لم يكن التخلى عن إحياء ذكرى شهداء محمد محمود، يوم 19 نوفمبر، واستبداله بيوم 18 سهلا، لكننى أميل إلى هذا القرار، تجنبا لإراقة دماء يستفيد منها أعداء الثورة»، كان هذا هو المبرر الذى ساقه الدكتور أحمد حرارة، الذى فقد إحدى عينيه فى 28 يناير 2011، ثم فقد الأخرى فى أحداث محمد محمود، ما جعله أحد أيقونات الثورة، فلم يمل من النزول والحشد للفاعليات الثورية. وفى تصريحات ل«الشروق»، يؤكد حرارة «أنا لست ضد النزول لإحياء ذكرى الشهداء فى يوم 19 نوفمبر، لكننا أخشى إسالة المزيد من الدماء»، كما عبر عن مخاوفه من استغلال جماعة الإخوان لفاعليات اليوم، قائلا: «الإخوان يريدون دماء لاستغلالها، خاصة مع نزول قوى ثورية فى اليوم نفسه». ويشدد حرارة على أن «الشرطة لم تنس ثأرها من الثوار، وتريد تمرير قوانين الإرهاب والتظاهر، كما أن النظام لا يريد معارضة، والدعوات المنتشرة حاليا عن تأبين الشرطة والجيش لشهداء وضحايا محمد محمود هو استفزازى لنا بكل الطرق»، كما وجه الاتهام إلى الشرطة باستهداف الصف الثانى من الثوار والوجوه والأسماء غير المشهورة، مشيرا إلى إلقاء القبض على عدد من نشطاء جبهة طريق الثورة، أثناء توزيعهم منشورات تدعو لإحياء ذكرى محمد محمود. ويؤكد حرارة أن «الثورة فكرة لن تموت، ولا تتوقف على أيديولوجيات أو أشخاص، وهدفنا سيتحقق، ونتعلم من أخطائنا، والشعب يعى المتغيرات، ونحاول الوصول لطرق تخرجنا إلى بر الأمان، لكن النظام فى المقابل يحاول إعادتنا لخانة اليأس، ويدفعنا للإحباط، وهو لا يرى ما نراه من الشباب الصامد المبهر، الذى يمتلك طاقة، ولديه رغبة للعمل، ولا يهتم به الإعلام». ويضيف: «الثوار والحقوقيون قدموا 5 مشروعات للعدالة الانتقالية، وإعادة هيكلة وزارة الداخلية، لكن النظام الموجود لا يريد فتح هذه الموضوعات، لكننا مصرون، وسنضغط بشتى الطرق للوصول إلى العدالة الغائبة»، معتبرا أن «النظام الحالى يتحدث عن ديمقراطية هزلية، فى الوقت الذى تغيب فيه العدالة والمبادئ الديمقراطية الحقيقية»، على حد قوله.