ولد أسامة الباز، عام 1931 بقرية طوخ الأقلام، مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، وتخرج من كلية الحقوق جامعة القاهرة، وحصل على دكتوراه في القانون من جامعة هارفارد، وهو أيضًا شقيق فاروق الباز، عالم الجيولوجيا بوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا". بدأ الباز حياته العملية بالعمل وكيلا للنيابة ثم عين بوزارة الخارجية سكرتير ثاني عام 1958، ووكيلا للمعهد الدبلوماسي ثم مستشارا سياسيا لوزير الخارجية، ويعد أصغر من حصل على درجة سفير عام 1975، كما وصف بأنه مايسترو السياسة الخارجية المصرية. وشارك الباز، في مفاوضات "كامب ديفيد" وصياغة معاهدة السلام عام 1979، وهو مؤلف كتاب "مصر والقرن الحادي والعشرين"، كما تولى الملف (الفلسطيني- الإسرائيلي) لفترة طويلة. كان الباز، أحد مستشاري مركز الدراسات الإسرائيلية والفلسطينية بمؤسسة الأهرام، ومديرا لمكتب الأمين الأول للجنة المركزية للشئون الخارجية، ثم مقررا للجنة الشئون الخارجية المنبثقة من اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي، ومديرا للمعهد الدبلوماسي، ومديرا لمكتب نائب رئيس الجمهورية، ثم مديرا لمكتب رئيس الجمهورية للشئون السياسية ووكيل أول وزارة الخارجية. عمل أسامة الباز مستشارًا سياسيًا للرئيس الأسبق حسني مبارك، وشهدت السيرة الذاتية للدكتور أسامة الباز كثيرًا من المتغيرات بدءًا من دخوله مؤسسة الرئاسة، وخروجه منها في صمت تام، بعد رفضه مشروع التوريث، حتى تنبأ بالثورة ووصول الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم. لقب الباز، ب«خزانة أسرار السلطة»؛ بسبب قربه من دوائر صناعة القرار في مصر على مدى ثلاثة عهود مضت، وكان بجوار الرئيس الأسبق حسني مبارك، طوال سنوات حكمه، متدرجًا في المناصب السياسية والدبلوماسية، حتى أُبعد عنها، وهو على درجة «المستشار السياسي لرئيس الجمهورية». وعرف عن الدكتور أسامة الباز، مشاركته في الندوات الفكرية والثقافية، وتنوع اهتماماته، وكل هذه عوامل خلقت نوعًا من الاقتراب، وأزالت الاغتراب بينه وبين الكثيرين، لاسيما أن خطابه الإصلاحي بدأ أمام معظم النخب المصرية متطورًا عن شخصيات متعددة قريبة من النظام. ويري البعض أن، أسامة الباز، من «الحرس القديم» لنظام مبارك، الذي يرى بقاءه قريبًا من السلطة مرهونًا بعدم تغيير الأوضاع الراهنة، وأن أي إصلاح يجب خروجه من كنف وآليات ووسائل النظام نفسه، مشيرين إلى أن اجتهاداته الإصلاحية خاصة في بعض القضايا السياسية الحساسة فضفاضة ويمكن تفسيرها بطرق متباينة، وفي هذه الحدود يمكن القول إنه مع الإصلاح وضد التغيير. أما في نظر أوساط أخرى، فيعتبر من المطالبين بالإصلاح والتغيير في الوقت نفسه، فهناك روايات رائجة تقول، إنه أحد أساتذة «جمال مبارك»، وفي مقدمة الذين حاولوا تربيته سياسيًا وتعريفه بدهاليز الحكم، تمهيدًا لتوليه السلطة بعد والده. وفى ظل هذه الاتهامات للسياسي المخضرم أسامة الباز، وعلاقته بملف توريث جمال مبارك للحكم، قالت الإعلامية أميمة تمام، زوجة الدكتور الباز، إن خروج زوجها من قصر الرئاسة جاء بسبب اعتراضه على التوريث. ولفتت تمام، إلى أن علاقة زوجها بالرئيس الأسبق حسنى مبارك انقطعت تمامًا بعد ثورة 25 يناير، وكان السبب فيها مبارك نفسه؛ لأنه خلال الفترة الأخيرة لم يكن يستمع إلى الباز ولا نصائحه، وكان المحيطون به يريدونه ألا يسمع شيئًا يضر بمصالحهم الشخصية، وكان من مصلحتهم أن يكون الباز بعيدًا عن مبارك، حتى ولو بشكل إنساني. وبعد ثورة يناير كان من الطبيعي ألا تعود العلاقة المفقودة بين الباز ومبارك، خاصة أن الدكتور أيّد الثورة ومطالبها المشروعة منذ اليوم الأول، وتوقع وصول الإخوان للحكم لكنه لم يتوقع تركهم للحكم بعد عام واحد.