كثير من المهاجرين الأفارقة في ليبيا يرغبون في الرحيل إلى أوروبا متحدين المخاطر، مما أدى إلى تحويل «حديقة حيوان طرابلس» إلى مركز معالجة لهم، حيث تعد تجارة تهريب البشر عملا تجاريا كبيرا في دولة الركود الاقتصادي فيها هو القاعدة. سلطت صحيفة «الجارديان» البريطانية، في تقرير لها نُشر أمس الأحد، الضوء على امتلاء مراكز اللاجئين البالغ عددها 22 مركزا في ليبيا مما أدى إلى استخدام حديقة الحيوان المغلقة منذ ثورة 2011 للتعامل مع أولئك الذين تم التقاطهم من الشوارع، فيتم إحضار أكثر من 50 شخصا يوميًا. وقال مدير المركز، سعيد بن سليمان، إن "أعداد الأشخاص التي تأتي إلى المكان تتغير بطريقة لا تصدق، نقوم بترحيل 10 فنجد المئات تعود"، مشيرا إلى أن "عصابات الترهيب تسبق السلطات بخطوة واحدة، فكما عززت الشرطة من قدرتها لإلقاء القبض على المهربين، طور هؤلاء المهربون طرقًا جديدة وخطيرة لتجنب القبض عليهم". وأشار سليمان إلى أن "المهربين يتأكدون من أنهم بعيدين كل البعد عن المهاجرين عندما تصل القوارب لالتقاطهم، فيقومون بشراء قارب رخيص ويمنحون أحد المهاجرين المفاتيح، لذلك يتم اختيار الكابتن من بينهم هذا يعني أنهم يذهبون إلى البحر بدون تدريب". واعتبر مدير المركز أن "هذا التصرف هو الذي أدى إلى كارثة قارب لامبيدوسا، حيث توجه المهاجرون إلى البحر بدون تدريب أو مهارات محلية"، معتقدًا أن "الكارثة لن تردع المهاجرين المحتملين، حيث إن هؤلاء الرجال لا يهتمون، فكافة تفكيرهم منصب في الوصول إلى أوروبا"، على حد قوله. كما أوضح سعيد بن سليمان، أن "الكثير من الذين يصلون إلى طرابلس يعجزون عن دفع تكاليف الرحلة، حيث تبدأ أسعار الحصول على مكان في قارب إلى 850 جنيها إسترليني، قائلا: "يؤمنون أن أوروبا أفضل من ليبيا ولكن الرحلة تتطلب الكثير من الأموال، جميعهم يرغب في أوروبا ولكنهم لا يستطيعون تحمل تكاليفها".