يبدو أن وجهة نظر الفنان عادل امام ومؤلفه الكاتب يوسف معاطى عن اليسار واليساريين لم تتغير حتى بعد قيام ثورات كان فى مقدمتها هؤلاء الذين يسخر منهم عراف الدراما المصرية اليوم، فبعد ان اظهرهم فى صورة الشخصيات الهشة الضعيفة التى تصل الى حد اللا مبالاة فى فيلمه السفارة فى العمارة. الكائنات التى تأخذ من الثقافة مظهرها ويمكن ان تبيع أى شىء مقابل المال ولا تهتم الا بالشعارات ووصولا به الى حد التهكم على ملابسهم وهيأتهم ورائحتهم فى مشاهد تثير الشفقة وليس الضحك كما يظنان، يعاود الثنائى معاطى وامام فى مسلسل العراف السخرية من اليسار واليساريين، من خلال شخصيات كرتونية لا اعرف من اين استقاها كلاهما ويبدو ان الزعيم الذى نسى مؤخرا شكل الشارع وطوائفه مازال مصرا على استحضار روح الشخصيات الكرتونية بصورة نمطية لاتوجد الا فى ذهن المؤلف يوسف معاطى وهو ما ظهر من خلال الشخصيات اليسارية التى اظهرها فى الحلقة العاشرة من مسلسله وكانت بالطبع شخصيات هزلية، حاقدة وناقمة على طبقات اخرى ومازالت ترتدى ملابس رثة وتتحدث بكلمات ليس لها معنى وتهرتل بمبادئ لا تفهمها هكذا هو اليسار عندهما رغم انه ليس موجودا فى الحقيقة ولا تعبر هذه الشخصيات عن الواقع بأى صورة ولم يتبق لعادل امام الا ان يخرج احد شعراء اليسار ليؤكد فهم معاطى عنهم وهو يخطب «ابيع نفسى» او يحدثنا عن «السنونو» وسط ضحكات الناس، عادل امام يحتاج هو ويوسف معاطى الى ان يختلطا بالناس كما كانا يفعلان ليعرفا ان الصورة الهزلية التى يصران عليها لليسار واليساريين لم تعد تبهج احدا ولا تقترب من الواقع ولا تمت له بصلة.. وتبقى الى هذا الثنائى ان يضع لنا الصورة الكاريكاتورية عن الإسلاميين ايضا حتى تكتمل رؤيتهما التى لا تتغير عن اليسار واليمين واظن انها قادمة فى الحلقات المقبلة. وبالعودة الى ما يقدمه الثنائى فى مسلسل العراف وناهيك عن الحلقة الاستهلالية التى ليس لها محل من الاعراب وليس لها اى مبرر او تفسير سوى انها استهلاك للوقت، يحسب لإمام ومعاطى تلك المساحة الضيقة التى اعطياها لشخصيات فى المسلسل والتى استطاعت ان تقدم لمحة كوميدية مثل الشخصية التى يقدمها سعيد طرابيك والشخصية التى يقدمها طلعت زكريا لكن بعيدا عن هؤلاء لايمكن ان ترصد سوى دراما مستعرضة لمواقف يمكن ان تتكرر كل يوم بتيمة وفكرة واحدة لا تتغير ومعها احداث مفتعلة يمكن ان تستمر ايضا الى ما لا نهاية، ولم ينس عادل امام ويوسف معاطى فى ظل هذه التركيبة التقليدية اظهار الزعيم فى صورة الدونجوان بحشو مشاهد ليس لها معنى ايضا. الحقيقة ان فنانا كبيرا بحجم عادل امام الذى يصر على ان يكون ظهوره فى دراما رمضان من خلال شخصيات غير سوية «حرامى ونصاب» لن تفلح معه الحبكة التقليدية التى ينتهجها واعترافه وندمه فى آخر حلقة بخطئه الذى ارتكبه على مدار 30 حلقة، هذه التركيبة ايضا مل منها الجمهور ولم تعد تفيده.