كان يوصف النظام السياسى التركى على انه نموذج يحتذى به لباقى دول المنطقة، ولكن المظاهرات الاخيرة التى اندلعت ضد رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان اشارت إلى أن الديمقراطية التركية هشة بكثير أو بطرق اخرى تعد اكثر سطحية. ولكن على الرغم من الاحداث الاخيرة لاتزال هناك دروس مهمة من تاريخ تركيا لباقى دول المنطقة ولا سيما مصر. فالاضطرابات التى شهدتها تركيا على مدى السبعين عاما الماضية بالاضافة إلى الازمة الحالية التى تسبب فيها النهج الحكومى المتشدد تجاه المتظاهرين السلميين (اشارة إلى اعتصامات جيزى) يعكس حالة الاستقطاب الشديدة بالمجتمع، حسبما رأى الكاتبان دارون أسيموغلو وجيمس روبنسون فى مجلة فورين بولسى الأمريكية. فالاستقطاب فى تركيا والذى يوجد فى مصر ايضا تم وصفها من قبل الخارج على انه صراع بين النخبة والليبراليين الذين يمشون على خطى الغرب من جهة وبين التقليديين والجموع الدينية من جهة اخرى، وفقا للكاتبين اللذين اشارا فى مقالهما إلى أن هذه الصورة حقيقية إلى حد ما ولكنها مضللة فى معظم الاحيان حيث يوجد الصراع الاساسى أما هذان البلدان متأصلان فى عدم المساواة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا. واضاف المقال أن المشكلة الاساسية التى تواجه الديمقراطية فى العديد من المجتمعات ولا سيما فى مصر وتركيا، هى ايجاد حل لهذه الانقسامات فى الوقت الذى يتم فيه بناء نظام سياسى واقتصاد شامل. وهذا ما فشلت فيه تركيا عدة مرات على مر تاريخها، ويجب على مصر أن تلقى بالا لهذه الدروس. ولكن للاسف تنتهج مصر نفس الخطوات المحفوفة بالمخاطر. ويتمثل هذا الدرس فى تاريخ الحزب الديمقراطى التركى الذى تأسس فى 1946، حيث اثار انتخاب رئيسه عدنان مندريس فى 1950، رئيسا للوزراء استياء قيادات الجيش ونخبة الدولة. واشارت المقالة إلى ان ما يحدث فى مصر هى اصداء ما حدث فى تركيا حيث حدث انقلاب 1960 على مندريس وتم اعدامه وكان هذا الانقلاب مدعوما من الليبراليين والمفكرين والمؤيدين للديمقراطية. وكان مبرر هذا الانقلاب، وفقا للكاتبين، هو انقاذ البلاد من التدمير الذى لحق بها نتيجة حكم مندريس الذى اعدم بعد ذلك وحزبه. وقالت المجلة ان مرسى كان مثل مندريس حيث اتجه ليكون استبداديا ناسيا وعوده التى اعطاها قبل الانتخابات وحاول تمكين جماعته من السلطة. وبالمثل اذا لم يحدث «الانقلاب على مرسى» فإنه من المحتمل ان يتدمر الاقتصاد اكثر واندلاع المظاهرات العنيفة بشكل اكبر. ويسيطر الاخوان على شرايين الحكم ويقيمون ديكتاتوريتهم مغلقين أى طريق امام الديمقراطية. ولكن سيناريو مصر مختلف عن تركيا جزئيا حيث يشعر المصريون بعدم الرضا تجاه حكومة مرسى وتم تجميع 22 مليونا لسحب الثقة منه ومطالبته بالتخلى عن السلطة.