تصاعدت يوم الثلاثاء ردود فعل الصوفيين على مستوى الأتباع والمشايخ والقيادات تجاه قرار محافظ القاهرة بإلغاء الاحتفال بمولد السيدة زينب هذا العام، حتى إن الصوفية «الصعايدة» فى الأقصر هددوا ب«تكسير» دور السينما والمسارح واعتبروا الموت فى سبيل «مولد أم هاشم» شهادة! وفى البحيرة يستعد الصوفيون لرفع مناشدة لمبارك، وفى القاهرة يصرون على إقامة المولد، حتى بعد أن فرضت قوات الأمن حظرا على إقامة سرادقات جديدة، ومنعت الصحفيين والمصورين من التصوير، وأصدر عبدالعظيم وزير تعليمات مشددة بأن يقتصر الاحتفال على صلاة المغرب يومى الاثنين والثلاثاء المقبلين فقط، وطالب بمنع مولد السيدة العذراء المقرر إقامته خلال هذا الشهر. وعلى النقيض أكدت مشيخة الطرق الصوفية تأييدها للقرار، وتجاوبت اللجنة الدينية بمجلس الشعب معه، بينما أشارت أصابع صوفية إلى وقوف الدولة ضد الصوفيين لصالح التيار السلفي! فأكد الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب وعضو المجلس الصوفى ممثلا للأزهر التجاوب التام مع قرار وزارة الصحة ومحافظة القاهرة، وقال سنرسل بيانا للمحافظ نؤكد الالتزام بالحفاظ على المصلحة العامة وصحة المواطنين. وأكد هاشم أن «أولياء الله الصالحين وأصحاب الموالد يتبرأون ممن يتسبب فى نشر وباء إنفلونزا الخنازير، ويخالف التعاليم التى من شأنها نشر الضرر بالمواطنين»، وقال إننى أدعو الصوفية فى مصر بالاحتفال الرمزى فى المساجد بقراءة الفاتحة للسيدة زينب، والتأسى بسيرتها العطرة وسيرة آل البيت دون مخالفة قواعد الدولة. ولفت الدكتور أحمد عمر هاشم إلى إصدار بيان باسم اللجنة الدينية يطالب الدولة بأن تتخذ نفس القرار مع التجمعات الكبيرة المستمرة، وخاصة دور السينما والمسارح، وأضاف «وليس معنى ذلك اتخاذ وجود السينما والمسرح ذريعة وحجة للانقلاب على تعليمات الدولة، فالخطأ لا يبرر بالخطأ». وكشف الأمين العام للمجلس الأعلى للطرق الصوفية أحمد خليل عفيفى عن صدور قرار«استباقى» فى اجتماع المجلس الأعلى للطرق الصوفية يوم 28 من الشهر الماضى، بضرورة الالتزام بما يصدر عن الدولة من توجيهات أو تعليمات فيما يخص وباء إنفلونزا الخنازير، وتوزيع نشرة بتعليمات الاحتفال بالمولد واتباع إرشادات وزارة الصحة بكل دقة. فجاء فى محضر الجلسة التى حصلت «الشروق» على نسخة منه أن «سماحة شيخ مشايخ الطرق الصوفية طلب تحرير خطاب إلى الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة لكى توافينا الوزارة بالتعليمات الوقائية المعتمدة حتى يمكن نشرها بين أبناء الطرق الصوفية وفى تجمعاتها من خلال مشايخ الطرق الصوفية». وقرر المجلس فى الاجتماع ذاته ضرورة الالتزام بما يصدر عن الدولة من توجيهات أو تعليمات فى هذا الخصوص «حيث إن الطرق الصوفية هى أول الجهات فى الدولة التى تتعاون بما يخدم الصالح العام والوقاية خير من العلاج»، وأكد أنه منذ إبلاغه بالقرار توقف عن منح تصاريخ للمشايخ بإقامة الموالد، وناشد جميع الصوفية فى مصر الذين يتعدى عددهم 12 مليونا الالتزام بالتعليمات حفاظا على الصحة العامة. وعلى نقيض الموقف الرسمى، أكد محمود التهامى المنشد الدينى: المعروف أن جموع المنشدين الدينيين الذين يشاركون فى المولد ويصل عددهم إلى 50 منشدا يحتجون على هذا القرار، وقال إن«الصعايدة فى الأقصر يريدون تكسير دور السينما والمسارح فى مصر، وقالوا حتى لو طخنا رصاص الشرطة نموت شهداء عشان خاطر أم هاشم «وأضاف تهامى» أن الدولة غاب عنها أن عددا من الفقراء لا يذوقون اللحم إلا فى المولد ولا أرزاق الناس التى يتم قطعها «وأضاف ان المنشدين والصوفيين» بيغلوا وبيقولوا إشمعنى السينمات والمسارح»؟! ويرى عدد من الصوفيين أن الدولة أقدمت على هذا القرار لضرب الصوفيين لصالح التيار السلفى المدعوم بأموال النفط على حد قولهم، وخوفا من الشائعات الملتصقة بالتصوف من أنه بوابة للتشيع، وقال الشيخ الطاهر الهاشمى الأمين العام للطريقة الهاشمية الشاذلية، إن قرار إلغاء المولد هو حلقة فى سلسلة بدأتها الدولة مع الصوفيين منذ اعتقال الشيخ مصطفى الصافى شيخ الطريقة الهاشمية، والبدء فى هدم الأضرحة وإلغاء مولد المرسى أبوالعباس فى الإسكندرية. وقال إن اتباع الطريقة وغيرها من الطرق الرافضة للقرار، والمؤيدة للمولد الذى تجاوز عمره 800 عام، يعدون بيانا ومناشدة للرئيس مبارك يطالبونه بأن يستمر المولد وقال «عايزنا نلبس كمامات ما عندناش مانع بس نحتفل بمولد الست». وأكد الشيخ محمد الشهاوى شيخ الطريقة الشهاوية الرفض التام للقرار، وقال إن دور السينما والمسارح مفتوحة على مصرعيها، فلماذا لم يتم إغلاقها، وقال «سنعقد فى الساعات القليلة القادمة اجتماعا موسعا لمناقشة الأمر، وقال إن أمريكا تهتم بالطرق الصوفية، والمغرب عقدت مؤتمرا ضخما تحت رعاية الملك للطرق الصوفية و«مصر تقضى على الصوفية»!