول في المظاهرات المناهضة للسيسي، وعن كتابته قصيدة لضحايا رابعة، ويرد على بعض الأسئلة التي تخص والده الشيخ يوسف القرضاوي، ويحدثنا عن ديوانه الجديد في السطور التالية. سأل أحد القراء عبد الرحمن يوسف.. من هو رئيس الجمهورية الحالي؟ وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، هو الحاكم الحقيقي لمصر ومن يقول غير ذلك لا يعرف طبائع الأمور، ولو اكتشفنا مع الوقت صحة كلامي فهذا ليس معنى ذلك أن الرئيس المؤقت عدلي منصور أو الدكتور الببلاوي ينفى عنهم أي مسؤولية في كل ما يجري حتى لو لم يكن لهم من الأمر شيئا. ما تعليقك على قانون التظاهر؟ المؤلم في هذا القانون أنه صدر بتوقيع رئيس المحكمة الدستورية الرئيس المؤقت عدلي منصور، فهذا القانون غير دستوري، وبالتالي كيف سيكون الموقف حين ترفع قضية أمام المحكمة الدستورية، بعدم دستورية القانون بينما رئيسها هو من صدق عليه، ومختوم بختم رئيس المحكمة الدستورية الذي هو في ذات الوقت رئيس مؤقت للبلاد. النظام الحالي هو النظام الوحيد الذي لا يحق له أن يصدر قانونا للتظاهر ولكن النظام الحالي وضع قانون التظاهر ليحارب الإرهاب؟ لا يحق لهذه السلطة التي جاءت بهذه التظاهرات، أن تحد من التظاهرات، فهذا النظام هو النظام الوحيد الذي لا يحق له أن يصدر قانونا للتظاهر، فهو آخر نظام في العالم يمكن أن يصدر قانونا للتظاهر، فأساس وجوده نزول الناس في الشوارع فكيف يمنع التظاهرات، لولا التظاهرات لكانوا جميعهم جالسون في بيوتهم. كيف يتم التعامل مع التظاهرات التي يراها تعرقل المسار الديمقراطي والأوضاع الاقتصادية والأمنية؟ الحل هو أن تلوم نفسك بأنك استبدلت آليات الديمقراطية والصناديق بآليات الحشد، وطالما هناك جزء حي من الشعب غير راضٍ عن خارطة الطريق فلو أصدرت ألف قانون للتظاهر سيستمر الاحتجاج، وأكبر مثال على ذلك كرداسة التي دخلها الجيش والشرطة لم يستطيعوا منع التظاهرات بها ولو لعدة ساعات. إذا اتهمنا مرسي بالتخابر مع حماس يجب أن نحاكم طنطاوي وعنان ما رأيك في محاكمة الدكتور مرسي؟ أرى أنها لا تستوفي الحد الأدنى من شروط المحاكمة العادلة، لكن من حقه أن يحصل على محاكمة عادلة، فلا يمكن مثلا أن تتهمه بالتخابر مع حماس بعد 3 سنوات، وكان هذا في عهد طنطاوي ومجلسه العسكري، إذا يحاكم المشير طنطاوي وسامي عنان باعتبارهما تركا جاسوسا يترشح للانتخابات للرئاسية، فكيف قبلتهم بتسليم السلطة لجاسوس، كيف تركنا جاسوسا رئيسا للجمهورية، وهو يعمل لصالح جهات ما، أيًا كانت الجهة، محاكمة مرسي محاكمة تحتاج لمحاكمة. نقول مصر تاج إفريقيا وإفريقيا طردتنا من الاتحاد الإفريقي بسبب الانقلاب الدستور الذي يكتب الآن عنصري ومصيره سلة مهملات التاريخ ما هي معلوماتك عن الدستور الجديد؟ معلوماتي أنه في الوقت الذي نقول فيه إن مصر تاج إفريقيا، إفريقيا طردتنا من الاتحاد الإفريقي، في الوقت الذي وضعنا في الدستور "مصر دولة مدنية" حصَّنا كل المؤسسات العسكرية ووزير الدفاع، إن الدستور بهذا الشكل سيكون مجرد "ورقة خرقة"، مصيره سيلقى في سلة مهملات التاريخ. هذا دستور عنصري يجعل من مصر دولة للعسكريين دون المدنيين، دولة للأغنياء دون الفقراء، ويجعل من مصر دولة لا يملكها إلا من يصل إلى داخل السلطة، أما بقية المواطنين غير قادرين على فعل أي شيء، وإلا أنت معرض للاعتقال طبقا لقانون الطوارئ، أو الاتهام بأنك «إخوان»، أو أن تحرق على باب اللومان بقنبلة عن طريق الخطأ، فقتل 37 بنى آدم كواقعة اختناق مساجين أبو زعبل أقل عند سلطة الانقلاب ممن يرفع شعارات رابعة التي لا تعجبهم دون أن يؤذوا أحد. ما الفارق بين اللجنة التأسيسية لوضع الدستور 2012 ولجنة الخمسين لتعديله 2013؟ كالفارق بين السيء والأسوأ، الدستور الذي يصدرونه لنا يعتبر أسوأ من دستور 2012، ويجعل من وزير الدفاع "إلها" لا يستطيع لأحد أن يقترب منه. ما تعليقك على التسريبات المنسوبة للفريق السيسي خاصة المتعلقة بأن المواطن الذي يريد أن يحصل على الخدمة لابد أن يدفع ثمنها؟ أغلب هذه التسريبات منطقية للغاية ولا يمكن العبث بها، وهذه التسريبات تثبت أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستزور، فهذا كلام مرشح رئاسي يتحدث عن إدارة الدولة بالمنطق الشامل والكامل، وليس كلاما لوزير الدفاع، وبالتالي لا يجوز أن يكون هناك مرشح رئاسي في موقع مهم كموقع وزير الدفاع. شهداء رابعة يستحقون قصيدة مني الرئيس مرسي فقد شرعيته قبل 30 يونيو هناك جدل كبير حدث بسبب مقالك "عفوا أبي الحبيب.. مرسي لا شرعية له" ما تعليقك؟ كثير من القراء قرأوا المقال كأنها شيك على بياض لمن كانوا في السلطة، المقالة كانت تتحدث عن ما قبل 30 يونيو وليس ما بعدها، أنا كنت أتحدث عن سقوط شرعية مرسي، ولازلت متمسكا بكل كلمة كتبتها في هذا المقال، والرئيس مرسي فقد شرعيته قبل 30 يونيو مع احترامي لمن يخالفني الرأي. وليس معنى أنني نزلت مع المتظاهرين في 30 يونيو "هسلملك رقبتي"، أنا نزلت بمطالب محددة وانحراف كان لابد أن يقاوم، فمرسي "فرط" في شرعيته وتجاوز حدودها. هل يستحق ضحايا فض اعتصام رابعة قصيدة منك؟ يستحقون طبعا، وأتمنى أن يقدرني الله أن أكتب لهم قصيدة، ولكل شهداء الوطن رحمهم الله. هل من الممكن أن تنزل ضد الشرطة والمجلس العسكري؟ أنا نزلت بالفعل عقب مذبحة رابعة في 18 أغسطس، ومن الوارد جدا أن أكون جزءا من أي حراك في الشارع في الوقت المناسب لخدمة مطالب ثورة يناير. كيف ترى قرارات حزب النور؟ حزب النور سيدفع ثمن مواقفه غاليًا، سواء نجحت خارطة طريق 30 يونيو، أم لم تنجح، فهو خسر أرضيته في الشارع، خسر أصواتا كانت مع مبادئه التي تغيرت، حزب النور مات وفي انتظار استخراج شهادة وفاته. تركيا لا تحتاج لدولة حكومتها تتسول من الخليج أكتر من 170 دولة لا تعترف بحكومتك فهل تهتز تركيا لطرد سفيرها نحن في أسوأ عهد في تاريخ الدولة المصرية منذ مينا موحد القطرين ما تعليقك على طرد السفير التركي من مصر وقطع العلاقات بين مصر وتركيا ؟ تركيا بلد أقوى مما نتخيل أنها تحتاج لدولة تعيش منذ أشهر "عالة" على معونات دول الخليج، نحن دولة لا تعترف بما حدث بها سوى 5 أو 6 دول بالعالم، أكثر من 170 دولة لا تعترف بك، لذلك عندما ذهب وزير خارجية تلك الحكومة نبيل فهمي، وألقى كلمته في الأممالمتحدة لم يسمع كلمته سوى 5 أو 6 دول وباقي الدول انسحبت من أمامه. نحن في أسوأ عهد في تاريخ الدولة المصرية منذ مينا موحد القطرين، لم تعرف الدولة المصرية ولا أجهزتها الأمنية في أسوأ لحظاتها، أن تعتقل الفتيات في سن ال17 سنة دون تهم ويلقون في السجن بالأسابيع، والباطل سيسقط لا محالة. كيف ترى موقف والدك الدكتور يوف القرضاوي في الفترة الأخيرة؟ خطيئة والدي الشيخ الدكتور العلامة يوسف القرضاوي، أنه قال للظالم يا ظالم، وقال للقاتل يا قاتل، وقال للجاهل يا جاهل.. خطيئة الشيخ أنه قال للغولة "عينك حمرا". وغالبية النقد في نشرات أمن الدولة المسماة بالإعلام المصري ليست أكثر من تصيد للشيخ، على طريقة "ويل للمصلين"! ردك على التطاول على الشيخ القرضاوي في الإعلام لدرجة تصل للسباب من معظم الإعلاميين وبعضهم كانوا أصدقاء لك؟ لا يوجد أحد من الإعلاميين الذين شتموا الشيخ من أصدقائي، صحيح أن بعضهم كانوا زملاء لفترة ما، لكن الواحد منهم كان يلصق نفسه بي لكي يغسل عاره، ويرفع من خسيسته، لكن ذلك لن يجعل من هؤلاء أصدقائي أبدا. لقد كانوا خدمًا لمبارك، وما زالوا، وكل هؤلاء حصلوا على مهنة مزاولة مهنة الإعلام من أجهزة الأمن، وبالتالي هم مخبرون لا أكثر. رأيك والوالد متفق في أن ما حدث انقلاب.. إذاً أين الاختلاف في الرأي بينكما؟ كل العقلاء يرون ما حدث انقلابا عسكريا موديل "1954"، وأنا أتفق مع مولانا في هذا الأمر، لكن اختلافي مع فضيلة الشيخ في شرعية مرسي، فضيلة الشيخ يرى أن مرسي رئيس شرعي، ولم يكن ينبغي الخروج عليه، وأنا أرى أن شرعيته قد سقطت بعشرات التصرفات قبل الثلاثين من يونيو، ومن حق الأمة المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة. ما تعلقيك على صور تجمع الشيخ القرضاوي مع الحاخامات اليهودية، هل هي صور حقيقية؟ هؤلاء حاخامات ضد الصهيونية، وضد دولة إسرائيل، ويتضامنون مع الحقوق العربية كاملة، ويقفون ضد كل الاعتداءات والمجازر التي ترتكبها إسرائيل، وبالتالي هم أهل كتاب، وليسوا محاربين. هذا هو حكمهم الشرعي، وعداؤنا ليس لليهود أو لليهودية كديانة، بل عداؤنا قائم على أساس أنهم اغتصبوا أرضنا، ومن يظن أن المشكلة مع اليهود واليهودية فهو إنسان عنصري، وهذه الصور تدل على فهم الشيخ وحسن فقهه، وعلى معرفته بجوهر الصراع، وأنه ليس داعية كراهية كما يحاول إعلام القذافي وبشار الأسد وأجهزة التخابر أن تروج. هناك بعض الحمقى الكذابين، الذين يروجون هذه الصور على أساس أن الشيخ له علاقات بإسرائيل، فالشيخ القرضاوي على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية منذ عشرات السنين، وهو متهم بمعاداة السامية وبكل الاتهامات "إياها" في عشرات الدول، وهو من أفتى بأن الشباب الذين يقومون بالعمليات الانتحارية ضد إسرائيل شهداء، بينما أفتى شيخ الأزهر في ذلك الوقت بأنهم منتحرون، ولكن نحن في زمن إعلام "صحيفة المقطم". على الجانب الفني لماذا لم تتحول أشعارك إلى أغنيات حتى الآن؟ لأنني راسب في مادة العلاقات العامة، وغالبية المطربين في وطننا العربي يؤثرون السلامة، ويفضلون السير في ركاب السلطان، ولا يمكن أن يخاطر مطرب بالتعاون مع شاعر مشاغب مثلي. كان بالإمكان التعاون مع بعض المطربين العرب مثل رشيد غلام فقد قدم أغنية اسمها طالع "تتفق مع توجهك"، كذلك أصالة غنت للثورة السورية وأنت قدمت شعرا لثورة سوريا؟ لو عُرِضَ عليَّ التعاون مع أي مطرب محترم لن أتردد، وكان هناك مشروع للتعاون مع مطربة كبيرة، لكن بعد الانقلاب تغيرت الأمور. من هي هذه المطربة الكبيرة؟ المجالس أمانات وأنا من جهتي لن أعلن عن هذا المشروع، ولها كل الاحترام، وأنا أقدر إقدامها على التعاون معي، وأقدر أيضا إحجامها، أنا ألتمس الأعذار للجميع.