أثار تقرير صحفي أمريكي عن سخرية رئيس المخابرات السعودية من قطر لقلة عدد سكانها، ردًّا لاذعًا من الدوحة، ما يلقي الضوء على التوتر بين البلدين بسبب اختلاف سياساتهما الخارجية. ورغم عضوية السعودية وقطر في مجلس التعاون الخليجي، إلا أن الخلافات بينهما عميقة في ظل تأييد الدوحة للإسلاميين في انتفاضات الربيع العربي ومعارضة الرياض لهم باعتبارهم تهديدًا لاستقرار المنطقة. وسارعت قطر إلى تأييد ثورات الربيع العربي في سوريا ومصر وليبيا قبل أن تقدم السعودية نفسها في وقت سابق هذا العام كأكبر داعم خارجي للمعارضين السوريين الذي يقاتلون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال، عن مصدر مطلع، أن الأمير بندر بن سلطان السفير السعودي السابق في واشنطن، الذي يتولى مهمة تنسيق المساعدات للمقاتلين السوريين، قال خلال اجتماع الصيف الماضي: إن قطر ليست سوى 300 شخص وقناة تلفزيونية، في إشارة لقناة الجزيرة التلفزيونية. ورد وزير الخارجية القطري خالد العطية برسالة قوية على تويتر أثارت ردود فعل فورية في قطر، وكتب العطية في صفحته على تويتر: "مواطن قطري يعادل شعبًا وشعب قطر عن أمة بأكملها" وأضاف: "هذا ما نلقناه لأبنائنا مع كامل الاحترام والتقدير للآخر". وقالت صحيفة الشرق القطرية يوم الأحد: "تناقل المواطنون التغريدة" فيما بلغ عدد من أعادوا نشرها خلال ساعات أكثر من 600 شخص وذلك بعد انتشار "هاشتاج مسيء لقطر (قطر 300 شخص وقناة)" عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأكدت وزارة الخارجية أن الصفحة تخص العطية لكنها رفضت الإدلاء بمزيد من التعليقات ولم يتسن الاتصال على الفور بمسؤولين سعوديين. وانتهجت قطر سياسة أكثر هدوءًا على الساحة الخارجية منذ تنازل الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن منصبه لابنه الشيخ تميم في يونيو.