استعانت مشرحة زينهم بمبردتين تسع لأكثر من ألف جثة لحفظ الجثث المجهولة والمتفحمة فى حريق مسجد رابعة العدوية من التعفن، بعد تكدس الجثث داخل صالة التشريح وطرقة المشرحة. وقال أحد مسئولى المشرحة ل«الشروق» إنه تمت الاستعانة بهذه المبردات بعد تزايد أعداد الجثث داخل المشرحة، مشيرا إلى أنه تم وضع سيارتين فى الشارع لتخفيف التكدس أمام المشرحة، وإتاحة الفرصة لأهالى الضحايا مجهولى الهوية من التعرف على ذويهم دون إعاقة العمل داخل المشرحة، وعدم تعطيل الأطباء، ومنعا للاشتباكات التى تحدث بين الحين والآخر. وفى الشارع المؤدى لباب المشرحة احتشد عدد من أهالى الضحايا الذين سقطوا خلال اشتباكات ميدان رمسيس مساء أمس الأول، يحملون جثث ذويهم ويضعون قوالب من الثلج على الجثث لمنع التعفن بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وكثرة الجثث التى مازالت تتوافد على المشرحة، ما أدى إلى إعاقة سيارات الإسعاف عن الدخول إلى المشرحة. واستخدم الأهالى البخور ومعطرات للجو لإزالة الروائح التى انتشرت فى المنطقة، نتيجة انتظار الجثث لساعات طويلة قبل بداية عملية التشريح، كما تحولت المنطقة الى بركة مياه مختلطة بدماء الجثث الملقاة فى الشارع. وروى عدد من أهالى الضحايا ل«الشروق» روايات متعددة لقتل ذويهم فى ميدان رمسيس، وقال والد أحد القتلى إن نجله كان ضمن مسيرة منددة لعمليات القتل التى وقعت أثناء فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، مشيرا إلى أنه قُتل بطلقة فى الرأس أعلى كوبرى 6 أكتوبر. وأوضح شقيق القتيل محمد مجدى «32 سنة» عامل بأحد المحال التجارية بمنطقة رمسيس، أن شقيقه كان موجودا بمقر عمله، ووقعت الاشتباكات بين أنصار الإخوان وقوات الشرطة، وأغلق المحل ولكنه لم يستطع الانصراف إلى منزله بمنطقة عين شمس، وظل فى محيط الاشتباكات حتى أذان العصر، وحاول الخروج مرة أخرى بصحبه ابن أخيه، إلا أنه أصيب بطلق نارى فى الصدر بالقرب من قسم شرطة الأزبكية. ووقعت اشتباكات بين قريب لأحد الضحايا وعدد من الأهالى الموجودين أمام المشرحة بسبب الخلاف على الدعاء على الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، أثناء تشييع الجثمان.