مسلسل (أنا قلبي دليلي) أول عمل تقدمه ويتناول سيرة ذاتية حدثنا عن اختيارك لشخصية (ليلي مراد) وإعدادك لهذا العمل؟ - مسلسل (أنا قلبي دليلي) تم تناوله بصورة مختلفة عن معظم مسلسلات السيرة الذاتية حيث اهتم برصد واقع المجتمع المصري والحركة السياسية والفنية لفترة تاريخية مهمة وكل ذلك من خلال التناول الدرامي لشخصية (ليلي مراد)، وبدأت أحداث المسلسل بثورة 1919 التي كان لها دور مهم في تغيير أحوال مصر في السياسة والفن ومن هنا جاء الربط بين الفن والسياسة حيث حرصت علي رصد رموز ذلك العصر مثل (نجيب الريحاني) (محمد عبد الوهاب) (روزاليوسف) (توجومزراحي) وغيرهم، والمسلسل يعد أول عمل يرصد حياة الطائفة اليهودية في مصر و أخذ جهداً كبيراً في الإعداد حيث استعنت بحوالي 120 مرجعاً كما استعنت بدوريات وجرائد من فترة الثلاثينات والأربعينات هذا إلي جانب الحرص علي تأريخ ورصد علاقة الشخصيات بأسرة ليلي مراد بدقة . الإبداع الدرامي ما ردك علي الانتقاد الذي وجهه البعض بأن مسلسل (أنا قلبي دليلي) عبارة عن عمل تسجيلي يفتقد للإبداع الدرامي ؟ - أنا لم أقرأ هذا النقد كما أن معظم النقاد أشادوا بسيناريوالعمل والإبهار في تناول الشخصيات مما دعاني للتفكير بطبع العمل في كتاب، مسلسل (أنا قلبي دليلي) تجسيد للإبداع الدرامي في مسلسلات السيرة الذاتية حيث يتتبع لأول مرة في تاريخ الدراما الحركة الصهيونية وحرب 1948 وقيام دولة إسرائيل من خلال شخصيات لا أصل لها في الواقع ولكنها أقنعت المشاهد مثل شخصية (خال راقية إبراهيم) هذا إلي جانب الشخصيات التي لم تشر المراجع لتفاصيل حياتها ولكن المسلسل أكسبها بعدا درامياً وتفاعلياً مثل شخصية (الحاخام) و(والد ليلي مراد) الذي كان شخصية محورية علي مدي 22 حلقة فأي إبداع درامي أكثر من ذلك؟ تم إسناد بطولة مسلسل (أنا قلبي دليلي) للوجه الجديد (صفاء سلطان) فهل من وجهة نظرك لوأسند الدور لنجمة معروفة كان العمل سيحقق نسبة مشاهدة عالية ونجاحا أكبر؟ - اختيار (صفاء سلطان) جاء من قبل المنتج والمخرج السوري وأنا لم أعترض علي اختيارها وأحترم الجهد الذي بذلته ولكن (صفاء سلطان) لم تكن الممثلة المناسبة لأداء شخصية ليلي مراد، وبصراحة لوأسند الدور لنجمة معروفة وقريبة الشبه من (ليلي مراد) مع تأدية أغاني المسلسل بصوت ليلي مراد لحقق المسلسل نجاحا أكبر لأن العمل يملك كل مقومات النجاح . النزاعات القضائية ما حقيقة إعلانك انك لن تقدم مسلسلات سيرة ذاتية مرة أخري وهل ذلك بسبب الخلافات والنزاعات القضائية مع ورثة (ليلي مراد) ؟ - بالنسبة للخلافات والنزاعات القضائية مع ورثة (ليلي مراد) فقد تم حسمها منذ أيام قليلة حيث رفضت المحكمة دعوي التعويض المقدمة من الورثة ضدي أنا والمنتج بمبلغ 5 ملايين جنيه وأصدرت حكمها بأن الشخصية العامة ليست ملك الورثة ولكن ملك الجمهور وأنا من حقي أن أكتب عن الشخصيات العامة فالتاريخ ملك الجميع ولا يستطيع أحد الحجر علي أفكاري كما أن الدعاوي القضائية لا ترهبني ما دمت علي حق، وأنا لم أعلن رفضي لكتابة مسلسلات سيرة ذاتية بل أجلت الكتابة لبرهة بسبب الجهد والوقت الذي استغرقه المسلسل . بصفتك من أهم كتاب الدراما ما تقييمك لواقع الدراما المصرية وهل ستزدهر في ظل المنافسة العربية أم ستشهد تراجعاً في السنوات القادمة ؟ - واقع الدراما المصرية شهد تراجعاً منذ أربع أوخمس سنوات خاصة في الدراما التاريخية التي تفوق فيها السوريون وذلك ليس بسبب نقص الإمكانات أوالكوادر الفنية المصرية ولكن بسبب سيطرة ظاهرة النجوم علي الأعمال الفنية فالنجم يأتي في المقام الأول وهذا لا ينتج عملاً جيداً فتكامل العناصر الفنية هو أساس العمل الناجح، ولكن الدراما المصرية مؤخرا بدأت تعود لوضعها ولم يعد هناك مجال للمنافسة وأتوقع أن تشهد الدراما ازدهارا في السنوات القادمة فنحن نملك ثروة من المبدعين في مختلف المجالات الفنية . رؤية فنية مختلفة أعمال مجدي صابر دائما ما تثير الجدل بسبب القضايا التي يفجرها وربط الفن بالسياسة ألا تري أن في ذلك خلط للأوراق ؟ - أعترف أن مسلسلاتي مثيرة للجدل لأني أملك رؤية فنية مختلفة والعمل الجيد يجب أن يثير الجدل سواء بالإيجاب أوالسلب وهذا هو معيار نجاح العمل، ومعظم أعمالي فجرت قضايا تهم الشارع المصري ولم تتطرق لها الدراما من قبل وفي معظم الأحيان كانت تمثل رؤية مستقبلية لواقع مجتمعنا، مثل مسلسل (العائلة والناس) الذي ناقش زواج المال والسلطة وفساد الطبقة العليا وتنبأ بانهيار الطبقة المتوسطة ومسلسل (نور الصباح) الذي فتح ملفات الأسري المصريين الذين قتلتهم إسرائيل أثناء حرب 1976 ومسلسل (الفنار) الذي فجر العديد من القضايا المسكوت عنها مثل المصريين المتزوجين بإسرائيليات وأبنائهم الذين ينتمون للجنسية المصرية ولكنهم يهود بحكم القانون الإسرائيلي، وربط الفن بالسياسة ليس خلطاً للأوراق لأن الفن تعبير عن وجهة نظر الناس في السياسة كما أنه جسر بين الحاكم والمحكوم وهذا دور الفن أن يعبر عن الناس ويتحدث عنهم . التطبيع مرفوض ما ردك علي الانتقادات التي يوجهها لك البعض من أنك ضد السلام مع الجانب الإسرائيلي كما أن أعمالك تفتح ملفات مثيرة للحرج وتؤجج الكراهية بين الطرفين ؟ - أنا لست ضد السلام ولا اليهود بدليل تقديمي لمسلسل (أنا قلبي دليلي) الذي رصد حياة الطائفة اليهودية وأبرزهم بشكل ايجابي ولكني ضد الصهيونية والعنصرية وضد التطبيع مع الجانب الإسرائيلي طالما لم يسترد العرب كامل حقوقهم وهذه وجهة نظري وأعبر عنها من خلال أعمالي، كما أني أعبر عن نبض القاعدة الشعبية التي ترفض التطبيع مع إسرائيل وأعمالي تنال إعجاب واستحسان الجمهور . مشاكل مع الرقابة بصراحة هل أعمالك المثيرة للجدل والتي تناقش قضايا سياسية أوتشير لفساد السلطة سببت لك مشاكل مع الرقابة ؟ - لا يوجد بيني وبين الرقابة مشاكل فأعمالي لا تتحدث في الجنس أوالقضايا الخارجة عن المألوف فأنا لم أسع يوما للإثارة بهدف الشهرة كما أني أراعي أني أكتب عملاً درامياً تليفزيونياً يدخل معظم البيوت المصرية، وبالنسبة لأعمالي التي تناقش قضايا سياسية أوتشير لفساد السلطة فالرقابة لم تعترض عليها وان حدث اختلاف في وجهات النظر فيحل وديا مثل مسلسل (نور الصباح) الذي فتح ملفات الأسري المصريين ورغم ذلك خرج العمل للنور وحقق نجاحا . أعمال ظلمت هل هناك أعمال قدمتها وتري أنها ظلمت ولم تأخذ حقها سواء علي مستوي الإعلام أوالجمهور ؟ - معظم أعمالي تحقق نجاحا سواء علي المستوي الإعلامي أوالجماهيري ولكن هناك أعمالا ظلمت ولم تأخذ حقها مثل مسلسل (نور الصباح) الذي تم تصويره في سنتين وواجه مشاكل جمة ومسلسل (شط إسكندرية) الذي عرض في رمضان ولم يذع علي محطات رئيسية ومسلسل (الفنار) الذي ناقش قضايا تطرح لأول مرة في الدراما المصرية والعربية ورغم ذلك كان يعرض في أوقات ميتة رغم أنني توقعت احتفاء رسمياً به لأنه يعد وثيقة مهمة لواقعنا التاريخي ولكن يكفيني احتفاء الجمهور . من وجهة نظرك هل ظاهرة مسلسلات الثلاثين حلقة تحكم الكاتب وتحد من إبداعه الدرامي ؟ - الإبداع الدرامي لا يقاس بالكم ولكن بقدرة الكاتب علي جذب المشاهد لمتابعة العمل عن طريق طرح قضايا تمس المشاهد وتهمه، وموضوع العمل هو الذي يحدد عدد الحلقات فهناك موضوعات لا تحتمل أكثر من سهرة وموضوعات لا تكفيها ثلاثون حلقة وانظري الي مسلسلات (ليالي الحلمية) و(رأفت الهجان) (الشهد والدموع) وغيرها من الأعمال المتميزة . الكتابة السينمائية - بالرغم من موهبتك وأعمالك الناجحة لكنك بعيد عن الكتابة السينمائية رغم أن تقديم عمل للسينما يعد حلم كثير من الكتاب لأن السينما تعد وثيقة تاريخية فما تعليقك ؟ - أنا عندي أفكار للسينما ولكن الفيديولم يترك لي وقت للكتابة السينمائية ولكن إذا وجدت ما يناسب أسلوب مجدي صابر ويرضي طموحي فلن أتردد، ورغم أن السينما تعد وثيقة تاريخية إلا أن الفيديوأيضا أصبح وثيقة تاريخية وهناك مسلسلات تعرض من الستينات ومازالت بذاكرة الجمهور مثل (الضحية) و(الساقية) وغيرهما . تفصيل العمل الدرامي ما رأيك في ظاهرة تفصيل العمل الدرامي لنجم بعينه وهل عندما تكتب تضع في اعتبارك لمن تكتب ؟ - ظاهرة تفصيل العمل لنجم بعينه موجودة منذ زمن مثل أفلام (إسماعيل ياسين) و(أنور وجدي) ولكن بالنسبة لي فأنا أكتب العمل أولا ثم أقرر لمن يصلح وليس العكس وذلك دون تدخل من النجوم. حدثني عن أهم الأعمال الدرامية التي شاهدتها مؤخرا وحازت إعجابك ؟ - هناك العديد من الأعمال المتميزة مثل مسلسل (الرحايا) لنور الشريف وسوسن بدر ومسلسل (حكايات وبنعيشها) لليلي علوي كما أنه هناك العديد من الكتاب والمخرجين الذين قدموا أعمالاً جيدة مثل حازم الحديدي، أحمد عبد الفتاح، مريم ناعوم، حسني صالح، أحمد شفيق وغيرهم . ما الحلم الذي يراود مجدي صابر علي المستوي الفني ؟ - احلم بتقديم عمل درامي يجسد ملحمة أكتوبر ويتناول مرحلة ما قبل الحرب بخمسة عشر يوما وما بعد الحرب بنفس المدة عن مذكرات أبطال أكتوبر وبوقائع حقيقية ولكن للأسف لا يوجد من يتبني هذا العمل التاريخي .