غدا.. "الوطنية للانتخابات" تعقد مؤتمرا صحفيا لإعلان نتائج الجولة الأولى من انتخابات النواب    تعليمات حاسمة لمديري المدارس بمتابعة التقييمات وسجلات رصد الدرجات بالفيوم    شروط استحقاق حافز التدريس للمعلمين    انطلاق المفاوضات الحكومية المصرية الألمانية لتعزيز الشراكة الاقتصادية الأسبوع الجاري في برلين    مفتي الجمهورية يعزي أسر المعتمرين الهنود المتوفين قرب المدينة المنورة    الدفاع المدني بقطاع غزة: جهود مصرية كبيرة لاحتواء تداعيات موجة المطر    بركلات الترجيح.. مصر تنتزع برونزية بطولة العين من كاب فيردي    محمد صبرى بكل هدوء    مصرع عامل وطفلة في سمالوط صعقًا بالكهرباء في حادثين منفصلين    ارتفاع تدريجي في الحرارة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الثلاثاء 18 نوفمبر 2025    جهود مكثفة لكشف ملابسات العثور على جثة شخص فى حلوان    تأجيل محاكمة 29 متهما بقضية خلية العملة لجلسة 3 فبراير    "ترندي" يسلط الضوء على لقاء مجدي يعقوب ومحمد صلاح والحالة الصحية لعمر خيرت    حماة الوطن: توجيهات الرئيس السيسى بشأن الانتخابات ترسخ لسيادة القانون    أن تسلبك إسرائيل وظيفتك الصحفية    مصرع 3 عناصر إجرامية في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة بالغربية    «ويبقي الأثر»، مدحت صالح يختتم مؤتمر انتخابي لحماة الوطن بالقليوبية    قطع الكهرباء عن عدة مناطق ببني سويف غدًا لهذا السبب    بالصور.. جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا تنظم ندوة "عودة الوعي الإسلامي الرشيد لشباب الجامعات" بحضور مفتي الجمهورية    وزير الصحة يبحث مع معهد NICE تطوير منظومة تقييم التكنولوجيا الصحية    الحكومة تدرس مقترح بتشكيل لجنة لتعزيز الهوية الوطنية بالمناهج الدراسية    غيرت عملة لشخص ما بالسوق السوداء ثم حاسبته بسعر البنك؟ أمين الفتوى يوضح    مواصفة امتحان اللغة الإنجليزية لطلاب الإعدادية للفصل الدراسي الأول    كيف تغير الموسيقى مزاجك؟.. دليلك لاختيار الأغاني المناسبة    "هنو" و"حبشي" يتفقدان قصر ثقافة بورسعيد للوقوف على الأعمال المطلوبة لتطويره    نائب محافظ الدقهلية يتفقد مدينة جمصة والمنطقة الصناعية    وزيرة التضامن ومحافظ الفيوم يتفقدان مشروع خدمة المرأة العاملة بالحادقة    "من أجل قلوب أطفالنا"، الكشف الطبي على 288 حالة في مبادرة جامعة بنها    رئيسة وزراء بنجلاديش السابقة تعقب على حكم الإعدام.. ماذا قالت؟    رئيس الوزراء يلتقي أعضاء اللجنة الاستشارية للشئون السياسية    صادرات مصر من السلع نصف المصنعة بلغت 868.7 مليون دولار خلال يوليو 2025    مولاي الحسن يحتضن مباراة الأهلي والجيش الملكي    هبوط المؤشر الرئيسى للبورصة بنسبة 0.35% بختام تعاملات جلسة الإثنين    شيخ الأزهر يستقبل وزير التعليم العالي التشادي ويناقشان تعزيز التعاون الدعوي والعلمي    شاهد مناورة ودية.. "بث مباشر" مباراة مصر والجزائر اليوم الاثنين 17 نوفمبر 2025    المتهم بقتل صديقه مهندس الإسكندرية في التحقيقات : صليت العصر وروحت أقتله    مجمع البحوث الإسلامية يطلق مسابقة ثقافية لوعاظ الأزهر حول قضايا الأسرة    الجيش الملكي يعلن تغيير ملعب مباراته أمام الأهلي.. اعرف السبب!    الكرة النسائية l مدرب نادي مسار: نستهدف التتويج برابطة أبطال إفريقيا للسيدات    وكيل تعليم بني سويف تتابع انتظام الدراسة بمدارس المحافظة    انسحاب مئات العناصر من قوات الحرس الوطني من شيكاغو وبورتلاند    توم كروز يتوّج ب أوسكار فخري بعد عقود من الإبهار في هوليوود    أبو الغيط: الحوار العربي- الصيني ضرورة استراتيجية في مواجهة تحولات العالم المتسارعة    مصلحة الجمارك: منظومة ACI تخفض زمن الإفراج الجمركي جوا وتقلل تكاليف الاستيراد والتصدير    موعد قرعة الملحقين الأوروبي والعالمي المؤهلين ل كأس العالم 2026    محافظ كفر الشيخ: الكشف على 1626 شخصا خلال قافلة طبية مجانية فى دسوق    إعادة الحركة المرورية بعد تصادم بين سيارتين على طريق "مصر–إسكندرية الزراعي"    جاتزو بعد السقوط أمام النرويج: انهيار إيطاليا مقلق    كوريا الجنوبية تقترح محادثات مع نظيرتها الشمالية لترسيم الحدود    موعد شهر رمضان 2026 فلكيًا .. تفاصيل    دار الإفتاء: فوائد البنوك "حلال" ولا علاقة بها بالربا    وزير الصحة يشهد الاجتماع الأول للجنة العليا للمسئولية الطبية وسلامة المريض.. ما نتائجه؟    «العمل» تكثف التفتيش على 668 منشأة وتمهلها لتصويب العقود    لكل من يحرص على المواظبة على أداء صلاة الفجر.. إليك بعض النصائح    لأول مرة منذ 7 سنوات.. محمد بن سلمان يزور واشنطن للقاء ترامب    أحمد سعد: الأطباء أوصوا ببقائي 5 أيام في المستشفى.. أنا دكتور نفسي وسأخرج خلال يومين    رئيس شعبة الذهب: البنك المركزي اشترى 1.8مليون طن في 2025    الفجر 4:52 مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 17نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الشروق» تكشف: مراكب النزهة النيلية.. «كباريهات عائمة» وأشياء أخرى
جذب الزبائن من خلال الفتيات..رقص وإيحاءات جنسية

•مسئولون: الانفلات الأمنى وتراجع هيبة الشرطة يؤثران على فاعلية الرقابة
•المراكب غارقة فى المخالفات.. حمولات زائدة.. ومعدات السلامة غائبة
•تدخين المخدرات علنًا أثناء النزهات الليلية
«دى بنتى وهربت من البيت شوفتها عندك؟» يستفسر الرجل المسن مستغيثا، فيرد صاحب المركب النيلى: «لا.. البنت دى ما رقصتش عندى، بس تعالى بعد الساعة 10 بالليل، وتلاقى المراكب مليانة بكل البنات اللى بترقص». يلتفت صاحب المركب نحونا، قائلا: «كل شوية ييجى حد يسأل على بنته ومرة واحد سأل على بنته فوجدها ترقص عندى فى المركب لكنى منعته انه يضربها ومشيتها معه بعيدا عن المركب».
كنا تعرفنا سابقا على صاحب هذا المركب بعد أن سمح لنا بالعمل لديه بعد تذرعنا بأننا نصور فيلما وثائقيا عن النيل. ومراكب النزهة النيلية وسيلة مهمة للترفيه والنزهة لكثير من العائلات المصرية، وبخاصة الطبقات الفقيرة منها. فالتكلفة لا تزيد على ثلاثة جنيهات مقابل جولة فى مياه النيل تتضمن مشاهدة معالم وسط المدينة المطلة على النهر الخالد وسط أجواء حافلة بالمرح والموسيقى. تجوب المراكب مياه النهر جيئة وذهابا من وقت «العصارى» إلى بعد منتصف الليل. لكن هذه الصورة الجميلة على بساطتها تلطخت بالمخالفات والانتهاكات التى يرتكبها أصحاب المراكب فى غيبة الرقابة.
يكشف هذا التحقيق عبر توثيق بالكاميرا المخفية، على مدى يومين، عن واقع حال تلك المراكب بعد أن تضاعفت أعدادها من 120 مركبا مرخصا قبل الثورة إلى 400 بعدها فى محيط ماسبيرو والتحرير بوسط القاهرة منها نحو 270 مركبا غير مرخص، بحسب رئيس هيئة النقل النهرى المهندس طلعت عبدالوهاب.
ويبين التحقيق عدم التزام أغلبها بتوفير تجهيزات السلامة وبالحد الأقصى للحمولة بما يضع حياة ركابها فى خطر فعلى، فى ظل ضعف رقابة شرطة المسطحات المائية والهيئة العامة للنقل النهرى، وحالة الانفلات الأمنى التى تشهدها البلاد حسب تبريرات مسئولين.
فتيات للرقص
مع حلول ليلتنا الأولى على ظهر المركب، اتجهت فتاة متوسطة الطول ملفوفة القوام تبدو دون العشرين من العمر نحو صاحب المركب بالقول: «تحب أملى لك المركب دى فى دقائق، بدل ما تقعد ساعة؟» لوح الرجل بيده قائلا: «يلا يا بنت اشتغلى.. وخدى السيجارة دى».
التقطت الفتاة السيجارة بأصابعها وبعد دقائق كانت تقف على مقدمة المركب وقد ارتدت عباءة سوداء ملساء ضيقة ومطرزة عند الصدر والأكمام. وبدأت فى الرقص والإيحاء بيديها للمارة. كانت تتلوى برقصاتها وتسدد نظرات لمارة غالبيتهم من الشباب. وهنا كان يأتى دور عمال من طاقم المركب للإلحاح على الشباب ودفعهم للنزول إلى المركب للاستمتاع بجولة فى النيل.
وخلال النزهة النيلية التى تتراوح مدتها ما بين 15 و20 دقيقة لا تنقطع الفتاة عن الرقص. وقد تسمح لأحد العمال بملامسة جسدها لزيادة الإثارة لكن اقتراب الزبائن منها محظور.
وخلال دقائق توقفت فيها الفتاة بالقرب منا بين رحلتين لتلتقط انفاسها بررت عملها بالقول: «أنا كده حرة أعمل إيلى عايزاه بجسمى.. أجيب كيفى.. وأعيش حياتى.. ومحدش يبقى ليه عندى حاجة». وترفض فكرة بوظيفة منتظمة بسخرية: «علشان آجى بميعاد وأمشى بميعاد.. مينفعش».
وفق ما تروى، هربت هذه الفتاة من منزل أهلها فى أحد أحياء القاهرة العشوائية بسبب تضييقهم عليها، ولا تملك أى مأوى. وجاءت إلى مراكب التحرير بعد أن سمعت عن احتضانها للفتيات فى مقابل «أجر جيد» رفضت الإفصاح عن قيمته مع إمكانية توفير المأوى إذا ما رغبن بذلك.
وعلمنا من صاحب المركب ان أجر الفتاة غير محدد. وقال إن إحداهن قد تطلب «أن تأكل وتتكيف وخلاص» أى أنها تعمل مقابل أكلها وسيجارتى حشيش فقط. وقد تطلب أخرى 50 جنيها مقابل الرقص طوال اليوم «وممكن واحدة تيجى تعمل دور واحد معايا مقابل 10 جنيهات وتمشى.. مفيش سعر محدد لهم».
وإذا لم يستعن صاحب المركب بفتاة للرقص ينخفض عدد الرحلات اليومية إلى نحو ست رحلات، إذ قد يستغرق استكمال حمولة المركب ساعة أو ساعتين وليس مجرد عشر دقائق مثلما هو الحال لدى الاستعانة بفتيات للرقص. ويقول أحد أصحاب المراكب القليلة التى ترفض الاستعانة بالفتيات للرقص، والذى فضل عدم نشر اسمه: «ده رزق ربنا سواء فيه بنت بترقص أو لا، نصيبى هاخده، وعيب أبقى رجل واكسب من بنات صغيرة ترقص على المركب».
وسائل سلامة غائبة
اليوم التالى عملنا على المركب ذاته. أرضية المركب ألواح خشبية متلاصقة لكن تفصلها فجوات بأشكال وأحجام متفاوتة وبها شقوق كثيرة غير نافذة. الحواف الداخلية للمركب مثبت عليها أريكة خشبية تدور بمحيط المركب موضوع عليها حشايا إسفنجية تغطيها قطع من قماش متسخ تتناثر فيه البقع والتمزقات وحروق صغيرة يبدو أنها من إثر سقوط سجائر مشتعلة.
الأريكة تتسع لجلوس نحو 30 فردا وهو أقل من نصف العدد الذى وجدناه يتكدس عليها بناء على توجيهات وضغط العمال قبل انطلاق الرحلة. معدات السلامة غائبة فلا تقع العين على أى أطواق أو سترات للانقاذ. أجواء المرح والموسيقى الصاخبة تبعد التساؤل عن إجراءات السلامة الغائبة، حيث المشهد العام يبدو كأنه ملهى ليلى أو كباريه عائم على صفحة النيل لكن لمحدودى الدخل.. فسعر التذكرة لا يتجاوز ثمن وجبة فول وطعمية.
وأثناء سير المركب فى نزهة ليلية، أخرج أحد الشباب لفافة تبغ وأخذ فى ثقبها ودس رقائق مسحوقة بداخلها ودق على عقبها عدة مرات ليوسع مكانا لما يدسه فيها ثم أشعلها مع أصحابه وبدأ فى تدخينها لتتوهج بدرجة زائدة مشابهة للفافات البانجو، على مرأى ومسمع من العاملين والزبائن ودون اعتراض احد. واللافت أنه لم تعترض المركب أى حملة تفتيش خلال يومى عملنا. لكن عبدالوهاب رئيس هيئة النقل النهرى يقول إن الهيئة تنظم حملات مفاجئة على المراكب النيلية فى محافظات الجمهورية على أن تقوم كل شهر بحملة لأربع محافظات، مشيرا إلى أن الحملات الأمنية تزداد فى المواسم والأعياد المختلفة.
وتقوم المركب بما يقرب من 20 رحلة يومية، عائد كل رحلة يتراوح ما بين 90 و200 جنيه (13 دولارا إلى 29 دولارا تقريبا) حسب نسبة التجاوز فى زيادة عدد الركاب. وتكون ساعة الذروة من العاشرة مساء حتى الثانية بعد منتصف الليل. وأثناء العطلة الأسبوعية مساء الخميس والجمعة تلوح أفضل الفرص لتحقيق الأرباح.
فتوات
العزوة وقوة الشخصية من أهم الشروط التى يحتاجها صاحب المركب قبل الاستعانة بفتاة للرقص. والعزوة تعنى كثرة عدد العاملين بالمركب ممن ينظمون عمل الفتاة ويراقبون تصرفاتها مع الزبائن. ويصل عدد العاملين حسبما رصدنا إلى 20 أغلبهم يتميز ببنية جسدية قوية.
وفى حوالى الساعة الحادية عشرة مساء من عملنا على المركب نزل عدد من الشبان الصغار الذين لا تتجاوز أعمارهم 18 عاما إلى المركب. اقترب أحدهم من فتاة الرقص ومال بجسده ناحيتها، وقال وهو يضغط على مخارج كلماته «إنتى جامدة أوى.. ما تيجى نرقص لوحدنا»، لكن أحد العاملين على المركب كان له بالمرصاد. وفى ثوانٍ تدخل ونهره طالبا منه الابتعاد عنها والجلوس فى مكانه على الأريكة الخشبية استعدادا لبدء الرحلة. لكن الفتى كرر محاولته مجددا قبل تحرك المركب، واقترب من الفتاة، قائلا: «طاوعينى وتعالى نرقص لوحدنا». وحين اعترضه أحد العاملين مجددا اندفع أحد زملاء الشاب ملوحا بمطواة فى محاولة للاشتباك مع العامل. وفى لمح البصر انقض باقى العمال على الفتى وصاحبه وكالوا لهما اللكمات وحملوهما إلى خارج المركب.
مخالفات بالجملة
يقول المهندس طلعت عبدالوهاب رئيس الهيئة العامة للنقل النهرى إن هذه المراكب تصنف على أنها «للنزهة العامة وأغلبها ينبغى ألا يزيد عدد ركابه على 30 فردا حسب الترخيص. ويضيف أن «توافر معدات السلامة مثل سترات وأطواق النجاة وطفايات الحريق شرط أساسى لترخيص أى وحدة نهرية وأن الهيئة تفرض على أصحاب المراكب تجديد الترخيص كل عامين، لكن بعد الثورة أصبحت بعض المراكب تعمل دون ترخيص أصلا».
ويقول المهندس عبدالوهاب إن مخالفات المراكب تنقسم إلى نوعين.. الأول يعتبر بسيطا ويتعلق بأمور مثل صدور ضوضاء نتيجة تشغيل الأغانى، وهذه المخالفات عددها كبير جدا، والنوع الثانى يتعلق بعدم الالتزام بشروط السلامة، وهو ما يستدعى صدور قرار بإيقاف تشغيل المركب. وقد صدر قرار بإيقاف 270 مركبا بعد الثورة، إما من خلال عدم تجديد الترخيص وإما لأنها بدأت العمل بعد الثورة ولم تستخرج ترخيصا من الأصل. وأشار إلى أن عدد المراكب المسجلة قبل الثورة لدى الهيئة العامة للنقل النهرى والحاصلة على ترخيص يبلغ 120 مركبا تقريبا.
وترصد هيئة النقل النهرى مخالفات شروط الترخيص فقط، ولذلك تقدم كاتبا التحقيق بطلب مكتوب لوزارة الداخلية فى مايو الماضى لمعرفة عدد المخالفات الأخرى التى حررتها شرطة المسطحات المائية للمراكب بصورة عامة خلال العامين الماضيين لكن الوزارة لم ترد.
وقال المهندس عبدالوهاب إنه فى حالة ضبط واقعة رقص هؤلاء الفتيات أثناء حملات التفتيش، تتم مصادرة المركب، ومعاقبة صاحبها طبقا لقانون الملاحة الذى ينص على أنه «يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر أو بغرامة لا تتجاوز مائة جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من استخدم مركبا معدا لنقل الركاب فى شىء مخالف للآداب» مع عدم الإخلال بأى عقوبة أشد فى قانون العقوبات المصرى. وتنص المادة 278 من قانون العقوبات المصرى على أن «كل من فعل علانية فعلا فاضحا مخلا بالحياء يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بغرامه لا تتجاوز ثلاثمائة جنيه».
ومن بين حوالى 30 مركبا للنزهة النيلية مررنا بها بمنطقة ماسبيرو والتحرير لم يكن بأى منها سترات نجاة وكان أربعة فقط بها أطواق نجاة لكن حتى فى هذه الحالات كانت الأطواق أقل بكثير من عدد الركاب بما يخالف اشتراطات هيئة النقل النهرى. ويميل كثيرون من أصحاب المراكب الذين التقينا بهم إلى تجنب تجديد الترخيص للتهرب من سداد قيمة المخالفات والغرامات، وفى محاولة للاستفادة من ضعف حملات المراقبة بعد الثورة، بحسب ما يقول الحاج متولى، صاحب أحد المراكب غير المرخصة. ويقول محمد عبدالله، صاحب مركب آخر،: «الجميع يخشى من دفع المخالفات.. إذا أردت تجديد الرخصة كل عامين سيتم ندب مهندسين لمعاينة المركب.. ولا يوجد مركب على الكورنيش ليس بحاجة إلى صيانة أو تجديد كى لتزم بشروط السلامة.» ويتساءل: «ليه افتح على نفسى موال فلوس فى تصليح المركب ودفع الغرامات».
من جانبه يقول عبدالوهاب إنه إذا اتضح أثناء حملات التفتيش المشتركة بين الهيئة العامة للنقل النهرى وشرطة البيئة والمسطحات استعانة المراكب بعاملين دون الموافقة عليهم من الهيئة، تقوم الأخيرة بالتعاون مع الادارة العامة لشرطة المسطحات المائية بالتحفظ على المركب، وإيقاف العاملين به عن العمل، وتحويل صاحبه إلى النيابة لمخالفته شروط السلامة والترخيص.
لكنه أشار إلى أن شرطة المسطحات فى هذه الحالة تتحفظ على المركب المخالف لمدة يوم أو يومين على أقصى تقدير، ثم تفرج عنه، وفى نهاية الأمر تفضى القضية إلى غرامة تتراوح بين 200 و300 جنيه على صاحب المركب ثم تقوم النيابة بالإفراج عنه فى الحال باعتبار أن القضية جنحة وليست جناية. وأضاف أن أكثر المخالفات التى ترصدها حملات التفتيش هى الحمولة الزائدة والضوضاء والمراسى غير القانونية أمام المنشآت الحيوية. وأضاف أنه من الصعب السيطرة على أصحاب المراكب والأوضاع المخالفة خاصة بعد الثورة بسبب الانفلات الأمنى وعدم احترام الشرطة.
رد شرطة المسطحات المائية
من جانبه يقول المقدم بالإدارة العامة لشرطة المسطحات المائية على صلاح: «وظيفتنا هى الرقابة على المراكب النيلية من حيث مدى التزامها بما تحدده الهيئة العامة للنقل النهرى من شروط السلامة، وتوافر عناصر الأمان للراكب». يؤكد صلاح أن هذه المراكب حاصلة على الترخيص كمراكب نزهة عامة وليست مراكب سياحية، وبالتالى رقص الفتيات على متنها يعد مخالفا للقانون. ويؤكد صلاح أن الانفلات الأمنى الذى تشهده البلاد بعد ثورة 25 يناير أثر بشكل ملحوظ على متابعة نشاط المراكب النيلية، وظهرت مراكب غير مرخصة من الأساس. واضاف أن الإدارة تقوم بالتنسيق الهيئة العامة للنقل النهرى لتنفيذ حملات على تلك المراكب، معتبرا أن تلك التجاوزات سوف تنتهى مع مرور الوقت واستعادة الشرطة كامل قوتها. وإلى أن يحدث ذلك ستبقى مراكب النزهة النيلية.. غارقة فى المخالفات.
شروط السلامة والترخيص لمراكب النزهة النيلية
حددت الهيئة العامة للنقل النهرى شروطا لابد من توافرها فى المراكب النيلية لتمنح صاحبها الترخيص. وقال رئيس الهيئة طلعت عبدالوهاب إن من أبرز تلك الشروط:
• توافر أطواق نجاة داخل كل مركب نيلى بما يطابق عدد الركاب، إضافة إلى وجود سترات واقية من الغرق، بعدد الركاب أيضا.
• وجود طفايات حريق داخل كل مركب نيلى لاستخدامها فى حالة حدوث حريق.
• يقوم مهندسو الهيئة بفحص تقنى لموتور المركب، وجسمه الخشبى والمعدنى، للتأكد من قدرته على حمل العدد المقرر من الركاب والإبحار بهم فى مياه النيل دون مخاطر.
• تحديد عدد البحارة والعاملين، ودور كل منهم داخل المركب لضمان تفادى الحوادث التى تنتج عن عدم كفاءة قائد المركب أو العاملين به.
أبرز حوادث مراكب النزهة النيلية فى العامين الأخيرين
مركب المعادى الغارق كان يقل ثلاثة أضعاف الحمولة
تقع أغلب حوادث مراكب النزهة النيلية فى شهور الصيف حين يطيب للناس الاستمتاع بالتنزه على صفحة النهر الخالد. وفى يوم السابع من يونيو 2010 غرق مركب صغير يقل 19 فتاة خرجن فى نزهة نيلية جماعية نظمتها إحدى الكنائس أمام منطقة طرة كوتسيكا بالمعادى. وانقلب المركب بعد لحظات من إبحاره واتضح أن حمولته المقررة لا تزيد على 6 أشخاص. ونجا قائد المركب الشاب بعدما ألقى بنفسه فى المياه وسبح إلى الشاطئ تاركا الفتيات اللاتى تراوحت أعمارهن بين 8 سنوات و18 سنة يواجهن مصيرهن. وتمكن رجال الإنقاذ النهرى من إنقاذ عشر فتيات، وانتشال جثث أربع أخريات، وحتى الآن لم يتم العثور على 5 مفقودات، وتبين أن المركب يعمل برخصة منتهية منذ عامين.
وفى السابع من يوليو العام الماضى، شهدت منطقة كورنيش النيل حادثا مروعا إثر غرق أحد المراكب النيلية أمام مبنى ماسبيرو بعدما اصطدم بجسم كوبرى أكتوبر ما أدى إلى غرق المركب الذى كان يقل 25 راكبا. وتدخل اصحاب المراكب الأخرى وتمكنوا من إنقاذ 19 راكبا لكن ستة ركاب غرقوا فى المياه.
وفى يوم 17 أبريل عام 2012 اصطدم مركب نزهة مع عبارة نيلية، أثناء احتفالات شم النسيم أمام قرية محلة دياى بمركز دسوق فى محافظة كفر الشيخ. وغرق المركب الذى كان يقل تسعة أشخاص توفى منهم اثنان بعدما تمكن رجال الإنقاذ النهرى من أنقاذ 7 أشخاص.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.