صدرت حديثا عن المركز القومي للترجمة، النسخة العربية من كتاب "خرافة القوة العظمى: استخدام القوة الأمريكية وسوء استخدامها"، من تأليف نانسي سودربرج مستشارة السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، ومن ترجمة أحمد محمود. يتصدر الكتاب تقديم لبيل كلينتون، وعلى مدار 694 صفحة، وفي خلال 14 فصلا تستعرض الكاتبة المذكرات السرية للبيت الأبيض في عهد كلينتون، والتى رفعت عنها السرية، بحيث تقدم رؤى متعمقة تفسر عملية اتخاذ القرار، من خلال عملها كمستشارة للسياسة الخارجية في ذلك الوقت، لتصل في النهاية إلى أن مستقبل أمن أمريكا يعتمد بالكامل على التغلب على خرافة القوة العظمى. يأخذ الكتاب القارئ إلى ما وراء الكواليس، ليقدم رؤى متعمقة لعملية اتخاذ القرارات التى يواجهها كل الرؤساء، وهي العملية التى يمكن أن تكون عشوائية وغير منظمة، وتقوم على معلومات غير مكتملة، وغالبا ما تنطوي على الاضطرار للمفاضلة بين خيارات تفتقر إلى الجاذبية. وتخلص المؤلفة إلى أن المسار الجديد للسياسة الخارجية الأمريكية، يجب أن يعمل باتساق مع المجتمع الدولي بدلا من التصادم معه، حيث رغم أنها قوة عظمى إلا أن تحديات القرن الواحد والعشرين لا يمكن التغلب عليها إلا بحشد الرأي العام العالمي لمصلحة أهداف أمريكا وبالقيادة على نحو يتبعه العالم، حيث أدت سياسة الولاياتالمتحدة خلال السنوات الأخيرة الى انتكاس هذا الهدف. وبحسب المؤلفة، فانه يتعين على القوة العظمى الوحيدة تنظيم قواها، تلك القوى التى تتجاوز جيشها، فلهذا –على حد قولها- فإنه من الواجب أن تستعيد أمريكا مكانتها باعتبارها البلد الذى يلهم التغيير ويقود الآخرين إلى تحسين المجتمع العالمي.