منظمة الشفافية الدولية: مصر أكثر فساداً فى 2013

الشرطة والإعلام والأحزاب السياسية الأقل نزاهة ..و36% من المواطنين مضطرون لدفع الرشاوى

عندما سألت منظمة الشفافية الدولية عينة الاستطلاع التى تختبر عن طريقها سنويا مدى نزاهة الدول عن الفساد، قال المصريين انهم يشعرون انه يزيد، وهى الاجابة المماثلة التى قالها المستطلعون فى تونس واليمن، بحسب ما أوضحه تقرير الفساد العالمى لعام 2013 الذى شمل 104 دول، وذلك بالرغم من أن البلدان الثلاثة شهدت انتفاضات شعبية واسعة كانت مكافحة الفساد ابرز شعاراتها.

الاحساس بالفساد فى مصر قد تبرره تلك النسبة المرتفعة من الفئات المضطرة لدفع الرشاوى، بحسب استطلاع الرأى الذى قامت به المنظمة وقالت إنه أكبر استطلاع عالمى عن الفساد، حيث قال 36% من المصريين الذين استطلعت رأيهم المنظمة أنهم اضطروا لدفع رشاوى خلال العامين الماضيين.

ووفقا لتصنيفات منظمة الشفافية تكون المؤسسات الاكثر فسادا هى الاقرب إلى درجة 5 والاكثر نزاهة الاقرب لرقم 1 ، وتظهر من اجابات عينة الاستطلاع تفشى الفساد فى العديد من المؤسسات الحيوية فى مصر ، حيث تراوحت درجة الفساد بين 4 و4.1 فى كل من مؤسسة الشرطة والخدمات العامة والاعلام ولم تنج المعارضة من الفساد ايضا حيث قيم التقرير نزاهتها عند درجة 4 . وتجاوز الفساد مستوى الثلاث درجات لدى كل من النواب التشريعيين والقضاء والنظام التعليمى والصحى، وكانت المؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدنى غير الهادفة للربح الاقل فسادا بدرجة 2.6 و2.8 بالترتيب.

وبينما قال 64% من المستطلعين عن الوضع فى مصر إن الفساد ازداد سوءا ، بلغت النسبة 80 % فى تونس. بينما اقتصرت تلك النسبة فى ليبيا على 46 % فقط.

ونقل بيان لمنظمة الشفافية العالمية عن كريستوف ويلك ، مدير الشرق الاوسط وشمال افريقيا، أن الشرطة والقضاء والاحزاب السياسية فى الدول العربية بحاجة إلى اصلاح حتى تكسب ثقة المواطنين، وأكد أن «الفساد ازداد سوءا فى معظم الدول العربية منذ انتفاضات الربيع العربى عام 2011 رغم أن الغضب على فساد المسئولين كان سببا رئيسيا فى تفجيرها»، معتبرا أن هناك تناقضا بين الخطاب الذى تقوله تلك الدول عن مكافحة الفساد والواقع السياسى بها.

وأشار ويلك إلى انه فى مسعى لجذب الاستثمارات الخارجية تصالحت الحكومة المصرية مع بعض رموز نظام الرئيس السابق حسنى مبارك الذى أدين بالفساد.

الا أن نتائج التقرير تظهر وجود فرص كبيرة لمكافحة الفساد كلما كان المواطنون اكثر ايجابية فى التفاعل مع هذه القضية، حيث ذكر التقرير أن ما بين 61% إلى 80% من المستطلعين يؤمنون بقدرة الشعب على مكافحة الفساد.