فى السنوات الماضية ومنذ اهتمام الدراما بتقديم مسلسلات السير الذاتية، أصبحت الجرائد لا تخلو من خبر عن دعوى أو حكم قضائى لصالح أو ضد أسرة الشخصية الحقيقية التى تقدم سيرتها فى المسلسل. ومؤخرا انتقلت هذه الدعاوى بدورها للسينما لتطارد الأفلام وصناعها.. حتى أصبح من الطبيعى أن يخرج لكل فيلم شخصية حقيقية تدعى أنه يتناول قصتها وتطالب بتعويضات.. فهل يكون هذا ضمن أنواع الإرهاب التى تجهض السينما وتمنعها من تناول موضوعات مهمه أو حقيقيه.. فى السطور التاليه نعرض حالات مطاردات البعض لأفلام سينمائية قبل وبعد عرضها. إبراهيم الأبيض مسجل خطر.. تائب! قبل عرض فيلم إبراهيم الأبيض فوجئت أسرة الفيلم برجل يدعى أنه شقيق المسجل خطر «إبراهيم الأبيض» يطالب النائب العام بوقف عرض الفيلم الذى يحمل الاسم نفسه ويقوم ببطولته محمود عبدالعزيز وأحمد السقا وهند صبرى، معتبرين أن نهاية أحداث الفيلم تتناقض مع القصة الحقيقية، وإن إبراهيم الحقيقى قضى آخر سنوات عمره يعبد الله، ويتوب إليه إلى أن وافته المنية، مؤكدا أنه توفى بشكل طبيعى فى منزل والده، ولم يقتل كما جاء فى الفيلم. واعترض شقيق ابراهيم أيضا على طريقة وفاة والد ووالدة إبراهيم خلال الأحداث، معتبر أن أسرته تعيش باحترام، فإبراهيم لديه شقيق مهندس، وأخت تعمل فى مجال الطب بالرغم من أنهم من ساكنى العشوائيات. وأكد شقيق إبراهيم أنه عرض على أسرة الفيلم قبل بدء التصوير أن يجلس معهم ليخبرهم بالتفاصيل، حتى يتسنى لهم معرفة الحقيقة، فوعدوه بذلك، لكن لم يصدقوا وعدهم. وأضاف أنه على الرغم من سلوكيات إبراهيم الخارجة عن القانون فى الماضى، لكن الفيلم جعل أسرته مادة للسخرية والمعايرة من الآخرين وشوه صورتها الحقيقية، ولم يراع احترم حقوقنا الإنسانية والأدبية»، ولم تكتف أسرة المسجل الخطر «إبراهيم الأبيض» برفع الدعاوى القضائية ضد الفيلم بل نظمت وقفة احتجاجية أمام نقابة الصحفيين، طالبت خلالها بمنع عرضه، وأكدت أن الفيلم ليس فقط يحمل اسم ابنهم، الذى توفى منذ 3 سنوات، ولكنه يقتبس الجزء الأكبر من حياته. عزت حنفى.. «إمبراطور» يرفض المغالطات ولم يكن «إبراهيم الأبيض» هو الفيلم الأول لأحمد السقا الذى يواجه هذه المشاكل حيث تعرض من قبل لاعتراضات كبيرة فى فيلمه السابق «الجزيرة»، من أسرة «عزت حنفى» أكبر تجار المخدرات فى صعيد مصر. عندما أعلن «محمد ممدوح» نجل شقيق «عزت حنفى» امبراطور النخيلة الذى كان يزرع ويتاجر فى المخدرات أن فيلم «الجزيرة» يحتوى على مغالطات كبيرة ويشوه عائلة عزت حنفى. وكانت عائلة حنفى بدأت فى مقاضاة القائمين على الفيلم وهم أحمد السقا، والمنتج محمد حسن رمزى، والمؤلف محمد دياب. وشارك السقا بطولة «الجزيزة» الفنان محمود ياسين، وهند صبرى، وزينة، وهو من تأليف محمد دياب، وإخراج شريف عرفة. سفاح المهندسين يطارد هانى سلامة أما فى فيلم «السفاح» فقد جاء أقارب وأسرة سفاح المهندسين الحقيقى «أحمد حلمى المسيرى» من ألمانيا ولندن للمطالبة بوقف عرض الفيلم الذى اعتبروه يسىء لسمعة العائلة التى تضم بدورها شخصيات رفيعة المستوى وهددوا وقتها باللجوء للقضاء إذا تناول الفيلم أمورا شخصية. لكن أسرة الفيلم أكدت لهم أن الفيلم لا يسىء للعائلة، ولكنه يلقى الضوء فقط على شخص «أحمد» الذى عرف بسفاح المهندسين من خلال الجرائم البشعة التى ارتكبها والتى حيرت رجال الشرطة فى ذلك الوقت دون المساس بأمور شخصية لعائلة المسيرى. «السفاح» بطولة هانى سلامة ونيكول سابا وخالد الصاوى ونبيل الحلفاوى وسوسن بدر وسامى العدل وأشرف مصيلحى وتأليف عطية الدرديرى وخالد الصاوى وإخراج سعد هنداوى. اعتراض سكان يعقوبيان ومن أشهر القضايا التى رفعتها عائلات ضد الأفلام، قضية رفعها شخص من سكان عمارة يعقوبيان الحقيقية ضد أسرة الفيلم وعماد الدين أديب بصفته منتجه، ووحيد حامد كاتب السيناريو، وعلاء الأسوانى صاحب الرواية، وبحسب كلام ملاك ميخائيل حنا أحد ملاك العماره قال إن الفيلم يسىء إلى سكان العمارة. فيلم «عمارة يعقوبيان» يعد أضخم إنتاج فنى فى تاريخ السينما المصرية ويشمل نخبة من أكبر نجوم السينما المصرية، وهو مأخوذ عن رواية بنفس الاسم كتبها الروائى علاء الأسوانى وقد أحدثت الرواية عند نشرها ضجة واسعة فى أوساط القراء والنقاد لما تناولته من أفكار جريئة وجديدة على الأدب العربى والمجتمعات العربية مثل التحرر والشذوذ والسادية والفساد والطبقية.