سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشروق ترصد روايات مصابى الخرطوش والسلاح الأبيض فى «الجمعة الدامية» فتحى أصيب بالخرطوش فوق سطح منزله.. ومحمد حاول إنقاذ فتاة من التحرش فتلقى طعنة بمطواة ..
على سرير بالدور الأول فى مستشفى المنيرة، يرقد فتحى محمد حسن بعد ان اصيب برش خرطوش اخترق الطحال. فتحى الذى لم يتعد من العمر 15 سنة، من أهالى منطقة السيدة زينب، يسكن فى عقار فى الطابق الخامس أمام مستشفى الطلبة، واعتاد على النزول فى التظاهرات، ويوم الجمعة الماضى كان فى منطقة الاتحادية مع والدته واخواته، إلا أنه وقت اصابته لم يكن مشاركا بل كان متواجدا داخل منزله.
وقال فتحى، الذى يدرس فى السنة الأولى من الثانوى الفندقى: «انا كنت فوق السطح ومانزلتش يوم الجمعة، وكانت طائرات القوات المسلحة تتحرك فى السماء وترسم علم مصر واحنا مبسوطين وبنلوح لهم، وبعد اقل من دقيقة من حركتها لقيت نفسى على الارض».
والدة فتحى اعتقدت فى البداية ان ابنها اصابه ماس كهربائى وجرت عليه لتجد الدم يغطى جسمه، وحملته الى الشارع لتنقله سيارة الإسعاف.
وتابعت: «احنا شفنا المرار مع مرسى وابو فتحى صنايعى ومبقاش فيه شغل ولا عيش ولا جاز ولا عارفين نعيش، وهنفضل نتظاهر لغاية لما الحال يتصلح»، وتصمت قليلا لتستكمل حديثها «انا كنت واقفة جنب محمد الجندى لما اتضرب وشفت غيره من الشباب اللى مالوش ذنب، غير انه خرج فى المظاهرات واهله مارجعوش غير بجثثهم».
أما محمود محمد فهو مصاب اخر يرقد فى الغرفة المجاورة لفتحى، لكنه وسط حراسة امنية مشددة، ما ارجعه بعض العاملين بالمستشفى لكونه من شباب الإخوان الذين خرجوا فى تظاهرات يوم الجمعة لتأييد مرسى، وكان بحوزته خرطوش ضرب به المتظاهرين عند مطلع كوبرى اكتوبر، والتف حوله الاهالى والمتظاهرون واعتدوا عليه بالضرب، حيث أصيب بجروح قطعية فى اماكن متفرقة من الجسم.
إلا أن محمود قال إنه محاسب وليس له علاقة بالسياسة، وانه كان فى طريقه إلى منزله ببولاق الدكرور عبر كوبرى 6 اكتوبر فى السابعة من مساء أمس الأول، بعد عودته من «مشوار» لشراء بعض الأغراض لشقيقه.
وأضاف «لقيت صدام بين الناس ومعاهم سنج ومطاوى وطلعت اجرى على الكوبرى علشان اهرب منهم، وهما افتكرونى بضرب المتظاهرين، ولقيت اكتر من 100 واحد بيضربونى بالمطاوى ومحستش بحاجة إلا وانا فى المستشفى هنا».
محمود لم يتحدث طويلا، لكنه اكد مرارا انه لم يتظاهر وانه كان عائدا من «مشوار» لشراء بعض الاغراض لأخيه.
فى نفس الطابق من مستشفى المنيرة، يعالج محمد سامى، 34 سنة، من سكان السيدة زينب، بعد ان اصيب بجرح قطعى فى البطن فجر يوم الجمعة، وقال «انا كنت مع الاهالى اللى مكونين لجان شعبية فى المنطقة، وحوالى الساعة 3 كان فيه ناس كتير فى الميدان ولقيت شاب بيحاول يتحرش ببنت، قلت له مينفعش كده وشتمنى بألفاظ خارجة وبعدها طلع من جيبه مطواة مشرشرة وضربنى فى بطنى».
مدير مستشفى المنيرة د.محمد شوقى، أكد ان المستشفى استقبل أمس الأول 30 حالة إصابة، من بينهم حالتا وفاة، وحالتا خرطوش فى العين تم تحويلهم لقصر العينى وباقى الحالات اصابات برش خرطوش.
وأوضح شوقى، أن حالتى الوفاة هما محمد سالم عبد العظيم من البساتين (26 سنة)، اصيب بطلق نارى فى الصدر ونقل إلى مشرحة زينهم، اما الحالة الثانية فهى لشاب فى العشرين من عمره مجهول الهوية جار تحويله إلى الطب الشرعى لتحديد هويته والتعرف عليه، بعد ان اصيب بطلق نارى فى الجانب الايسر من الصدر.
وعلى بعد امتار من مستشفى المنيرة، وقفت سيارة إسعاف رقم (15) ، تنتظر استقبال أى حالات اصابة محتملة، وقال سائق السيارة احمد يوسف إنه كان متواجدا فى الميدان وفوجئ بضرب الخرطوش والمولوتوف، وأن الاهالى تولوا عملية نقل المصابين من مطلع اكتوبر لعبد المنعم رياض لنقلهم للمستشفيات».
من جانبه، أعلن الدكتور محمد سلطان رئيس هيئة الاسعاف، ان اجمالى عدد المصابين فى اشتباكات أمس الاول الجمعة وحتى ظهر امس بالقاهرة وبعض المحافظات بلغ 1076 مصابا ، اضافة الى 30 حالة وفاة.