انفلات أمنى غير مسبوق تشهده أنحاء مدينة الصف منذ اقتحام مسلحين لقسم الشرطة عقب فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، علامات القلق والتوتر والذعر تبدوا واضحة فى أوجه الأهالي، خاصة عندما يعلمون أن هناك أحدا من الصحفيين جاء لنشر ما يعانون منه فى غياب الشرطة، يتبرأون من اقتحام قسم الشرطة ومهاجمة قواته بالأسلحة الثقيلة، ينتظرون لحظة دخول الشرطة لتحريرها من الإرهاب والمسلحين مثلما حدث فى "دلجا" و"كرداسة". مدارس بلا أمن وكنائس غابت عنها الشرطة منذ فض الاعتصامات، الأهالى يحمون أنفسهم، والكنائس يحميها المسلمون قبل أبنائها ويعترضون مظاهرات أنصار الرئيس المعزول ويحذرونهم من أى محاولات اقتحام. مدينة الصف التى تقع فى أقصى جنوبالجيزة، وتبعد عن القاهرة بأكثر من 60 كيلوا مترا، يحيطها الجبال من عدة اتجاهات، معظم قراها تقع على شرق وغرب الطريق الصحراوى للصعيد وتربط المركز الصعيد بالقاهرة وحلوان مع ارتباط المنطقة الجبلية بالسويس ارتباطا وطيدا يعمل على تسهيل تهريب الأسلحة والمخدرات والمسجلين خطر بشكل ميسر. تجولت «الشروق» فى الصف قبل أيام من دخول الأمن لتطهيرها من العناصر الإجرامية، الذى من المقرر أن تبدأ أولى عملياته عقب الانتهاء من تطهير كرداسة وناهيا بالجيزة، حسبما أكدت المصادر الأمنية بمديرية أمن الجيزة. قال شهود عيان، إن يوم اقتحام قسم الشرطة عقب فض الاعتصامات فوجئوا برصاصات تخترق زجاجات ويافطة المحل التى يملكونها وبدأت الانفجارات والحرائق تشتعل بجميع سيارات الشرطة المجاورة له سبقها عدة مسيرات من قبل أنصار الإخوان تندد بفض الاعتصامات. وأضاف الشهود، أن ذلك دفعهم إلى إغلاق محالاتهم، لافتين إلى أن المئات من المسلحين حاصروا مركز الصف لحوالى 6 ساعات مستخدمين سيارات رباعية الدفع عليها أسلحة ثقيلة وآلية، وأن القوات التى كانت موجودة بالقسم قاومتهم إلى أن انتهت ذخائرهم وفروا هاربين فى حماية الأهالى خوفا على حياتهم. ورجح الشهود وهم من سكان مركز الصف، أن يكون المسلحين من العناصر الإجرامية من المناطق الجبلية المحيطة بالمدينة، مطالبين الأمن بالتدخل لإعادة الأمن إلى المركز وحماية أهلها من أى محاولات اعتداء أو عمليات سطو مسلح. وأشار الأهالي، إلى أن أصوات الأسلحة الآلية تدوى بأنحاء الصف مع دخول الليل يوميا منذ أقتحام قسم الشرطة وغياب الأمن، دون معرفة أسباب إطلاق الرصاص. فى سياق متصل، رصدت «الشروق» الأوضاع بقرية غمازة الكبرى التابعة للصف، التى أفاد الأهالى بأن العناصر الإجرامية هربت إليها، وكان المشهد عبارة عن عدد كبير منازل مهجورة ومنازل محترقة ومحال تجارية مدمرة وبقايا زجاجات متناثرة نتيجة لاشتباكات مستمرة بالأسلحة النارية وزجاجات المولوتوف بين الأهالى نتيجة خصومات ثأرية. وتوجهت الصحيفة إلى كنيسة «مارى جرجس»، حيث شهدت غيابا تاما لأفراد الشرطة، الأمر الذى قال عنه حارس الكنيسة، بأن أفراد الأمن انسحبوا عقب اقتجام قسم الشرطة دون أسباب واضحة. كما أوضح الأهالي، أنهم يعيشون فى حالة من الذعر ليل نهار بسب الخصومات الثأرية وهجوم عناصر مسلحة على القرية فى أوقات مختلفة، مشيرين إلى أن غياب الشرطة السبب فيما يحدث بالقرية.