سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محاولات خليجية لإقناع إثيوبيا بالتهدئة في سد النهضة واستبعاد استثمارات قبل حل الخلاف أمير الكويت يفتتح القمة العربية الأفريقية بمليار دولار قروضا ميسرة للقارة السمراء...
افتتح الشيخ صباح الأحمد الجابر، أمير دولة الكويت، صباح اليوم الثلاثاء، أعمال القمة العربية الأفريقية الثالثة في قصر بيان بالكويت، تحت شعار «شركاء في التنمية والاستثمار». ثم أعطى الأحمد الكلمة إلى نوري بوسهمين، رئيس المؤتمر الوطني الليبي، والذي يشغل أيضًا منصب رئيس القمة العربية الأفريقية الثانية مع الجابون التي عقدت في ليبيا عام 2010. ودعا بوسهمين إلى الترحم على ضحايا أحداث طرابلس الأخيرة، وانتقد الدول المجاورة التي تؤوي رموز النظام السابق. وقال: إن القمة الأولي في القاهرة عام 1977 بالقاهرة، أرست مفاهيم التعاون، وعلينا استكمال هذا العمل، ويقع على عاتق القمة استنهاض الهمم. وتحدث علي بونجو اودينبا، رئيس الجابون، والرئيس المشارك للقمة الثانية مطالبًا باستئصال الأوبئة التي تهدد المنطقة، خصوصًا الصراعات والإرهاب والقرصنة وعدم الاستقرار، مؤكدًا أنه لا تنمية من دون سلم والعكس صحيح. وقال بونجو: إن المواد الخام ينبغي أن تتوقف عن الخروج من أفريقيا لصالح التصنيع، ويعتمد الطرفان الأفريقي والعربي شعار الربح للجميع، وختم قائلا: إن اسم الدولة التي سوف تستضيف القمة الرابعة سيكشف عنها العام المقبل في إثيوبيا. ثم عاد أمير الكويت ليلقي كلمة بلاده باعتبارها رئيسة القمة، قائلا: إن المطلوب هو التكامل والشراكة الحقيقية، وليس علاقة من طرف واحد، ثم أعلن عن مبادرة تتضمن تقديم مليار دولار قروضًا للدول الأفريقية بشروط ميسرة، كما كشف عن تخصيص جائزة قدرها مليون دولار باسم رجل الخير الكويتي الراحل عبد الرحمن السبيط للأعمال التنموية، وكان لافتًا للنظر إعلان أمير الكويت خلال القمة تقديم التعازي لهوشيار زيباري، وزير خارجية العراق في وفاة شقيقته. وعقب انتهاء كلمة أمير الكويت خرج معظم رؤساء الوفود العرب من القاعة خصوصًا الخليجيين، وكذلك المستشار عدلي منصور. ثم تحدث رئيس وزراء إثيوبيا هيلي ماريام ديسالين، الرئيس المشارك للقمة الحالية، معددًا ما يجمع العرب وأفريقيا من علاقات قديمة، ومتجددة، مشيرًا إلى أن الوضع تغير تمامًا عن عام 1977، ولم تعد أفريقيا مجرد قارة مستهلكة، كما أن الأموال العربية من العملة الصعبة زادت بدرجة ملحوظة. وقال ديسالين: إن أفريقيا بأراضيها الخصبة ومياهها قادرة على تلبية احتياجات العرب من السلع الغذائية، والعرب خصوصًا يستطيعون عبر الصناديق السيادية تمويل البرامج التنموية الواسعة في أفريقيا، خصوصا مشروعات الثورة الخضراء والسياحة. وختم قائلا: إنه ليس هناك من سبب يمنع العرب من المجيء بقوة للاستثمار. لكن مصدرًا دبلوماسيًّا عربيًّا استبعد استثمارات عربية واسعة النطاق في إثيوبيا ودول حوض النيل قبل حل الخلاف المصري الإثيوبي بشأن سد النهضة كاشفًا عن محاولات خليجية محمومة لإقناع إثيوبيا بأخذ المخاوف المصرية من السد في الاعتبار مقابل استثمارات عربية كبيرة. بدورها قالت انكوزانا لاميني زوما، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي: إن الاستثمار في أفريقيا يحقق الآن أعلى عائد في العالم، والقارة بدأت تصعد بقوة في مجال استقطاب المستثمرين. وكان لافتًا للنظر أن الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، ركز في كلمته على ضرورة تركيز المنطقة على الاستثمار في مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة خصوصًا الطاقة الشمسية والرياح، مشيرًا إلى أن المنطقة تقع في الحزام الشمسي، وهو ما اعتبره البعض رسالة إلى إثيوبيا بالتريث في مشروع سط النهضة. وطالب العربي بأن تتعامل القمة مع تحديات المستقبل، وأن يساهم المجتمع المدني والقطاع الخاص في عمليات الشراكة العربية الأفريقية إضافة إلى التعاون بين الحكومات. كما تحدث كل من عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، ويان الياسون، نائب الأمين العام للأمم المتحدة، وسيريمولياني اندراواتي، نائب رئيس البنك الدولي، وأحمد محمد الجروان، رئيس البرلمان العربي، إضافة إلى ممثلين للصين وبريطانيا وحركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي.