شيعت في البحرين وسط إجراءات أمنية مشددة جنازة يوسف النشمي، أحد المحتجين المناهضين للحكومة والذي توفي أمس في مستشفى عقب اعتقاله في شهر أغسطس/ اب الماضي. وكان محامي المحتج النشمي قد قال إن السلطات انتظرت لمدة أطول مما ينبغي قبل أن ترسله إلى المستشفى عقب اعتقاله جراء تدهور حالته الصحية وإصابته بغيبوبة. ويقول مكتب الادعاء العام في البحرين إن النشمي توفي متأثرا بمرض ذي صلة بمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز)، وأنه كان من المقرر إطلاق سراحه. وقد جرى تداول صوره عقب وفاته على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أثار موجة من الغضب ضد السلطات في أوساط الناشطين الذين يطالبون بمزيد من الحقوق للأغلبية الشيعية في البلاد. وعقب تشييع جنازة النشمي، استخدمت الشرطة القوة لتفريق مئات المتظاهرين الذين حاولوا الوصول إلى دوار اللؤلؤة بالعاصمة المنامة، بحسب تقارير. وخرج مئات المتظاهرين باتجاه دوار اللؤلؤة مرددين شعارات مناوئة للسلطات الحاكمة لكن قوات الشرطة تصدت لهم بإطلاق أعيرة نارية وقنابل صوت وقنابل مسيلة للدموع، حسبما قال شهود لوكالة فرانس برس للأنباء. وذكر الشهود أن عددا من المتظاهرين أصيبوا، لكن لم تتوافر على الفور حصيلة بذلك. ودوار اللؤلؤة هو مهد حركة الاحتجاجات التي قادتها الأغلبية الشيعية في البحرين في فبراير/ شباط 2011 وقمعتها السلطات بالقوة. ومنذ ذلك الحين تتواصل الاحتجاجات بشكل متقطع يسفر عن نشوب اشتباكات بين الحين والآخر بين المتظاهرين وقوات الأمن. وبحسب منظمة الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، قتل 89 شخصا على الأقل منذ بدء الاحتجاجات قبل عامين. وتحتل البحرين موقعا استراتيجيا على الخليج قريبا من إيران الشيعية، وتحتضن الأسطول الخامس الأمريكي، وهي أيضا مركز للنشاطات المالية والخدمات بين دول الخليج الأخرى.