عبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن "قلقه العميق" من الاستخدام المزعوم لأسلحة كيماوية في سوريا. وقال أوباما إن الولاياتالمتحدة ما زالت تسعى للتأكد مما إذا كانت أسلحة كيماوية قد استخدمت فعلا، وانه في حال التأكد "فإن الوضع سيتطلب اهتماما أمريكيا". في هذه الأثناء حثت روسيا، الحليف الأكبر للنظام السوري، السلطات السورية على السماح لمفتشي الأممالمتحدة التحقيق في ادعاءات استخدام أسلحة كيماوية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أليكسندر لوكاشيفيتش إن موسكو حثت الرئيس السوري بشار الأسد على التعاون في التحقيق الأممي لكنه استدرك ان هناك أسئلة حول ما إذا كانت المعارضة ستسمح لمحققي الأممالمتحدة بممر آمن إلى موقع الحادث. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ايضا قد طالب بالسماح لمفتشي الأممالمتحدة بالوصول إلى موقع الهجوم المزعوم للتحقيق. وقال انه يستغرب أن يعرقل احد، سواء الحكومة أو المعارضة، التحقيق في الأمر، وقال ان استخدام الأسلحة النووية فيه انتهاك للقوانين الدولية ويتطلب اتخاذ إجراءات ضد المنتهكين. ويقول ناشطون إن المئات لقوا حتفهم "جراء استخدام أسلحة كيماوية". وليست هناك بوادر بأن دمشق تنوي السماح لمفتشي الأممالمتحدة بالتحقيق. ويظهر في لقطات فيديو مدنيون ، الكثير منهم أطفال، ميتين، أو يعانون من أعراض فظيعة كنتيجة لهجوم تعرضوا له الأربعاء. وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ إنه يجري اتصالات مع الأمين العالم وجون كيري وزير الخارجية الأمريكي ووزير خارجية قطر من أجل السماح للمفتشين الدوليين بالتوجه إلى الموقع للتفتيش. وفي سياق متصل قالت الأممالمتحدة الجمعة إن عدد الأطفال الذين اضطروا للنزوح عن سوريا بلغ المليون. ووصفت وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة و صندق الأطفال التابع للأمم المتحدة (اليونيسيف) إن هذا تطور مشين، وإن مليونين آخرين من الأطفال نازحون داخل سوريا. وأضافت الأممالمتحدة أن عدد الاطفال يشكل نصف عدد النازحين السوريين ، وثلاثة أرباع هؤلاء الأطفال هم دون سن الحادية عشرة. ونزح معظم الأطفال السوريين إلى الأردن ولبنان وتركيا ومصر. "خط أحمر" وكان أوباما قد صرح العام الماضي بأن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا هو خط أحمر سيعقبه رد قوي من الولاياتالمتحدة. وقال في مقابلة بثت في قناة سي ان ان إن الادعاءات الأخيرة باستخدام أسلحة كيماوية شيء مزعج جدا. وأضاف أن مصالح أمريكية مهمة يمسها الصراع في سوريا ، من ناحية عدم السماح باستخدام أسلحة الدمار الشامل ومن ناحية "حماية حلفائنا وقواعدنا". وقال اوباما ان افتراض ان الولاياتالمتحدة قادرة على حل نزاع معقد في سوريا له خلفية طائفية فيه شيء من المبالغة. واستبعد أوباما تعاون النظام السوري "انطلاقا من معرفة تاريخه".