أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي "اف بي اي" اعتقال الشخص المشتبه بأنه المسؤول عن إدارة موقع "سيلك رود" أو "طريق الحرير" لتجارة المخدرات وغيرها من المواد المحظورة على الإنترنت. وذكرت متحدثة بأنه تم اعتقال ويليام اولبريشت "دون وقوع أي أحداث" من جانب عملاء أف بي آي داخل مكتبة عامة في سان فرانسيسكو يوم الثلاثاء. وأضافت بأن أولبريشت اتهم بالتآمر في تهريب مخدرات. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إنه صادر أيضا عملات "بيتكوين" افتراضية تصل قيمتها تقريبا إلى 3.6 مليون دولار. ووصف المكتب هذه العملية بأنها أكبر عملية لمصادرة عملات "بيتكوين" على الإطلاق. وموقع طريق الحرير معطل الآن، ويظهر شعار للمستخدمين الذين يحاولون الدخول إليه يقول إن الموقع "محجوب". وكان المستخدمون في السابق يتمكنون من الدخول إلى الموقع من خلال نظام "تي او ار" للتصفح الذي يتطلب وجود برنامج خاص. وظهر أولبريشت في بادئ الأمر في محكمة اتحادية في فرانسيسكو حيث حددت جلسة استماع يوم الجمعة. قرصنة وبالإضافة إلى الاتهام بتهريب المخدرات، يواجه أولبريشت أيضا تهم التآمر لارتكاب قرصنة حاسوبية وغسيل أموال. وبحسب أوراق المحكمة التي قدمت في دائرة جنوبنيويورك فإنه "اعتبارا من يناير/كانون الثاني 2011 أو فترة قريبة من ذلك وحتى سبتمبر/أيلول 2013، فإن الموقع الخفي لطريق الحرير....عمل كسوق إلكتروني عرضت فيه مخدرات وغيرها من المواد والخدمات المحظورة باستمرار وبيعت من قبل مستخدمي الموقع". وتقول الدعوى أيضا بأن "موقع طريق الحرير الخفي يهدف بشكل جزئي إلى تسهيل التجارة غير المشروعة على الموقع من خلال منح أسماء مستعارة لمستخدميه من خلال العمل عبر ما يطلق عليه "اونيون راوتر" أو شبكة تي أو أر....أو من خلال طلب دفع جميع المعاملات بعملة بيتكوين، وهي نسخة إلكترونية تستخدم كأموال مجهولة". وأضافت بأن اولبريشت الذي زعم بأن اسمه المستعار هو "دريد بايرت روبرتس" حقق مبيعات تجاوزت قيمتها 1.2 مليار دولار عبر موقع طريق الحرير. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن اولبريشت يعتقد بأنه حصل على تخفيضات تتراوح نسبتها بين 8 في المئة و15 في المئة، وكان بالتالي ضالعا في عملية لغسيل الأموال لإخفاء هذا النشاط. ابتزاز وتشير وثيقة ثانية إلى أن الاتصالات الخاصة التي جرى الحصول عليها من الخادم الحاسوبي لموقع طريق الحرير تشير إلى أن المشتبه به كان على استعداد لتبني وسائل عنيفة للدفاع عن مصالحه. وذكرت الوثيقة أنه وفقا لرسائل يعود تاريخها إلى مارس وأبريل فإن اولبريشت "سعى إلى استئجار شخص للقتل" من أجل التخلص من مستخدم كندي لموقع طريق الحرير يحمل الاسم المستعار "فريندلي كيمست" والذي حاول ابتزاز أموال من خلال التهديد بالكشف عن هويات الآلاف من مستخدمي الموقع. ووفقا لرسائل لاحقة، فإن اولبريشت حصل على صورة للضحية بعد أن دفع 150 ألف دولار من أجل قتل هذا المبتز. وزعم أن اولبريشت كتب للشخص الذي حاول الاستعانة به لارتكاب جريمة القتل "لقد تسلمت الصورة وحذفتها، شكرا لك مرة أخرى على تحركك السريع". لكن أوراق المحكمة تشير إلى أن جهات إنفاذ القانون في كندا قالت إنه لم يسجل وقوع جريمة قتل في وايت روك في مقاطعة بريتيش كولومبيا في هذا الوقت. حملة دعائية وصفت أوراق المحكمة اولبريشت البالغ من العمر 29 عاما بأنه طالب سابق في الفيزياء في جامعة تكساس انتقل للدراسة في جامعة بنسلفانيا بين عامي 2006 و2010. وتشير الوثائق نقلا عن الملف الشخصي لاولبريشت على موقع "لنكد ان" إلى أنه خلال هذه الفترة بدأت "أهدافه تتغير بعد ذلك". وكتب على شبكة التواصل الاجتماعي بأنه يريد أن "يمنح الناس خبرة أولية لما سيشبه العيش في عالم بدون الاستخدام المنهجي للقوة" من جانب "المؤسسات والحكومات". وذكرت السلطات بأنه استعان بالمنتديات الإلكترونية للترويج لموقع طريق الحرير لسوق محتمل للمخدرات وذلك في يناير/كانون الثاني عام 2011. وفي واحدة من الرسائل، قال مستخدم يعتقد بأنه اولبريشت "هل شاهد أي شخص طريق الحرير بعد؟ إنه أشبه بأمازون دوت كوم مجهول". وقال المحققون إنه استخدم بعد أشهر القنوات ذاتها لطلب المساعدة بدءا من البحث عن "متخصص في تقنية المعلومات في مجال بيتكوين". "الصدمة وعدم التصديق" كان هناك رد فعل من جانب زوار موقع "ريديت" للتواصل الاجتماعي على هذا النبأ في أحد المنتديات المخصصة لموقع طريق الحرير. وكتب أحدهم قائلا "ما زلت أشعر بشيء من الصدمة وعدم التصديق". وأعرب آخرون عن استيائهم بأن الأموال التي قالوا إنهم أودعوها في الموقع ستتم مصادرتها الآن. وتوقع البعض احتمال أن تظهر مواقع شبيهة في المستقبل.