قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، الجمعة، إن «عددًا قليلا من قادة جماعة الإخوان المسلمين استطاعوا الهرب من الحملة القمعية التي تقودها القوات المسلحة ضدهم في مصر»- بحسب الصحيفة، وذلك إما من خلال دفع الرشاوى في المطارات أو اللجوء إلى مطارات نائية في طريقهم إلى دول صديقة. وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، إلى أن «قطر من الدول التي تسافر إليها القيادات، والتي وصفتها الصحيفة بأنها دولة خليجية صغيرة للغاية غنية بالنفط ساعدت في تمويل المتمردين ودعاة الديمقراطية الإسلاميين أثناء المراحل المختلفة للربيع العربي، وتستقبل الآن اللاجئين الذين دفعت بهم خارج البلاد التجربة المريرة في الطريق إلى الديمقراطية»، مشيرة إلى أن بعض القيادات أيضًا تذهب إلى اسطنبول ولندن وجنيف. ولفتت إلى أن «مجتمع المنفيين صغير وغير منظم ومتنوع أيديولوجيًّا، حيث يتنوعون ما بين الساسة الإسلاميين المعتدلين نسبيًّا والسلفيين المتشددين، وهما المجموعتان اللتان كانتا تتنافسان منذ أقل من عامين في الانتخابات البرلمانية والرئاسية». وذكر تقرير «واشنطن بوست» أن «الإخوان والسلفيين أصبحا الآن في نفس الفريق بعد أن جمعتهما قضية واحدة وهي (انقلاب يوليو) - كما وصفته الصحيفة – والذي عزل الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيًّا». وفي الوقت ذاته، بدأ يتبلور نوع من القيادة في المنفى بين أبراج الدوحة المرتفعة، حيث يعيش العديد من المنفيين مؤقتًا في أجنحة الفنادق مدفوعة الأجر من قناة الجزيرة القطرية، وربما كان في غرف هذه الفنادق وفي صالات الاستقبال بها يتشكل الآن مستقبل جماعة الإخوان المسلمين، وعلى نحو أوسع استراتيجية وأيديولوجية الإسلام السياسي. وذكر «إيهاب شيحة» رئيس حزب الأصالة السلفي، أثناء جلوسه في استقبال أحد الفنادق بالدوحة: «لسنا من الفارين، ولا نفضل المنفى، لدينا مهمة تتمثل في إيصال رسالة إلى العالم عن الأزمة الحالية». وأوضح شيحة أن المنفيين ليس لديهم قيادة منظمة، ولكن هناك نوع من التنسيق، حيث يلتقي المنفيون في اجتماعات منتظمة، ويتواصلون مع نظرائهم في جنيف ولندن، مضيفًا: «لسنا الآن في مرحلة سياسية، نحن في ثورة، وفي الثورة لا نتحدث عن الأحزاب، وإنما نتحدث فقط عن ثورة ضد نظام ظالم، وتنسيق جهودنا». ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية المصرية – رفض ذكر اسمه – قوله: إن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين عقد أكثر من ستة اجتماعات في الدوحة، بالإضافة إلى عدد من الاجتماعات في تركيا وباكستان منذ «الانقلاب»، بينما تتدفق الأموال الأجنبية على من بقي في مصر. ولكن المنفيين السياسيين في الدوحة يقولون: إنهم مجرد رُسل، ولم يذكروا مدى تواصلهم مع النشطاء «المناهضين للانقلاب» والسياسيين من الإخوان الذين لا يزالون في مصر، وإنه يتم التنسيق محليًّا للاحتجاجات التي تندلع في البلاد. وفي إشارة إلى وصول الأزمة إلى أبعد من الحل السياسي، تم منع القيادي الإخواني عمرو دراج من السفر حيث كان في طريقه للدوحة، والذي يرى محللون أن القوات المسلحة تركته حرًّا للتفاوض مع الجماعة. ويقول التحالف المناهض للانقلاب: إنه لا يتواصل مع وزير التنمية المحلية السابق محمد علي بشر منذ أسبوع، وليس هناك معلومات عما إذا كان في مصر أم لا، وفقًا لما جاء بالصحيفة الأمريكية. ولكن القيادي الإخواني حمزة زوبع استطاع الالتفاف حول قرار منعه من السفر من خلال القيام برحلة صحراوية شاقة عبر الحدود المصرية. ويقول أثناء جلوسه في فندق بالدوحة حيث يظهر كمعلق لقناة الجزيرة «كانت نصف الرحلة برًّا، والباقي منها جوًّا». ويؤمن المنفيون بأن الحكومة لن تنتصر في النهاية، حيث يقول زوبع: «إن جماعة الإخوان متواجدة في كل مكان داخل السجون وخارجها.. داخل البلاد وخارجها، ولا أحد يستطيع القضاء عليها».