باقي 9 أيام.. جدول امتحانات الصف الثاني الثانوي بمحافظة أسوان 2025 (رسميًا)    حقيقة وفاة الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق    مدير الشباب والرياضة بالقليوبية يهنئ الفائزين بانتخابات برلمان طلائع مصر 2025    المستشار محمود فوزي يكشف موعد الانتهاء من قانون الإيجار القديم (فيديو)    وزير الشؤون النيابية يكشف حقيقة "حظر النشر" في قانون الإيجار القديم    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الاثنين 12 مايو    الاحتلال الإسرائيلي يقتحم كفر اللبد ويعتدي على شاب من ذوي الإعاقة    في تصعيد استعماري خطير... الاحتلال يقرر استئناف تسوية الأراضي بالضفة    ترامب يصف الحرب على غزة بالوحشية    استشهاد 12 شخصا بينهم 4 أطفال بغارة إسرائيلية على خيام للنازحين في خان يونس    بولندا: العالم ينتظر قرارا بشأن وقف إطلاق النار فوراً في أوكرانيا    جيش الاحتلال ينفذ عمليات نسف كبيرة فى رفح الفلسطينية جنوبى قطاع غزة    بعد ضم 5 نجوم.. 3 صفقات سوبر منتظرة في الأهلي قبل كأس العالم للأندية    الوداد المغربي يفشل في الصعود لدوري أبطال إفريقيا الموسم المقبل    مصدر ليلا كورة: صبحي تعافى من الإصابة وجاهز لمباراة بيراميدز    وعكة صحية مفاجئة بسبب الضغط.. أمين صندوق الزمالك يطمئن الجماهير على لبيب    الصراع يشتعل على المقاعد الأوروبية.. جدول ترتيب الدوري الألماني    طقس متقلب يضرب أسيوط.. والمحافظة ترفع درجة الاستعداد- صور    مصوغات ذهبية و15 طعنة.. كشف غموض مقتل طالب في بني سويف    يارا السكري تكشف كواليس دورها في مسلسل فهد البطل.. ماذا قالت؟    أصالة تدافع عن بوسي شلبي في أزمتها: "بحبك صديقتي اللي ما في منك وبأخلاقك"    البترول تعلن شروطها لتعويض متضرري "البنزين المغشوش"    تكليف «عمرو مصطفى» للقيام بأعمال رئيس مدينة صان الحجر القبلية بالشرقية    كيف تأثرت الموانئ اليمنية بالقصف المتكرر؟    حبس وغرامة تصل ل 100 ألف جنيه.. من لهم الحق في الفتوى الشرعية بالقانون الجديد؟    اختفاء فتاتين في ظروف غامضة بالإسماعيلية.. والأمن يكثف جهوده لكشف ملابسات الواقعة    اعترافات صادمة لسائق بسوهاج: سكبت البنزين وأشعلت النار في خصمي بسبب خلافات عائلية    رسميًا.. موعد صرف مرتبات شهر مايو 2025 بعد قرار وزارة المالية (تفاصيل)    المهندس أحمد عز رئيسا للاتحاد العربى للحديد والصلب    خاص| سلطان الشن يكشف عن موعد طرح أغنية حودة بندق "البعد اذاني"    عمرو سلامة عن مسلسل «برستيج»: «أكتر تجربة حسيت فيها بالتحدي والمتعة»    عمرو سلامة: «اتحبست في دور المثير للجدل ومش فاهم السبب»    عاجل- قرار ناري من ترامب: تخفيض أسعار الأدوية حتى 80% يبدأ اليوم الإثنين    مشاجرة عائلية بسوهاج تسفر عن إصابتين وضبط سلاح أبيض    «انخفاض مفاجئ».. بيان عاجل بشأن حالة الطقس: كتلة هوائية قادمة من شرق أوروبا    نجم الزمالك السابق: تعيين الرمادي لا يسئ لمدربي الأبيض    محمد شيكا يتصدر.. ترتيب هدافي دوري المحترفين بعد نهاية الجولة ال 35    وزيرا خارجية الأردن والإمارات يؤكدان استمرار التشاور والتنسيق إزاء تطورات الأوضاع بالمنطقة    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 12 مايو 2025    ندوة "العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في فتاوى دار الإفتاء المصرية" بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي    3 أبراج «مكفيين نفسهم».. منظمون يجيدون التخطيط و«بيصرفوا بعقل»    إنتر يترقب.. موقف صراع الدوري الإيطالي بعد تعادل نابولي    مع عودة الصيف.. مشروبات صيفية ل حرق دهون البطن    ينظم سكر الدم.. احرص على تناول هذه المشروبات    القولون العصبي في موسم الامتحانات.. راقب هذه الأعراض    نيللى كريم تشعل أجواء حفل ختام أسبوع القفطان بصحبة حاتم عمور.. فيديو    النائب عصام خليل: أتوقع حدوث نزاعات قضائية حال عدم تعديل مشروع قانون الإيجار    أخبار × 24 ساعة..حقيقة إلغاء الصف السادس الابتدائى من المرحلة الابتدائية    شباب من "أبو عطوة" بالإسماعيلية يطلقون مبادرة شعبية لمواجهة خطر المخدرات    تقى حسام: محظوظة بإنى اشتغلت مع تامر محسن وأول دور عملته ما قلتش ولا كلمة    أمينة الفتوى: لا حرج في استخدام «الكُحل والشامبو الخالي من العطر» في الحج.. والحناء مكروهة لكن غير محرّمة    الاعتماد والرقابة الصحية: القيادة السياسية تضع تطوير القطاع الصحي بسيناء ضمن أولوياتها    وزير الخارجية والهجرة يلتقي قيادات وأعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي    جامعة بنها تطلق أول مهرجان لتحالف جامعات القاهرة الكبرى للفنون الشعبية (صور)    الإفتاء توضح كيف يكون قصر الصلاة في الحج    هل هناك حياة أخرى بعد الموت والحساب؟.. أمين الفتوى يُجيب    عالم أزهري يكشف سبب السيطرة على التركة من الأخ الأكبر وحرمان الإخوة من الميراث    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي، أم يجوزُ لي تأجيلُه؟.. الأزهر للفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الشروق» تنشر يوميات بطرس بطرس غالى بين النيل والقدس:(2)
الطيّارون فى أنشاص يسألون مبارك: متى تنوون تطبيق الشريعة فى مصر؟
نشر في الشروق الجديد يوم 12 - 08 - 2013

«بين النيل والقدس يوميات دبلوماسى مصرى».. تحت هذا العنوان يطرح الدبلوماسى الشهير، الدكتور بطرس بطرس غالى، صورة بالعدسة المكبّرة لواقع الدبلوماسية المصرية فى إفريقيا تحديدا، وفى العالم بشكل عام، خلال الفترة التى امتدت لأكثر من عشرة أعوام منذ توليه منصب وزير الدولة للشئون الخارجية عام 1977، ونائب رئيس الوزراء للشئون الخارجية عام 1991، قبل أن يتم اختياره كسادس أمين عام لمنظمة الأمم المتحدة فى يناير عام 1992.
وإذ يسرد غالى، خلال الكتاب، الصادر حديثا عن دار «الشروق»، يوميات عمله الدبلوماسى، فإن صفحات الكتاب تزدحم بالعديد من الوقائع التاريخية التى جمعت المؤلف بالعديد من رؤساء وملوك الدول وزعمائها البارزين، فضلا عن المواقف التى جمعته بالرئيس السابق حسنى مبارك وعدد من وزراء حكوماته المتعاقبة ورجال الدبلوماسية البارزين خلال السنوات الماضية. وفيما يلى تنشر «الشروق» يوميات مختارة من الكتاب.
القاهرة: الأربعاء 6 يونيو 1984
شيعت جنازة فؤاد محيى الدين. كُلّف الفريق كمال حسن على بتولى منصب رئيس الوزراء بصفة مؤقتة. إذا لم تحدث أى مفاجآت، فسيكون هو رئيس الوزراء المقبل. وبذلك؛ سيخلو المنصب الذى يشغله حالياً: نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية. منطقيا يجب أن أحل محله إذا كان هناك منطق فى السياسة.
القاهرة: الخميس 7 يونيو 1984
لقاء مع الفريق كمال حسن على. قلت له: «إذا عُينت فى منصب رئيس الوزراء، فسيكون الوقت قد حان لأن أخلفك فى وزارة الخارجية». فقال لى بصراحة ودودة : «لا تنس أنك مكروه تماما فى العالم العربى منذ مرافقتك للسادات فى رحلة القدس. بالإضافة إلى ذلك، فأنت قبطى، وأنت تعرف جيدا أنه منذ قيام الثورة فإن هذا المنصب أصبح مخصصا للمسلمين فقط؛ نظرا إلى العلاقات الوثيقة التى تربطنا بالدول الإسلامية». استمعت إليه فى صمت وشعرت فجأة بأننى أريد أن أهجر كل شىء: لقد انتهت مهمتى بتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل؛ أما ما بعد ذلك فهى تفاصيل متتالية وأحداث لا تترك بالضرورة أثرا كبيرا فى الواقع.
الأردن تعيد علاقاتها بمصر
القاهرة: الثلاثاء 25 سبتمبر 1984
تلقيت مكالمة هاتفية من الصحفية هدايت عبد النبى لتخبرنى بأن دولة الأردن قد أعادت علاقاتها الديبلوماسية مع مصر. انتصار. إنها بداية النهاية للعزلة السياسية التى فرضتها الدول العربية المعادية لاتفاقية السلام مع إسرائيل على مصر.
القاهرة: السبت 29 سبتمبر 1984
قدمت عرضا أمام أعضاء البرلمان عن عودة العلاقات الديبلوماسية مع الأردن، وعن أهمية العلاقات بين عمان والقاهرة لاستكمال عملنا المشترك من أجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية. لقد كان السادات على حق عندما كان يقول: «سيعودون جميعا مثل الحملان للرعى فى وادى النيل».
الطيّارون يسألون عن الشريعة
القاهرة: الأربعاء 28 نوفمبر 1984
حضرت مراسم تقديم ستة سفراء لأوراق اعتمادهم للرئيس مبارك. بعد انتهاء المراسم كنت أستعد للعودة إلى الوزارة، ففى انتظارى الكثير من الملفات؛ لكن الرئيس أصر على أن أرافقه إلى أنشاص، بالقرب من القاهرة حيث سيفتتح مصنعا جديدا للمنتجات الكيماوية. بعد ذلك، زار القاعدة الجوية هناك التى كان يرأسها قبل أن يصبح نائبا لرئيس الجمهورية. دارت مناقشة فى أجواء غاية فى الاسترخاء بينه وبين الطيارين الشبان. اندهشت من صراحة الأسئلة:
« هل سيادتك رئيس للأغنياء أم للفقراء؟».
« هل تؤيد النظام الاشتراكى أم النظام الرأسمالى؟».
« سيدى الرئيس، إن من يطرح عليك هذا السؤال ليس بقبطى بل مسلم: متى ستطلقون سراح الأنبا شنودة».
« متى تنوون تطبيق الشريعة فى مصر؟».
أجاب الرئيس مبارك برصانة وفطنة عن كل هذه الأسئلة، لكن الذى أعجبنى هو شجاعة هؤلاء الشبان العسكريين، والاهتمام الذى أبدوه بالسياسة. من يعرف، فربما سيكون من بينهم من يسعى يوما للوصول إلى سدة الحكم.
حرب العراق وإيران فوائد لفرنسا وبريطانيا
القاهرة: الثلاثاء، الأول من يناير 1985
عشاء فى السفارة الفرنسية. النقاش تناول كافة موضوعات الساعة مع التركيز على الصراع العراقى الإيرانى. العراق يتلقى أسلحة من بريطانيا ويشحنها بواسطة ناقلات فرنسية. أما إيران فتتزود بالأسلحة من فرنسا وتشحنها بواسطة ناقلات سوفيتية. تقسيم المبيعات من الأسلحة المصدرة للعراق وإيران بين فرنسا وبريطانيا يحقق الفائدة للجانبين الفرنسى والبريطانى فى ذات الوقت.
دول حوض النيل
القاهرة: الأربعاء 2 يناير 1985
ألقيت محاضرة فى الأكاديمية العسكرية عن موضوع «الأمن القومى»، حيث طرحت فكرة تتعلق بارتباط الأمن القومى لمصر بضرورة تأمين منابع النيل وتقوية العلاقات المصرية السودانية على النحو التالى: المرحلة الأولى تتطلب إنشاء اتحاد فيدرالى بين مصر والسودان. والمرحلة الثانية تتطلب إقامة تجمع يضم الدول الواقعة فى حوض النيل.
كما شرحت وجهة نظرى حول أهمية إعداد كوادر من الموظفين والعسكريين الذين يعرفون لغات وعادات وتقاليد جنوب السودان.
تحتاج وزارة الخارجية بشدة لإنشاء إدارة تكلف بدراسة المشاكل العربية، وبدون إنشاء هذه الإدارة، سيكون من الصعب علينا الحفاظ على قيادتنا للعالم العربى. كما أننى أرى أنه من الضرورى جدا تبنى سياسة مصرية طموحة تجاه أفريقيا.
هل لدينا القدرات المالية والتقنية لكى نقوم فى الوقت ذاته بتبنى سياسة ناجحة تجاه العالم العربى وأخرى تجاه أفريقيا مع الأخذ فى الاعتبار أن هناك تداخلا وتقاطعا كبيرين بين قضايا العمل الأفريقى وقضايا العمل العربى؟ وإذا كان لابد من الاختيار بين العالم العربى وأفريقيا، فماذا سيكون خيارنا؟ باختصار، ما هو الأهم بالنسبة لمصر: النيل رمز المستقبل أم القدس، رمز التاريخ؟ ما هو الأهم: الجغرافيا أم التاريخ؟.
ترميم الكنائس وأجهزة الأمن
القاهرة: الخميس 3 يناير 1985
التقيت بطريرك الروم الكاثوليك المونسينور حكيم لتجديد جواز سفره الديبلوماسى المصرى. انتقد الحكومة بشدة لأنها تمنع إجراء الترميمات اللازمة للكنائس. وعدته بالتدخل لدى وزير الداخلية، مع أننى أدرك أننى سأصطدم برفض الطلب بالنظر إلى أن أجهزة الأمن تعانى دوما من حالة من الريبة تكاد تكون مرضية فيما يتعلق ببناء أو حتى ترميم الكنائس. يبدو أن معركة الأجهزة الأمنية ضد الأصوليين تجعلها تتعامل بقسوة مع المسيحيين. حيث إن هذه الأجهزة ترى أن المسيحيين ناكرون للجميل لأنهم يشكون من التمييز ضدهم، فى حين أن أجهزة الأمن تفعل كل شيء لحمايتهم.
البشير .. رجل الدولة الصريح
القاهرة: الأربعاء 22 مايو 1985
أطلقت على الرئيس السودانى عمر البشير لقب «رجل الدولة الصريح». إنه يعاتبنى ويعاتب مصر لغيابنا عن السودان، ولعدم اهتمامنا بمشاكل الخرطوم: «ماذا تنتظرون لكى تتحركوا ولكى تعاونوننا فى حل مشاكلنا؟».
إنه محق. وأخشى ما أخشاه أن يظل اتفاق التكامل بين مصر والسودان مجرد شعارات لا محل لها من التطبيق على أرض الواقع. وفى الوقت نفسه، فإننى لدى خشية كبيرة من انفصال قادم لجنوب السودان، ذى الأغلبية السكانية التى تدين بديانات أفريقية والديانة المسيحية، عن الشمال ذى الأغلبية السكانية المسلمة.
مبارك غاضبا من حسن عيسى
القاهرة: الأحد، الأول من سبتمبر 1985
تلقيت مكالمة تليفونية من الرئيس مبارك. إنه غاضب: فقد تلقى تقريرا عن قنصلنا فى إيلات إسرائيل حسن عيسى. يقول التقرير: إن القنصل يتنزه بسيارة العمل الرسمية وبصحبته شابات إسرائيليات، ويعطى بذلك صورة سلبية عن الديبلوماسية المصرية. وطالب الرئيس بإنزال عقوبات فورية على القنصل مع استدعائه.
« اسمح لى يا سيادة الرئيس بأن أجرى التحريات قبل اتخاذ الإجراءات التى تريدونها، وسأتصل بك قبل نهاية اليوم».
اكتشفت أن حسن عيسى غير متزوج؛ أو على الأقل، يقيم فى إيلات من دون مرافقة زوجته، كما أنه يستخدم سيارته الخاصة فى كل تنقلاته.
اتصلت هاتفيا بالرئيس وأخبرته بتلك المعلومات موضحا:
« يا سيادة الرئيس، إن التقرير الذى تسلمتموه هو تقرير مغلوط: فالحكومة لم تضع أى سيارة رسمية تحت تصرف القنصل العام فى إيلات، والسيارة التى يتهمونه بأنه يجوب بها شوارع إيلات هى سيارته الخاصة. فإذا كانت هذه المعلومة مغلوطة، فاسمح لى سيادتكم بأن أشك فى صحة باقى عناصر التقرير الذى أُبلغتم به».
استمع الرئيس بهدوء لوجهة نظرى. سيبقى القنصل حسن عيسى فى منصبه فى إيلات. هناك دوما حروب تدور رحاها وبلا هوادة بين أعضاء البعثات الديبلوماسية وبين السفارات والقنصليات».
على لطفى رئيسا للوزراء
القاهرة: الأربعاء 4 سبتمبر 1985
فى اجتماع مجلس الوزراء، أبلغنا الفريق كمال حسن على باستقالته. فيما بعد، عرفنا بأنه قد تم تعيين على لطفى ( وهو أستاذ جامعى يُدَرّس فى كلية التجارة) فى منصب رئيس الوزراء. اختيار غير متوقع تركنا فى حيرة شديدة.
البابا شنودة يريد أربعين نائبا قبطيا
القاهرة: الجمعة 3 يناير 1986
لقاء مع البابا شنودة. وافقته على ملاحظته بأن الأقباط غائبون عن وظائف الإدارة العليا مثل مجلس الشعب. أعتقد أن الأقباط يتحملون جزءا من المسئولية عن هذا الوضع لأنهم لا يسعون لترشيح أنفسهم فى الانتخابات التشريعية. ربما لأنهم يدركون بالتأكيد أن فرصتهم ضئيلة فى الفوز نظرا لعداء الأصوليين ضدهم.
لم يتفق البابا معى فى هذا التحليل قائلا: «على الحكومة أن تتخذ الإجراءات الضرورية لكى تتيح تمثيلا نسبيا للأقباط فى مجلس الشعب، مما سيتيح دخول 40 نائبا قبطيا بدلا من وجود ثلاثة أو أربعة كما هو الحال الآن».
بعد ذلك، تناولنا موضوع العلاقات بين الكنيستين القبطيتين فى مصر وإثيوبيا. اعترفت له بأننى قابلت الرئيس منجستو كثيرا لكننى لم أتحدث معه أبدا فى هذا الموضوع. وعندما سمع البابا شنودة اسم منجستو، قال بغضب: «منجستو هو الشيطان ولا يجب التحاور معه بتاتا».
الجابون تعرض «اليورانيوم» ومبارك يرفض
القاهرة: الثلاثاء 11 فبراير 1986
استقبل الرئيس مبارك وزير خارجية مدغشقر الذى طالب بأن تبيع مصر البترول لبلاده على أن يتم التسديد على دفعات لمدة عشر سنوات. وعد الرئيس مبارك بدراسة هذا الطلب. لابد من تَوقُع معارضة وزير البترول لهذا المشروع.
وخُصصت الجلسة الثانية لمارتن بونجو، رئيس الجابون، الذى ارتدى زيّا من الحرير الأسود من بيت الأزياء الفرنسى بيير كاردان. وأثار هذا الزى فضول الرئيس مبارك للغاية لأنه بدا زيّا أنثويا إلى حد ما، فسألنى باللغة العربية عما إذا كان ذلك يعنى شيئا محددا. لم أستطع الرد لكننى قلت إنه ربما قد يكون آخر صيحة للموضة فى فرنسا.
وأخبرنا مارتن بونجو أن الجابون تضع اليورانيوم الذى لديها من مخزون تحت تصرّف الحكومة المصرية إذا قررت بناء محطات نووية، فقال لى الرئيس باللغة العربية: «ليست لدينا الأموال اللازمة لبناء هذه المحطات». والرئيس يعلم أننى من أشد أنصار استخدام الطاقة النووية، خصوصا وأننا سنستهلك كل مواردنا البترولية خلال عشر سنوات.
السعيد يرفض زيارة إسرائيل
القاهرة: الاثنين 31 مارس 1986
مكالمة تليفونية من تل أبيب، يتصل بى إسرائيل جات ليقترح إيفاد القاهرة لشخصية مصرية مرموقة لحضور الاجتماع الكبير الذى يعقده حزب العمل الإسرائيلى فى إبريل المقبل.
القاهرة: الجمعة 4 أبريل 1986
أبلغت أعضاء مكتب الحزب الحاكم بالدعوة التى تلقيتها من «جات» ولم تلق هذه الدعوة فيما رأيت أدنى اهتمام. أبدى مصطفى السعيد اعتراضات حاسمة، وبلا تردد، على مشاركة مصر فى هذا الاجتماع فى إسرائيل. عندما التقيت هذا الشاب الدبلوماسى الطموح منذ أكثر من عشر سنوات بقليل كان مدرسا فى كلية التجارة بجامعة القاهرة. إن النخبة تشارك الأغلبية من عامة الشعب فى رفض أى محاولة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
مبارك غير قادر على إنقاذ البلاد
القاهرة : الاثنين 14 إبريل 1986
تناولت العشاء عند كمال حسن على برفقة مصطفى خليل. وكان لدى كل من كمال حسن على ومصطفى خليل تعليقات قاسية على السياسات التى يتبعها الرئيس مبارك لأنه حسبما يقولان غير قادر على تبنى الإجراءات الفاعلة والقادرة على إنقاذ البلاد من أزمة اقتصادية واجتماعية تنال من العصب المنتج فى المجتمع.
اقترحت أن يكون الحل فى تطبيق خطة إنقاذ اقتصادى تقوم على استخدام الطاقة النووية فى إنتاج الكهرباء وتزويد مصر والسودان وغزة بهذه الطاقة لتفعيل النشاط الاقتصادى، وقلت إنه من الممكن أن نعهد لمجموعة من الخبراء العالميين بإدارة المحطة النووية حتى يكون واضحا لكل جيراننا أننا بصدد مشروع سلمى بحت.
مبارك يرفض أى مشروعات مع غزة
القاهرة : الأربعاء 16 إبريل 1986
عرضت على مبارك خطتى لإنتاج الكهرباء بواسطة الطاقة النووية وتزويد مصر وغزة بها. الرئيس مبارك يرفض أى مشروعات مشتركة مع غزة لكنه لا يمانع فى إقامة هذا المشروع بالتعاون مع الأردن، ثم اقترح علىّ:
« لماذا لا تذهب لمقابلة القذافى لعرض مشاريعك عليه؟».
الرئيس يعرف تماما أن علاقاتى سيئة جدا مع طرابلس.
موسكو: الأحد 22 يونيو 1986
هذه هى أول زيارة لى لموسكو رغم أنى توليت مسئولية السياسة الخارجية فى مصر منذ تسع سنوات. ولعل السبب فى ذلك يرجع إلى السادات الذى كانت لديه شكوك، تحولت مع الوقت إلى ما يشبه وسواسا قهريا، تجاه القطب السوفييتى. فى الوقت الذى كان فيه معجبا بالقطب الأمريكى. ويبدو أن مبارك يطبق نفس النهج الديبلوماسى الذى تبناه السادات على الأقل حتى الآن.
أعرف أن مهمتى ستكون صعبة، خصوصا وأننى أحضر للمشاركة فى مؤتمر أفريقى، وأن أيا من موسكو أو القاهرة لم تقترحا رسميا إجراء أى محادثات مصرية سوفييتية مع الوفد الزائر لموسكو.
صباح الخير يا سيد كامب ديفيد
موسكو: الخميس 26 يونيو 1986
استقبلنى إيفيجنى بريماكوف مدير «مركز الأبحاث» ممازحا باللغة الإنجليزية حيث قال لى: «صباح الخير يا سيد كامب ديفيد».
كان بريماكوف هو عين موسكو فى القاهرة عندما كانت العلاقات وثيقة بين مصر والاتحاد السوفييتى. وهو دبلوماسى عظيم ومتخصص عميق فى شئون العالم العربى، ولديه روح دعابة تروق للمصريين، كما أنه يحب الطعام والشراب بدرجة واضحة ولديه جسم ممتلئ شأنه فى ذلك شأن الكثيرين من حكام العالم العربى.
الحديث مع إيفيجنى بريماكوف حديث مهم بالفعل. أخبرته أن بعضا من أعضاء مجلس الوزراء يدعون لمطالبة الحكومة السوفييتية بدفع تعويضات لمصر بسبب توقف إنتاج المصانع الحربية المصرية نتيجة قرار موسكو وقف تزويد هذه المصانع بقطع الغيار وقرار سحب الخبراء السوفييت. لكننى سارعت مستدركا:
«هذه المطالب لا أساس لها مطلقا لأن سياسة حكومتنا هى التى ساهمت فى رحيل الخبراء السوفييت، وهى التى منعت شراء قطع الغيار اللازمة لتشغيل مصانعنا بالكفاءة اللازمة».
استمع إيفيجنى لما قلته باهتمام وطرح على سؤالا واحدا:
«متى ستقابل وزير الخارجية؟».
«لا أعرف، لكنى آمل أن يتم هذا اللقاء فى أقرب وقت».
عزيز صدقى يتوقع سقوط النظام
القاهرة: 7 يوليو 1986
عشاء مع رئيس الوزراء الأسبق عزيز صدقى وزوجته، التى تربطها صداقة مع زوجتى ليا. عزيز صدقى يتوقع سقوط النظام قبل نهاية السنة. لكنه مخطئ فى رأيى، لأنه على الرغم من ضعف النظام والتناقضات التى يقع فيها، إلا أنه قادر على البقاء. أعتقد أن عزيز صدقى يحلم بأن يلعب ثانية دوراً أساسيا فى المشهد السياسى، مثله فى ذلك مثل كل من فقدوا السلطة. أنا واثق أنا ما يتمناه لن يتحقق.
القذافى يوزع الإهانات على الدول
هرارى: الاثنين الأول من سبتمبر 1986
جلسة الافتتاح الرسمى للقمة. حركة عدم الانحياز تحتفل بمرور 25 عاما على إنشائها.
فى المساء حفل استقبال أقامه راجيف غاندى، الذى يرأس الوفد الهندى، وهو يتميز بثقة فى النفس ويشعر أنه امتلك مقاليد السلطة والعُرف وتأييد بلده التى هى أكبر دولة ديموقراطية فى العالم.
هرارى: الخميس 4 سبتمبر 1986
ألقى الرئيس القذافى خطبة مريعة تتفق تماما مع طريقته التقليدية التى تثير السخرية، والغضب فى نفس الوقت، فتوجه بالإهانة بالمعنى الحرفى للكلمة لكل الدول، خصوصا الدول الأفريقية التى لم تقطع علاقاتها بإسرائيل. واستهدف القذافى مصر فى المقام الأول. كتبتُ رسالة لرئيس القمة الرئيس موجابى أحتج فيها على إهانات الرئيس الليبى، وطالبت منه ضم هذه الرسالة للتقرير النهائى الذى سيوّزع على المندوبين.
جيبوتى تعيد علاقاتها مع مصر
باريس: الأربعاء الأول من أكتوبر 1986
علمت من الصحف أن مصر قد أعادت علاقاتها الديبلوماسية مع جيبوتى. اتصلت بالوزير باهدوم للإعراب عن التهنئة. إنها بداية النهاية لعزلة مصر الديبلوماسية فى الإطار العربى، كما أن استعادة هذه العلاقات يمثل أيضا انتصارا شخصيا لى بعدما بذلت كل جهد لكى يأتى هذا اليوم، الذى تبدأ فيه مصر باستعادة علاقاتها العربية ولو مع جيبوتى لأن ذلك له دلالة كبيرة حتى لو لم يعترف الرئيس مبارك بأهمية هذا الجهد لأنه قد يعتبرها مشكلة ثانوية بالمقارنة بمشاكل أخرى تواجهها مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.