أجواء رمضانية مختلفة تجدها بمجرد أن تطأ قدمك ميدان رابعة العدوية، مصريون جاءوا من مختلف المحافظات في أكبر إفطار جماعي رمضاني، جمعتهم أهداف عدة، فمنهم من جاء للدفاع عن «شرعية الصندوق»، أو «إعادة مرسى للحكم» وآخرون يعتقدون أنهم يدافعون عن «مدنية الدولة وحق تداول السلطة». أطفال، نساء، رجال، شباب، أعمار سنية مختلفة، وجوه نوبية، وصعيدية، وقاهرية، جمعتهم مملكة رابعة العدوية، «أقرب للمشهد الذى يجتمع عليه الصائمون بالحرم المكى فى أول أيام الشهر الكريم»، بحسب وصف الإخوانى وجدى العربى، الممثل المعتزل.
لم تمنع حرارة الجو آلاف المجتمعين من الاستمرار فى اعتصامهم منذ الساعات الأولى صباح أول يوم رمضان، والذين جمعتهم هتافات بينها «اشهد يا رمضان، ضربوا ولادنا فى المليان»، «حرية عدالة.. مرسى وراه رجالة».
بخاخة رش مياه كبيرة كتلك التى يحملها عامل رش المبيدات بالمزارع استخدمها شباب وفتيات جماعة الإخوان المسلمين لرش وجوه المعتصمين بالمياه، فى محاولة لتخفيف حد حرارة الجو والبالغة ما يقرب 33 درجة.
فتيات الجماعة لهن دورهن فى تحضير الإفطار الجماعى والمسيرات الصغيرة التى تحفز العائلات المقيمة ببعض الخيم المنصوبة، على مواصلة الاعتصام، ولقتل جزء من ملل النهار الطويل الذى يشعر به الصائمون والصائمات، كما توضح مروة، القادمة من المنوفية للمشاركة فى الإفطار الجماعى.
قسم الطريق رابعة العدوية لعدة ممرات واحد للسيدات ومثيله للرجال، بينما الممر الأكبر لمرور سيارات الإسعاف، أو تلك التى تأتى حاملة عدد من وجبات الإفطار من متبرعين، وعلى جانبى الممرات قبل نصف ساعة من موعد الإفطار يقف أشخاص عدة كل له مهمته، فمنهم المسئول عن توزيع بلح الإفطار، والمسئول عن العصائر، وآخر يوزع المياه.
أرض رابعة جمعت الجميع القيادى بالجماعة، والقواعد، ولم تختص القيادات مكانا لهم غير الأرض لمشاركة الجميع إفطارهم، وممن شاهدتهم «الشروق» كان أشرف بدرالدين، عضو مجلس الشورى المنحل، وعادل حامد، عضو مجلس العشب المنحل، وغيرهم.
الافطار لم يكن اخوانى بحت، بل آخرون مختلفون مع الجماعة فى فكرها، ومع إدارة مرسى للدولة، جاءوا ليحضروا أكبر إفطار جماعى، منهم من دفعه الفضول لمعرفة ما يجرى فى هذه المملكة، ومنهم من جاء معتبرا وجدوه مشاركة رمزية دفاعا عن شرعية الدولة المدنية.
أحمد محمود، نموذج لمواطن مصرى، غير مسيس، ولكنه جاء فى مشاركة رمزية بهدف «الدفاع عن مبدأ تداول السلطة عبر صندوق انتخابى، «لو نجح الانقلاب العسكرى ده، عمرنا ما هنقدر نغير أى قيادى بصندوق الانتخابات، الناس فقدت الثقة فى كلمة انتخابات بعد اللى حصل»، يقولها منفعلا