قالت مصادر دبلوماسية غربية، إن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاترين آشتون لا تزال على اتصال "بكافة الأطراف" في مصر "للوصول لحل سياسي رغم تعقد الوضع بسبب التطورات الميدانية الأخيرة". وبحسب المصادر- التي تحدثت عبر الهاتف مع "الشروق"، فإن الاقتراحات التي قدمها الوسطاء، ممثلين في آشتون، ومن بعدها برناردينو ليون وويليام بيرنز "على المائدة". وقال دبلوماسي أوروبي: "نعلم أن الأمور أكثر تعقيدا اليوم، لكن لا يوجد بديل آخر سوى التفاوض، والأزمة لن تحل في الشارع"، مضيفا "على المصريين أن يفتشوا عن هذا الحل بأنفسهم". وامتنعت المصادر عن الخوض في أسباب فشل المساعي الغربية قبل أسابيع، كما كشفت عنها وكالة رويترز للأنباء، إلا أنها أكدت ما نشرته "الشروق" الأسبوع الماضي، وتحدثت عنه الصحف الأمريكية أمس عن "شرط مسبق" من جماعة الإخوان بالإفراج عن رئيسي حزب الحرية والعدالة والوسط سعد الكتاتني وأبو العلا ماضي، مقابل "تخفيض أعداد المعتصمين"، تمهيدا للتفاوض. وبحسب مصدر مطلع في بروكسل مقر الاتحاد الاوروبي، فإن سفراء الاتحاد سيجتمعون صباح الاثنين "لبحث الشأن المصري وتنسيق الموقف الأوروبي بشأنه.. الاجتماع لن يخرج بقرار ولكن بتوصية عن كيفية وآلية مساعدة المصريين ثم دعوة وزراء الخارجية للقاء". كما ذكرت مصادر رسمية أوروبية ل"الشروق"، أيضا أن دعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند أمس لعقد اجتماع على مستوى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "لن تغير من ترتيب جدول الأعمال ولن تعجل بالجلسة الوزارية". وتتبنى باريس- بدعم من لندن وبرلين- موقف يبدو أكثر حدة تجاه الحكومة المصرية، لكن رغم ذلك استخدم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تعبيرات مهادنة خلال تصريحات صحفية أمس تدعو إلى "وقف العنف وإطلاق المسار الدبلوماسي والعودة الى الحكم المدني عبر الانتخابات". التعبيرات ذاتها خرجت من جلسة مجلس الأمن التشاورية التي دعت إليها لندن وباريس بالتنسيق مع استراليا. وأشار مصدر دبلوماسي بالأممالمتحدة، إلى أن الموقف الغربي هو نفسه موقف أوباما "ندين العنف وندعو للحوار وندفع لتنفيذ خارطة الطريق". مضيفا "نحن نعلم أن واشنطن لا تريد الضغط كثيرا على مصر من أجل الحفاظ على اتفاق السلام مع إسرائيل"، هذا ما قاله المصدر، وهو يذكر بتصريحات وزير الدفاع الأمريكي الذي سارع بتخفيف حدة لهجة أوباما، مؤكدا استمرار التعاون العسكري مع القاهرة. وقال دبلوماسي غربي شارك في الاجتماع أمس الخميس في نيويورك إن "الجلسة كانت قصيرة للغاية ولم تسجل اعتراضات من أية أطراف". وبحسب الرجل فإن روسيا أصرت على ضرورة الحوار، بينما ألحت الولاياتالمتحدة على إجراء الانتخابات في أسرع وقت". وأوضحت مصادر ل"الشروق" في الأممالمتحدة، أن واشنطن لم تكن متحمسة لعقد الجلسة، لكنها قبلت بها، واشترطت مع موسكو عدم صدور بيان، وهكذا تم الاكتفاء بتصريح صحفي على لسان مندوبة الأرجنتين، رئيس الدورة الحالية لمجلس الأمن يدين العنف ويدعو للحوار. واستند مجلس الأمن إلى البند الخاص بحماية المدنيين والاستخدام المفرط للقوة في ميثاق الأممالمتحدة لعقد الاجتماع، وهو الأول من نوعه الذي يخص مصر.