قال مايكل شنيدر، الخبير في القضايا النووية لبي بي سي، إن تسرب مياه مشعة من المفاعل النووي الياباني، فوكوشيما، أسوأ بكثير مما أعلنته السلطات. وأضاف شنيدر وهو خبير مستقل عمل سابقا مستشارا للحكومتين الفرنسية والألمانية أن المياه تتسرب في كل مكان من المفاعل النووي. ومضى شنيدر للقول إن مستويات الإشعاع حاليا لا تزال غير معروفة بدقة. وفي هذا السياق، قال رئيس السلطة النووية في اليابان إنه يخشى من حدوث مزيد من التسريبات. وكانت التسريبات تزايدت خلال الأيام الأخيرة عندما أعلنت الشركة المشغلة للمفاعل النووي أن نحو 300 طن من المياه العالية الإشعاع تسربت من خزان مياه. "أخطر أزمة" ورفعت السلطة النووية في اليابان مستوى الخطورة التي يطرحها تسرب مياه مشعة بمفاعل فوكوشيما من درجة رقم واحد إلى درحة رقم ثلاثة وفقا للمقياس الدولي للحوادث النووية والإشعاعية. ويشكل هذا الأمر اعترافا بأن المفاعل النووي يواجه أخطر أزمة منذ تعرضه للزلزال وموجات التسونامي في 2011. وعبر بعض الخبراء النوويين عن مخاوفهم من أن المشكلة التي يواجهها المفاعل أسوأ بكثير مما أعلنته الشركة المشغلة للمفاعل أو الحكومة اليابانية بهذا الشأن. وأضاف هؤلاء الخبراء أن ما يقلقهم هو الكمية الهائلة من المياه المستخدمة لتبريد المفاعل والمخزنة في أرجائه. وبنت السلطات النووية نحو 1000 خزان مياه، ويعتقد أن كمية المياه المتوافرة تمثل نحو 85 في المئة من الطاقة المطلوبة علما بأن 400 طن إضافي من المياه تضاف إلى المياه المتوافرة. وقال شنيدر الذي عمل مستشارا لمنظمات ودول مختلفة بشأن القضايا النووية وهو المؤلف الرئيسي للتقارير المتعلقة بوضع المنشآت النووية في العالم إن حجم المياه التي تتعامل معها السلطات كبير جدا. وأضاف شنيدر قائلا إن "الأسوأ هو أن المياه تتسرب من كل مكان، وليس فقط من خزانات المياه. إن المياه تتسرب من الأقبية ومن التشققات والصدوع الموجودة في المفاعل. لا أحد يمكنه قياس هذه التسريبات". ومضى شنيدر للقول إن "هذه التسريبات أسوأ بكثير مما نعتقد حاليا". "غياب الشفافية" وقال رئيس السلطة النووية في اليابان، شونيتشي تاناكا، في مؤتمر صحفي إن "أخشى ما يخشاه هو حدوث تسريبات إضافية" وهو بذلك يعطي مصداقية لمخاوف شنيدر بهذا الصدد. وأضاف تاناك قائلا " ينبغي أن نتوقع حدوث ما حدث مرة أخرى وبالتالي ينبغي أن نضاعف استعداداتنا. لسنا في وارد تضييع الوقت". ويشعر بعض الباحثين بالقلق من غياب الشفافية والوضوح في هذا الموضوع، قائلين إن نفي السلطة النووية في اليابان لتسرب المياه المشعة إلى البحر أصبح مدعاة للغضب". وأضافوا قائلين "ظلننا نردد أن تسريبات لا تزال تحدث في المفاعل منذ عام 2011 سواء من المباني أو المياه الجوفية أو خزانات المياه. ليس هناك وسيلة للسيطرة على جميع كميات المياه المشعة". ومضوا للقول "عندما تتسرب هذه المياه تحت الأرض تصبح مثل مياه الأنهار المتدفقة نحو البحار". ويثير بعض العلماء مخاوف بشأن مصير المياه المخزنة في المفاعل إذا حدث زلزال جديد. "اختلاط بالمياه الجوفية" وتُضاف إلى مشكلة تخزين المياه مشكلة تسرب المياه واختلاطها بالمياه الجوفية التي مصدرها التلال المحيطة ثم تدفقها إلى البحر بالرغم من الجهود التي تبذلها الشركة المشغلة للمفاعل من أجل منع اختلاط المياه الملوثة بالمياه الجوفية. وهناك خشية من شرب أسماك البحر لهذه المياه الملوثة، ما قد يؤدي إلى ظهور مشكلات صحية جديدة عند استهلاك لحوم هذه الأسماك الملوثة. وعكس ميتسوهي موراتا وهو سفير ياباني سابق في سويسرا هذه المخاوف قائلا في رسالة بعث بها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن "الأرقام التي نشرتها الشركة المشغلة للمفاعل لا يمكن الوثوق بها." وأضاف قائلا إنه يشعر "بقلق عميق من أن عدم إدراك أبعاد الأزمة سواء في اليابان أو خارجها يدعو إلى القلق." ويشاطر شنيدر السفير السابق قلقه قائلا إن هناك حاجة لإنشاء هيئة دولية تُكلف بالتعامل مع أزمة مفاعل فوكوشيما. وأوضح قائلا "اليابانيون يعانون مشكلة فيما يخص طلب المساعدة. إنه خطأ كبير. إنهم حقا يحتاجون إلى هذه المساعدة".