الاشتباك مع المنافس».. أمر وارد وغير مستبعد بين جماهير الفرق الرياضية، وخاصة روابط «ألتراس».. ولكن اشتباك الجمهور الواحد مع نفسه، كان أمرا جديدا على مدرجات الملاعب المصرية، وهو السبق الذى انفردت به روابط مشجعى النادى الأهلى. وكانت مباراة النادى الأهلى وفريق ليوبارد الكونغولى فى بطولة دورى أبطال إفريقيا، أمس الأول، شهدت قبل بدايتها مواجهات حامية بين فصيلى المشجعين للنادى الأهلى (ألتراس أهلاوى، ورابطة مشجعى الإسكندرية ألتراس ديفيلز) اضطرت معها قوات الأمن للتدخل وإخلاء المدرجات بالقوة. وكانت «الشروق» شاهد عيان على الأزمة التى بدأت عندما أراد قادة (كابوهات) ألتراس أهلاوى وضع اللافتة الخاصة بهم (البانر) الخاص بهم فى المدرج بالكامل وهو ما رفضه قيادات ألتراس ديفلز، المتواجدين معهم فى ذات المدرج، إذ يعنى ذلك فى معتقدات التراس، أن السيطرة دانت لصاحب اللافتة. وانقسم المدرج الذى كان يحوى الطرفين، لتبدأ حرب الشماريخ، وتمطر السماء حجارة فوق رءوس الجانبين، ما أجبرهما على الهروب إلى أرض الملعب فى مشهد يعيد إلى الأذهان، اجتياح ملعب بورسعيد، قبل المذبحة الشهيرة التى راح ضحيتها نحو 72 مشجعا للنادى الأهلى. وأصاب الذعر الجماهير العادية التى تواجدت فى مدرج مجاور لمقصورة الإعلاميين، ليقفزوا بدورهم إلى الملعب، ويضطر الأمن للتدخل بغرض تفرقة الجماهير، وهو ما تمكن منه بعد دقائق من استخدامه قنابل الغاز المسيل للدموع، لتحدث إصابات متفرقة بين صفوف الجماهير من جراء التدافع والرشق بالحجارة فضلا عن الاختناق بتأثير قنابل الغاز. وبعدما خرجت الجماهير كلها إلى خارج أسوار الملعب، عاد ألتراس أهلاوى إلى الملعب من جديد فيما غادر جمهور التراس ديفيلز قليلى العدد خشية اندلاع مواجهات جديدة. ولم تكن الأزمة بين صفوف الألتراس وليدة مباراة الأهلى مع ليوبار، وإنما تعود إلى مواجهة قديمة بين الجانبين، نشبت فى مباراة الأهلى الودية مع دمياط قبل أسابيع قليلة، وكانت تفاصيلها مشابهة إلى حد كبير لتفاصيل هذه المواجهة، وإن كانت أحداث المباراة الودية تطورت إلى خروج الطرفين إلى الشارع ومطاردة بعضهم البعض حتى محطة المترو المجاورة للنادى الأهلى. وعقب أحداث المباراة الودية، أعلن ألتراس ديفيلز توقف نشاطهم واعتزالهم التشجيع، ولكن فوجئ الجميع بعودتهم من جديد إلى المدرجات وإعلانهم عن مساندة الفريق فى مباراة ليوبارد. وفور وصول ديفيلز إلى الإسكندرية، من مدينة الجونة، أصدروا بيانا عبر صفحتهم الرسمية يعتذرون عما بدر منهم، وفى نفس الوقت يتوعدون ألتراس أهلاوى، ويؤكدون أن المدرج ليس حكرا على أحد، ويعلنون حضورهم لمباراة القمة فى حالة إقامتها بجمهور. أحمد الصحيفى، المشرف العام على الكرة بنادى الجونة، والشاهد على الموقعة قال ل«الشروق»: ليلة المباراة كنت على علم بسخونة الأجواء بين المجموعتين، وتوقعت حدوث مشاحنات، وأبلغت مسئولى الأمن بمخاوفى. وأضاف: لم أتوقع أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة وتظهر المدرجات بهذا السوء، خاصة وأن جميع من كانوا فى الملعب أصيبوا بحالة من الذعر، لاسيما وأن الأجواء التى سبقت اللقاء لم تكن توحى بهذه التطورات. وأعرب سيد عبدالحفيظ مدير الكرة، عن حزنه الشديد لهذه الأحداث، مؤكدا أنه لم يكن يتمنى خروج الصورة بهذا الشكل، وكان يتوقع أن تخرج المباراة بشكل جيد. وقال عبدالحفيظ: أتمنى اللعب بجمهور دائما، لما فى ذلك من فائدة تعود على اللاعبين، نتيجة الحماس الذى يبثونه من المدرجات، ولكن فى نفس الوقت لابد من أن تكون الأجواء رياضية، وتبتعد عن مثل هذه التصرفات التى شاهدناها قبل لقاء ليوبار بدقائق. وخرج اللواء حمدى الجزار، مدير أمن البحر الأحمر، بتصريح يؤكد فيه أن السبب الرئيسى وراء اشتباكات الالتراس هو محمد أبوتريكة لاعب النادى الاهلى الذى نال تحية كبيرة قبل المباراة، وبشكل ملحوظ مما أدى إلى حدوث انشقاق بين الجماهير فى المدرجات. وقال الجزار فى تصريحات تليفزيونية: عندما حيّت بعض جماهير الأهلى أبوتريكة، أثارت غضب البعض الآخر بسبب ما يشاع عن انتمائه لجماعة الإخوان التى تلقى معارضة شرسة فى هذه الأيام، مما تسبب فى الأحداث المؤسفة التى شاهدناها جميعا.