فى ظل التظاهرات التى يشهدها الشارع المصرى فى الفترة الحالية، تسعى القنوات الفضائية لتغطية الأحداث أولا بأول، وذلك عن طريق كاميرات ومراسلين فى قلب الحدث، وتأتى صعوبة تأمين المراسلين فى قلب الأحداث تساؤل يفرض نفسه حول كيفية تأمينهم وسط هذا العدد الكبير الموجود فى التظاهرات، كما شهدت بعض المناطق فى الفترة السابقة عددا من الاشتباكات، وهو ما جعل المراسلين الموجودين فى الشارع فى مرمى الخطر، وجعلت منهم وقودا للمعارك التى تخوضها القنوات من أجل السبق. محمد هانى رئيس قناة CBC أوضح أن كل ما يفعله حيال فريق العمل الذى يقوم بتغطية التظاهرات هو مجموعة من التنبيهات تعرف بتعليمات السلامة المهنية، وهى مجموعة من الاشتراطات المهنية للسلامة، بتوجيه المراسل بالوقوف فى مناطق بعيدا عن الخطر، وكيف ومتى يتحرك أثناء حدوث أية اشتباكات. وأضاف هانى: «ليس من المعقول أن أرسل قوة تأمين مع كل فريق عمل، ولكن على كل مراسل أن يلتزم بالتعليمات الخاصة بالسلامة المهنية، ونصائح التحرك التى تقال للمراسلين للابتعاد عن المناطق التى من الممكن أن يتواجد بها عنف».
وأشار هانى إلى أنه فيما عدا تلك التنبيهات، فالمراسل مثله مثل أى متظاهر يتواجد هناك من ناحية التأمين، وأكد أن القناة تمتلك مراسلين فى كل منطقة بها أية أحداث مشيرا إلى أن فريق العمل تعرض لمحاولات منع من نقل الأحداث، وتم قطع الإرسال أكثر من مرة فى المظاهرات المؤيدة للرئيس.
واتفق وليد حسنى رئيس قناة التحرير مع ما قاله هانى فى تعرض فريق العمل الخاص بالقناة لمضايقات فى ميدان رابعة العدوية الذى يتواجد به مؤيدو الرئيس، وهو ما دفع القناة الاكتفاء بنقل بث مباشر من عند بعد فى إطار الحرص على الموضوعية فى نقلها للأحداث، مضيفا أن هناك تعليمات للمراسلين بنقل ما يحدث على أرض الحدث والالتزام بالمهنية، قائلا: «ملتزمون أيضا بوطنيتنا والتعبير عن شعب مصر وما يدور فى البلد».
وقال رئيس قناة التحرير: «من يحمى المراسلين هو الشعب، فكل قناة معروف توجهاتها ومدى مصداقيتها، وهذا من تجعل المتظاهرين يؤمنون فريق القناة، وفى النهاية مراسلونا يؤدون واجبهم وعملهم».
وأشار ألبرت شفيق رئيس قنوات ON TV إلى حالة التحفز التى تواجه أون تى فى الفترة الماضية، وأوضح أن طاقم العمل الخاص بالقناة قد تعرض أيضا للضرب من قبل المتظاهرين الموجودين فى رابعة، وألمح أنه نتيجة لما حدث فى المظاهرات المؤيدة للرئيس قررت القناة رصد الأحداث بتصويرها من أماكن عالية، وذلك حرصا على سلامة طاقم العمل، ومشيرا إلى أن المتظاهرين هناك يسمحون لقنوات محددة بالوجود والتصوير.
وفيما يخص تأمين المراسلين أشار ألبرت إلى أنه يتم اختيار أماكن تصوير بحيث تكون أكثر أمانا، أما الأماكن المرتفعة فيتم اختيارها بحيث تكون كاشفة للحدث بشكل كامل وفى نفس الوقت يتوافر بها عنصر الأمان.
وشدد ألبرت شفيق على أنه فى حالة حدوث أية اشتباكات تكون هناك نصائح يتم توجيهها للمراسلين بالابتعاد عن أماكن الاشتباكات.