فى حواره مع «الشروق» كشف اللواء أمين عزالدين مدير أمن الأسكندرية عن تفاصيل المخاطبات السرية التى تم ضبطها مؤخرا بحوزة تشكيل إرهابى بإحدى الشقق بالإسكندرية، والذى كشف عن مخططات لإشعال الوقيعة بين الشرطة والشعب، ومحاولة جماعة الإخوان عبر طلابها جر قوات الأمن إلى مواجهات داخل الجامعات من أجل إسقاط شهيد لها بالجامعة يؤجج الموقف ويستقطب المزيد من الطلاب إلى المظاهرات. وتناول الحوار الخطط الأمنية التى تنتهجها مديرية أمن الإسكندرية بعد ثورة 30 يونيو، وتأثير الحرب على الإرهاب على مكافحة الجرائم الجنائية، وتأثير قانون التظاهر على علاقة المواطن بالشرطة، وأفكار جديدة تطبق لأول مرة بإدارة المرور خص بها «الشروق». وكشف اللواء أمين عز الدين عن تفاصيل المخططات التى تم ضبطها داخل إحدى الشقق بمنطقة المنتزه بشرق الإسكندرية بحوزة 13 عضوا من كوادر جماعة الإخوان المسلمين تتعلق بمحاولة إشعال الوقيعة بين قوات الشرطة والجيش من جانب وبين الشرطة والجيش والشعب من جانب آخر من خلال استغلال الأحداث السياسية الراهنة وافتعال الأزمات. وأوضح مدير أمن الإسكندرية أنه تم العثور فى أحد الخطابات عن مخطط شامل داخل جامعات مصر، ومن بينها جامعة الإسكندرية من أجل استغلال الطاقات الطلابية ومحاولة جر قوات الأمن ودفعها إلى مواجهات مع الطلاب داخل الجامعة وأظهر ذلك حاجة الجماعة إلى وقوع شهيد من الطلاب داخل جامعة الإسكندرية، على حد قوله، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن هذا المخطط جرت محاولة تنفيذه قبل جلسة محاكمة خالد سعيد إلا أنه أصدر أوامره لضباطه ولقوات الأمن المركزى بضبط النفس لأقصى درجة لأن هذا الأمر كان هو المقصود. وأشار عز الدين إلى أن قوات الأمن تعلمت من دروس الماضى جيدا وأصبحت حريصة على العلاقة بينها وبين المواطن، مؤكدا أن هناك أخطاء تحدث بين الحين والآخر وهذا شىء طبيعى لكن المؤكد هو أنه لن يتم السماح بتكرار الخطأ ولا التستر عليه مهما كان. «الشرطة والشعب والإخوان» الإسكندرية مدينة ذات طبيعة خاصة وحالة الحراك السياسى بها قوية للغاية ونحن نعلم ذلك ولأجل ذلك نحن لن نفرط فى أهم مكسب قدمه لنا الإخوان وهو أنه أعاد الشرطة من جديد إلى الشعب، بتلك العبارة أوضح اللواء أمين عزالدين أن وزارة الداخلية لن تكرر أخطاء الماضى.. لن تسمح لأحد بتعكير صفو العلاقة بينها وبين الشعب، مؤكدا أن المواطنين هم من يساندون الشرطة الآن من أجل تحقيق ذلك ونحن لن نفرط فى الثقة المتبادلة. وحول الخطة الأمنية المتبعة فى الفترة الحالية أكد عزالدين، أنهم فى المديرية بكل قطاعاتها الامنية يعملون على خطين متوازيين الأول من خلال متابعة وملاحقة أحداث الحراك السياسى ومكافحة الإرهاب، والثانى بمتابعة البحث الجنائى من خلال وضع خطط متطورة فى مكافحة الجريمة، كذلك المرور وهو إحدى المشاكل الرئيسية التى تعانيها المحافظة وسرقات السيارات والجرائم الجنائية. وأوضح عز الدين، أن الأمن يعمل على الجانبين الأمن السياسى والأمن الجنائى ولا طرف يأتى على حساب الآخر. وأضاف أنه منذ توليه منصبه وهو يؤكد للضباط عدم التجاوز مع المواطنين واحترامهم، مستشهدا بواقعة إحالة ضابط شرطة للنيابة العامة لتجاوزه مع مواطن رغم تصالح الضابط والمواطن فى المحضر الذى حرر فى قسم الشرطة حفاظا على حق واحترام المواطن. الخيار الأمنى الحل الأخير «السياسة تدفعنا من جديد إلى قلب الأحداث ونعلم جيدا أن محاولة تصدير حل المشاكل لنا سيحتم وقوع صدام لسنا طرف فيه»، هكذا كان رد اللواء أمين عز الدين على عودة الشرطة بقوة إلى الشارع، مؤكدا أن هناك مشاكل عديدة تحتاج إلى حلول من الحكومة ووزرائها يجب أن تكون فى المقدمة بعيدا عن الحلول الأمنية. وأشار عز الدين إلى أن كل المشاكل فى مصر يتم تصدير الأمن فى الواجهة فيها بدءا من مشاكل الباعة الجائلين إلى مشاكل عمال المصانع والجامعات والشركات والتى من المفترض أن يكون هناك حلول لها من خلال الوزارات المعنية وليس من خلال إلقاء مسئولية حلها على عاتق الأمن الذى يعتبره الكثيرون الحل السحرى لكل المشكلات وذلك غير صحيح. قانون التظاهر وفتيات «7 الصبح» قانون التظاهر لا يوجد فيه «خيار وفاقوس» وسيطبق على الجميع دون تفرقة بين إخوانى أو ليبرالى، هكذا علق اللواء أمين عزالدين عن قانون التظاهر، نافيا أن يكون القانون فرصة جديدة لإفساد العلاقة بين الشرطة والمواطنين. وبالنسبة لقضية فتيات 7 الصبح والمحكوم عليهن بالحبس لمدة 11 عاما وشهرا، أكد عزالدين، إلى أنهم خالفوا القانون ولذلك تم القبض عليهم، ولا تعليق على أحكام القضاء، مؤكدا أن الشرطة تقوم بتنفيذ القانون فقط. تنسيق مع الأمن الوطنى والجيش مع إقتراب احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة كشف اللواء أمين عزالدين عن تنسيق أمنى بين مديرية أمن الاسنكندرية والأمن الوطنى وقوات الجيش فى تأمين الكنائس والمنشآت الحيوية، مشيدا بالدور الذى تقوم به القوات المسلحة فى الشأن. طفرة مرورية بأفكار غير تقليدية حول المشاكل المرورية التى أصبحت هى المشكلة الرئيسية التى يعانى غالبية السكندريين بشكل يومى فى الفترة الأخيرة، أوضح عز الدين، أن مشكلة المرور تتفاقم ولم يعد الحل الأمنى هو الخيار الملائم لها لأن الأمن لن يقوم بتوسعة طرق لم يتم توسعتها منذ 30 عاما. وأشار عزالدين، إلى أنه المشكلة المرورية تفاقمت فى الفترة الأخيرة بشكل كبير بسبب العقارات المخالفة التى وصلت إلى 150 ألف عقار مخالف غالبيتها بدون مخالف، فضلا عما نتج عن استخراج ما يقرب من 150 إلى 200 رخصة قيادة جديدة يوميا، فبالتالى تزداد كثافة السيارات وتزداد المشكلة المرورية. حملة «كده عيب» ملصق سيلحق العار بكل مخالف لا تنزعج حينما تجد على زجاج سيارتك ملصقا سيتطلب جهدا كبيرا لإزالته إذا وقعت فى المحظور وارتكبت مخالفة مرورية يعاقب عليها القانون، الملصق الجديد الذى ذيل بعبارة «كده عيب» من شأنه أن يلصق العار بكل سيارة مخالفة وفق ما أكده لنا اللواء أمين عز الدين فى إطار حملة لتوعية المواطنين بكل المخالفات المرورية. وأضاف عز الدين فى هذا الشأن إلى أن إدارة المرور ستنشر فيديوهات لحوادث مرور حقيقية لتجنب وقوع مثل هذه الحوادث المتكررة من أجل خلق نموذج محاكاة واقعى يمنع من تكرار تلك الحوادث تحت إشراف اللواء مجدى إسماعيل مدير إدارة مرور الإسكندرية. وخص اللواء أمين عز الدين الشروق بإعلانه عن تركيب كاميرا حديثة مزودة بجهاز لضبط السيارات المسروقة المبلغ عنها، حيث يتم إبلاغ رجال الشرطة عن السيارة بمجرد رصدها لتتحرك القوات فورا لضبطها، حيث تم بالفعل ضبط نحو 20 سيارة مسروقة خلال فترة تجربة هذه الفكرة.