نظم كل من منتدى المفكرين الإسلاميين والمنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين، مؤتمرًا على مدار يومي 25، 26 سبتمبر الجاري في مدينة إسطنبول بتركيا، بعنوان "العالم في ظل الانقلاب على إرادة الشعوب"، فيما عقد مؤتمر آخر في نفس التوقيت بمدينة لاهور الباكستانية ونظمته الجماعة الإسلامية بباكستان، حيث ناقش المشاركون بالاجتماعين أزمة جماعة الإخوان في مصر، وإمكانية اتخاذ خطوات تصعيدية ضد الحكومة المصرية، من خلال خلق ضغوط دولية لصالح عودة الإخوان لسدة الحكم بمصر، بالإضافة إلى الأزمات التي يعانيها التيار الإسلامي في تونس وليبيا وغيرها من دول الربيع العربي. وتأتي فعاليات الاجتماعين عقب قرار محكمة الأمور المستعجلة بحظر جماعة الإخوان وحل جمعيتها الأهلية والمؤسسات التابعة لها، مما أثار دعوات رافضة من الجماعة بمصر لهذا القرار، بالإضافة إلى دعوات أعضاء التنظيم الدولي للإخوان لممارسة الضغوط الدولية على الحكومة المصرية، للتراجع عن قراراتها والمطالبة بعودة شرعية حكم الإخوان بمصر. فيما تواجه حركة النهضة الإسلامية بتونس أزمة تهدد سيطرة التيار الإسلامي الحاكم بها، وانهيار الحكومة الحالية تحت ضغوط العديد من الحركات والقوى المعارضة، للمطالبة بعدم احتكار حركة النهضة الإسلامية بزعامة راشد الغنوشي للسلطة وإجراء حوار وطني شامل. وقال ناجح إبراهيم، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، في تصريحات ل«بوابة الشروق»، تعليقًا على مؤتمري تركيا وباكستان، إن سياسة جماعة الإخوان الحالية مختلفة عن فترة وجودها بالحكم مبنية على إصرار المطالبة بالشرعية أو الدماء، مشيرًا إلى أن هذه السياسة لم تحقق أي نتيجة ولم تعد الشرعية أو تحقن دماء المصريين كما أحدثت حالة عداء بين الإخوان وكل من الشعب والجيش والشرطة، وهو الأمر الذي أضر بالإخوان وأجهزة الدولة والوطن. وأضاف "أرجو أن يأخذ التنظيم الدولي للإخوان مصلحة الوطن في المقام الأول ويهتمون بالبناء، وألا يعمدوا لإثارة الدول ضد مصر، نظرًا لأن هذه الآلية ستؤدي لاستفزاز الشعب المصري ضد جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة" وأكد أن المشاركين بمؤتمري تركيا وباكستان طرحوا أزمة مصر للحوار ومناقشة آليات الضغوط الدولية على الحكومة المصرية الموجودة حاليًّا، وهو ما قد يدفع لإنتاج آثار سلبية على الوضع في مصر، ومنها إصدار الحكومة الحالية قرارات غاضبة بإغلاق حزب الحرية والعدالة ومنع الأحزاب ذات المرجعية الدينية. وأوضح "إبراهيم"، أن من أهم أسباب الدعوة لعقد الاجتماعين، قرار حظر جماعة الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن هذا القرار قد أثار تخوفًا من تكرار تلك الحالة في تونس وليبيا مع استمرار الرفض الشعبي لممارسات الإخوان بالبلدين. وأكد ناجح إبراهيم، أن الخروج من تلك الأزمة التي نعيشها في مصر يتحقق بالدبلوماسية والحوار السياسي بدلا من الضغوط الدولية. وكانت مصادر مقربة من جماعة الإخوان، قالت: إن المشاركين بالاجتماعين قد ناقشوا خطة التصعيد ضد الحكومة في احتفالات ذكرى 6 أكتوبر، فضلا عن طرح أزمات كل من حركة النهضة التونسية، وإخوان الأردن مع السلطة، وحماس بقطاع غزة خاصة بعد هدم الأنفاق. وحظي مؤتمر إسطنبول برعاية رسمية من الحزب الحاكم بتركيا، حيث ألقى نائب رئيس الحكومة التركية "بولينت إرينتش" كلمة في الافتتاح، وبمشاركة 160 شخصية فكرية من أكثر من 30 بلدًا عربيًّا وغربيًّا. وكان من أبرز المشاركين في مؤتمر لاهور "محمود الإبياري، الأمين العام المساعد في التنظيم العالمي من مصر، ومحمود حسين، القيادي بالإخوان، وإبراهيم منير، أمين سر التنظيم الدولي للإخوان، وهمام سعيد، المراقب العام للإخوان بالأردن، وعبد المجيد ذنيبات، عضو مكتب التنظيم الدولي من الأردن، ومحمد نزال، عضو حركة حماس"، حسب قناة سكاي نيوز. جدير بالذكر، أن ناصر الصانع، نائب رئيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين، كان قد دعا برلمانات العالم، والاتحادات البرلمانية، والدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية في أغسطس الماضي إلى رفض ما أسماه "الانقلاب العسكري في مصر".