سعت حركة حماس في قطاع غزة إلى تخفيف التوتر مع مصر، اليوم الأربعاء، بعد أن أمرت خطباء المساجد بتجنب انتقاد الحكومة المصرية على ما يصفه بعضهم بحربها على الإسلام. وقال إسماعيل رضوان وزير الأوقاف في حكومة حماس في غزة "الخطباء عليهم أن يتجنبوا الخوض في الشؤون المصرية الداخلية والتركيز على قضايانا الفلسطينية الوطنية، ونضالنا من أجل تحرير الأرض والأسرى". وأضاف أنه أوصل هذه الرسالة في اجتماعات مع عشرات الخطباء في المساجد في جنوب قطاع غزة، وأنه يعتزم مقابلة مزيد من رجال الدين في أجزاء أخرى من القطاع. وتردد صدى الأحداث في مصر بقوة في قطاع غزة. ومثلت حملة الحكومة على جماعة الإخوان المسلمين وجهودها لإغلاق أنفاق تهريب السلع والسلاح تحت حدود القطاع لطمة كبيرة لحماس. واتهم بعض خطباء مساجد غزة في خطب نارية وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي بشن حرب على الإسلام. ويقول مسؤولو الجيش إن حماس تتدخل في الشؤون المصرية الداخلية، وأشاروا إلى أن الفلسطينيين يساعدون الإسلاميين المتشددين في سيناء. وتنفي حماس مثل هذه المزاعم، وقال "رضوان" إنها تعتبر أن مصر "داعم وعمق استراتيجي للقضية الفلسطينية". وغضبت مصر أيضا من مظاهرات في شوارع غزة رفع خلالها مقاتلون من حماس أيديهم مشيرين بأربعة أصابع تعبيرا عن تأييدهم لمرسي وأنصاره. واعتبر عزل مرسي انتكاسة لحماس خصوصا مع تعثر علاقاتها مع إيران وجماعة حزب الله اللبنانية، بسبب انحيازها للمعارضة في سوريا. وفي مقابلة تلفزيونية، عبر موسى أبو مرزوق وهو مسؤول كبير في حماس يعيش في القاهرة، عن تقديره للجيش المصري ووصف إشارة مقاتلي حماس في المظاهرات بأنها خطأ. لكن لا تبدو أي علامة على تخفيف حملة إغلاق الأنفاق التي سببت نقصا في الوقود أجبر سائقي السيارات في قطاع غزة على شراء الوقود المستورد من إسرائيل بضعفي السعر المصري. وفرضت السلطات المصرية أيضا قيودا مشددة في معبر رفح، وهو المنفذ الرئيسي لقطاع غزة إلى العالم الخارجي، ولا تسمح بمرور ما يزيد على 250 شخصا في اليوم مقارنة مع زهاء 1200 قبل عزل مرسي. وأغلقت مصر المعبر، اليوم الأربعاء، بعد تفجير سيارتين ملغومتين في مبنى أمني مجاور للمنطقة الحدودية، ما أدى إلى مقتل ستة جنود. وتقول حماس، إن حوالي خمسة آلاف شخص تعطل سفرهم في غزة، وينتظرون التصريح لهم بالمرور، وبينهم طلاب يدرسون بالقاهرة والخارج، ومرضى يطلبون العلاج في مصر.