قال إلهامي الزيات، رئيس اتحاد الغرف السياحية، ل«الشروق»، أن عددا من الشركات السياحية الروسية التى تتعامل مع السوق المصرية أعلنت عن تنظيمها رحلات إلى شرم الشيخ منتصف الشهر الجارى، مضيفا أن «هذا الإعلان دليل على عدم تأثر السياحة الروسية بما تشهده مصر من اضطرابات سياسية، وما تبثه وكالات الأنباء العالمية عن ازدياد وتيرة العنف في الشارع المصري». كانت كبرى شركات السياحة التي تتعامل مع السوق المصري، ومنها «توي» و«توماس كوك»، أرجأت رحلاتها إلى مصر بعد تزايد وتيرة العنف مع فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وذلك حتى منتصف سبتمبر. كان هشام زعزوع، وزير السياحة، عقد اجتماعات مع منظمي الرحلات لشرح حقيقة أوضاع الحركة السياحية، ومدى تأثر المنتجعات والمقاصد السياحية بأحداث العنف، حيث التقى «زعزوع» مجموعة من منظمي الرحلات الروس والألمان والإيطاليين، وذلك بعد أن حذرت الخارجية الروسية مواطنيها من الأوضاع في البلاد ونصحتهم بالامتناع عن السفر إلى مصر. من جانبه قال حسين فوزي، رئيس غرفة الفنادق بشرم الشيخ، إنه «بالرغم من وجود تحذيرات، فإن الروس لم يوقفوا رحلاتهم إلى مصر، وإن كانت أعداد الرحلات التي جاءت خلال أغسطس قليلة وتتناسب مع معدلاتها في مثل هذا التوقيت من العام». وأكد «فوزي» أن شهر أغسطس تتراجع فيه نسب الإشغال، حيث إن السياحة الروسية، والتى تحتل المرتبة الأولى بالنسبة للسوق المصرية، تفضل أسواق أخرى في هذا التوقيت نظرا لارتفاع درجة الحرارة في البحر الأحمر وشرم الشيخ. وأضاف «فوزي» أنه رغم صدور تحذيرات بالسفر من العديد من الدول، فإن أغلب السائحين في شرم الشيخ فضلوا استكمال إجازتهم، ولم تؤثر التحذيرات عليهم، «السائحون الإيطاليون مثلا لم يغادروا شرم الشيخ وفضلوا استكمال إجازتهم حتى نهاية أغسطس». وتابع: «استمرار الرحلات الروسية يعنى أنه لا قلق، وأن الموسم الشتوى من السياحة الروسية من الممكن أن لا يتأثر إذا تم مواجهة الدعاية السلبية على مصر، وإذا كانت هناك خطط ترويجية جيدة لمصر خلال الفترة القادمة». كان وزير السياحة أعلن، الخميس الماضي، عن تشكيل لجنة لرسم السياسة التسويقية والترويجية تختص ببحث العراقيل التى تعترض طريق تنفيذ خطة التنشيط السياحى للتوصل إلى الحلول الأنسب بشأنها، والتنسيق مع جميع الجهات المعنية بشأن تنفيذ حملة العلاقات العامة في الأسواق الخارجية، والإشراف على الإجراءات الخاصة بمشاركة الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي في المعارض الدولية، والمتابعة والتنسيق المستمرين مع الجهات الخارجية التى توجد بروتوكولات تعاون مبرمة معها تخدم أغراض التنشيط السياحى. واعتبر «فوزي» أن ما يستدعي القلق هو ارتفاع تكلفة التأمين على السائحين الروس القادمين إلى السوق المصرية، وهي الخطوة التي اتخذتها شركات التأمين هناك بعد زيادة أحداث العنف في مصر، وربما تمثل هذه الزيادة مشكلة للسائحين الروس.