أكدت مجموعة انتيسا سان باولو المساهم الرئيسى فى بنك الاسكندرية على وجود فرص نمو واستثمار جيدة داخل السوق المصرية رغم الفترة السياسية الحالية. وأشارت المجموعة من خلال عدد من مسئولى البنك فى مؤتمر عقد قبل ايام وشاركت فيها «الشروق» فى فرع المجموعة بلندن الى وجود فرص جيدة تعزز من وجودها داخل السوق المصرية، مؤكدة على انها سوق جذابة ،وقد تكون موطنا جيدا للاستثمار فى ظل المشهد السياسى الحالى ،فى حالة التوصل الى استقرار وتوافق وطنى.
«البقاء داخل مصر ومساعدتها يرجع إلى كونها مركزا محوريا وفرصة كبيرة للاستثمار»، كما يقول مسئولو البنك الايطالى، وهو ما جعل المجموعة تحول كل الأرباح فى السنوات الاولى التى استحوذت فيها على البنك إلى استثمار داخل مصر.
ماكيل راريس، رئيس قطاع الفروع الدولية لمجموعة «إنتيسا سان باولو» المصرفية الإيطالية قال ل«الشروق» ان المجموعة مازالت تنظر الى السوق المصرية بنظرة ايجابية ، فمنذ وجودنا فى السوق فى عام 2005ونعمل على زيادة اعمال البنك ورفع كفاءة العاملين بها.
وقال راريس ان مصرفه احتفظ بالارباح داخل مصر فى السنوات الماضية دعما للوجود ،ويعمل فى الوقت الحالى على التوزان بين المصروفات والربحية « فما يتحقق من ارباح يصب فى النهاية فى صالح المساهمين والمجموعة الايطالية الموجودة فى اكثر من 13 دولة.
واكد رئيس قطاع الفروع الدولية لمجموعة «إنتيسا سان باولو» المصرفية الإيطالية، إنه تم تجديد نحو 45 فرعًا لبنك الإسكندرية فى مصر، وإن نتائج أعمالنا فى مصر جيدة جدًا وتؤكد أن السوق المصرية واعدة، وإنه مع تحقق الاستقرار السياسى سوف تنطلق كل قطاعات الاقتصاد المصرى وتنمو التمويلات الموجهة لهذه القطاعات.
وقال مدير الفروع الدولية إن مصرفه لن ينسحب من السوق المصرفية المصرية، على خلفية التوترات السياسية التى تشهدها البلاد، ويعتزم زيادة استثماراته. وقد سبق ان باعت المجموعة الايطالية نحو 10% من حصتها داخل السوق المصرية الى مؤسسة التمويل الدولية ،لتصبح حصة البنك الايطالى نحو 70% فيما يحتفظ الجانب المصرى ممثل فى وزارة المالية بنحو 20%
وقد استبعدت قيادات البنك الايطالى تكرار السيناريو السابق،معتبرة عن سعادتها بالوجود داخل السوق المصرية،وان بيع جزء من الاسهم الى مؤسسة التمويل الدولية قبل اربع سنوات كان لاعتبارات استراتيجية. «الوضع السياسى الحالى لن يؤثر على توجهاتنا الاستثمارية فهى من الاسواق الواعدة مصرفيا، خاصة فى قطاع التجزئة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.» تبعا ل«راريس».
وأكد: «مصر البلد الوحيد بين دول الربيع العربى، التى نعمل بها ولا نعتزم دخول باقى الدول لعدم استقرار الأوضاع فيها بعد».
يوجد البنك فى عدد من الدول العربية مثل تونس والمغرب ودبى من خلال مكاتب تمثيل. وتبلغ أصول «انتيسا سان باولو»، نحو 800 مليار يورو، ولديه نحو 2 مليون عميل فى 200 فرع حول العالم. وقال رئيس قطاع الفروع الخارجية للبنك، إن نسبة التعثر لدى عملاء البنك حول العالم تتراوح بين 2 و3% من إجمالى العملاء، وتصل فى فرع المجموعة فى مصر حسب المعلومات التى حصلت عليها « الشروق « الى اقل من 1% فى قروض التجزئة.
وحول الحصة السوقية المستهدفة للمجموعة الايطالية داخل السوق المصرفية المصرية قال راريس اننا نعمل على ان نكون رقم واحد ،لكن فى الوقت الحالى نحن فى وضع جيد فقد تم مضاعفة حصة البنك من وقت الاستحواذ وحتى الان فى قطاع التجزئة من 4 الى 8% حاليا ،وهو ما نأمل تحقيقه فى السنوات القادمة.
وقال إن إدارة البنك الأم تتمسك بادارة البنك الحالى فى مصر، مع العمل على رفع الكفاءة للعاملين من خلال التدريب .نافيا فى الوقت الحالى تغير يطرأ على الهيكل الادارى فى البنك وعند حدوثه سوف يتم الاعلان عنه على حد قوله.
وحول رغبة مصرفه فى تقديم صيرفة اسلامية قال مدير الفروع الدولية فى انتيسا سان باولو لا مانع فى حالة وجود طلب ،والبنك تقدم بالفعل ابان تولى محافظ البنك المركزى السابق فاورق العقدة للحصول على رخصة،مؤكدا ان مصرفه لا يقدم تلك الخدمة على مستوى الفروع التى يمتلكها فى الوقت الحالى.
وعن تراجع البنك عن المشاركة فى تمويل القروض المشتركة بنحو 30% بعد الثورة قال مدير الفروع الدولية بالمجموعة الايطالية ان الامر مرتبط بوجود فرص ،مع حساب جيد للمخاطر .فحسب راريس فان قطاع تمويل الشركات مرتبط بشكل كبير بالدولة ، فعند وجود مشاكل وعدم استقرار يتضرر قطاع تمويل الشركات