الوصول إلى مقر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد بديع،محفوف بالمخاطر، خصوصا فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد منذ فض اعتصامى رابعة العدوية ونهضة مصر يوم الأربعاء الماضى. ملثمون يحملون السلاح الآلى، يقطعون كل الطرق المؤدية إلى «فيللا المرشد» التى تبعد عن مدينة بنى سويف نحو 20 كيلومترا، حيث تقع فيما يعرف بمدينة بنى سويف الجديدة شرق النيل وتحديدا فى القطعة رقم 16 فى الحى الثالث. يبدو الوصول إلى «فيللا المرشد» صعبا، من على بعد عشرات الكيلومترات، إذ يسيطر الحذر على كل أرجاء المحافظة فى ظل إحكام قوات الجيش والشرطة سيطرتهما على جميع المداخل والمخارج، فضلا عن حذر الناس من الخوض فى سيرة المرشد وجماعته. من أمام مبنى المحافظة الذى تقول السلطات إن الإخوان أحرقوه يوم الأربعاء الماضى نسأل نحو 7 مواطنين: كيف نصل إلى فيللا المرشد. ودائما كانت الإجابة هى الدهشة، الجميع يرفض الإجابة أو يعتذر بهدوء. سائق تاكسى يعرض خدماته: أعرف مكانها. ويستدرك: «لكنى شاهدت فى محيطها منذ قليل ملثمين يحملون الأسلحة، ويتجولون فى المنطقة.. منذ تعرض الفيللا للحرق والإخوان يسيطرون على المكان تماما». تنطلق سيارة الأجرة نحو الحى الثالث الواقع فى منطقه قد تبدو خالية من السكان، مقسمة إلى 4 أحياء أحدها تابع لمشروع ابنى بيتك (غالبية المستفيدين منه إخوان بحسب جيران).. الهدوء يسيطر على المنطقة بشكل مرعب، لا ترى سوى رجال ملتحين يطوفون بدراجات نارية فى الشوارع الخالية.. يقترب أحدهم من سيارة الأجرة للسؤال عن الوجهة، فيجيبه السائق: أوصلها إلى أقاربها فى الحى. يضطر السائق الذى كان شاهدا على حرق فيللا بديع لسلوك شوارع جانبية، للوصول إلى الفيللا، لنستقر بالقرب منها لنحو الساعتين لتسجيل المشاهدات وروايات الجيران ممن تيسر الحديث معهم. «الفيللا المكونة من طابقين، تشهد نشاطا مكثفا، حيث انهمك نحو 20 مسلحا ملتحين فى نقل محتويات من داخلها بواسطة 3 سيارات نقل، قبل أن يغادروا جميعا، بمن فيهم حارس العقار». أحد العاملين فى فيللا الدكتور خالد الأمير، المجاورة لفيللا المرشد طلب عدم ذكر اسمه يقول ل«الشروق»: «الفيللا كانت تحت حراسة مسلحين ملثمين، تبدو من لهجتهم أنهم غير مصريين»، مضيفا أن الحريق الذى أتى على أجزاء من الفيللا: «اندلع من داخلها، وربما كان بفعل مقيمين داخلها، حيث لم يجرؤ أى شخص على الاقتراب من الفيللا ومواجهة ترسانة الأسلحة التى يحملها الحرس منذ اندلاع ثورة 25 يناير» 2011. عن المحتويات التى أخرجها الحرس من الفيللا يقول: «نقلوا تقريبا كل محتويات الفيللا من اوراق حملوها فى أكياس بلاستيكية كبيرة، وخزينة حديدية ضخمة، واجهزة حاسب آلى، واشياء أخرى كانت مغطاة بمفارش، ولم أتمكن من تحديد طبيعتها». بينما يقول عزت عبدالمجيد أحد أقارب المرشد أن من وصفهم «البلطجية» اشعلوا النيران بالفيللا انتقاما من الإخوان، ويضيف: «شجعتهم على ذلك الشرطة». إحدى السيدات من سكان المنطقة، تدعى حمدية صديق، تقول: «أعضاء جماعة الإخوان المسلمين كانوا يترددون كثيرا على الفيللا، ومنذ عزل مرسى اضطررنا إلى ترك منازلنا خوفا من اقتحام الأهالى لها.. المرشد كان شخصا هادئا ولا توجد بينه وبين جيرانه اى خلافات، وفى المناسبات والأعياد يوزع اللحوم والأضاحى على الفقراء». وتضيف: «شاهدت خيرت الشاطر يتردد على الفيللا مرتين منذ تولى محمد مرسى الحكم، وكان هناك أفراد من الشرطة يتولون حراستها.. ونحن كنا نعيش فى رعب منذ عزل مرسى، لكن الأمور ازدادت سوءا بعد فض اعتصامى النهضة ورابعة». وتابعت: «قيادات إخوانية من المحافظة، كانت تتردد على الفيللا فى الأيام الأخيرة، وكان المسلحون المتواجدون داخلها يطلقون أعيرة نارية من وقت لآخر للإعلان عن وجودهم».